قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا ستتخذ إجراءات لازمة لحماية أمنها والتصدي لتصعيد حلف شمال الأطلسي لنشاطه في منطقة القطب الشمالي على تخوم الحدود الروسية. وأشارت زاخاروفا على أن النرويج التي تحظى بعضوية حلف الناتو اتخذت مؤخرا “عددا من الخطوات غير الودية” تجاه روسيا، حيث “اعتمدت النهج السياسي للعسكرة غير المسبوقة” لمناطقها الشمالية.
وضربت زاخاروفا أمثلة على تفعيل نشاط الناتو في شمال النرويج، مشيرة إلى موافقة أوسلو على زيادة عدد مشاة البحرية الأمريكية في البلاد من 330 جنديا إلى 700، وتمديد الفترة العامة لوجودهم لخمس سنوات إضافية وتوسيع نطاق هذا الوجود شمالا، فضلا عن إجراء أكبر تدريبات عسكرية للناتو على أراضي النرويج Trident Juncture 2018 التي شارك فيها أكثر من 40 ألف عسكري من أكثر من 30 دولة، وخطط بريطانيا لنشر 800 من عسكرييها في شمال النرويج.
وأكدت زاخاروفا أن هذه الخطوات السلبية، وأي يكن تبريراتها “خير دليل على أن الدول القيادية في الناتو تقوم بتعزيز وجودها العسكري في المنطقة الشمالية المتاخمة للحدود الروسية”. ووصفت زاخاروفا تلك الخطوات بـ”غير المسؤولة”، مشيرة إلى أنها “تؤدي حتما إلى زعزعة استقرار الوضع السياسي-العسكري في منطقة الشمال وزيادة التوتر وتقويض أسس العلاقات الروسية-النرويجية”.
وشددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية على أن “روسيا لا يمكنها تجاهل تعزيزات الناتو هذه وسوف تتخذ كافة التدابير الجوابية الضرورية لضمان أمنها”. وعبرت زاخاروفا عن قناعة موسكو بضرورة أن تبقى المنطقة القطبية الشمالية وشمال أوروبا “منخفضة التوتر مستقبلا”، محذرة من أن “قعقعة السلاح غير المدروسة في المنطقة من قبل دول أخرى ستكون لها عواقب بعيدة المدى”.
وكانت الحكومة الترويجية أعلنت أن مشاة البحرية الأمريكيين سيتم توزيعهم بين القاعدة العسكرية الجوية قرب مدينة فيرنيس الواقعة في منطقة ترونديلاغ، والقاعدة العسكرية في مدينة سيتيرموين في مقاطعة ترومس شمالي البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن المسافة في خط مستقيم بين سيتيرموين وشبه جزيرة كولا في أقصى شمال روسيا، مرورا بالسويد وفنلندا، تبلغ نحو 400 كم، وعند السفر برا (عبر فنلندا أيضا) تبلغ المسافة حوالي 800 كم.
المصدر: الخارجية الروسية