شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، سلسلة لقاءات تناولت العلاقات اللبنانية – الصينية ومسار تشكيل الحكومة الجديدة وقضايا حياتية ونقابية ودبلوماسية.
وفد صيني
واستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفدا صينيا برئاسة نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني تشين كزاوغانغ، يرافقه السفير الصيني وانغ كي جيان، وعرض للرئيس عون “سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين”.
في بداية اللقاء، تحدث الرئيس عون مرحبا بالوفد، مؤكدا ان “علاقة لبنان بالصين الفكرية تعود لسنوات خلت، وقد ارساها عدد من المفكرين اللبنانيين، كذلك الامر بالنسبة للعلاقات التجارية التي ارسى قواعدها لبنانيون منذ العام 1954”.
وتطرق رئيس الجمهورية الى مسار التعاون التجاري بين البلدين، مشيرا الى ان “الصين تحتل المركز الاول في قائمة الدول التي يستورد منها لبنان”، آملا من الصين “ان تحذو حذوه في استيراد المنتجات اللبنانية”.
ولفت الى “مشروع توسعة مرفأ طرابلس بما يمكنه من استقبال السفن الكبيرة، ليتم بعد ذلك تأمين صيانته وتحسين شبكة الطرقات بين لبنان وسوريا، كسكة الحديد على سبيل المثال بين طرابلس وحلب، بحيث يكون كلا البلدين مساهمين في اعمار سوريا.
وتوقف عند “اهمية طريق الحرير منذ القدم”، فلفت الى انه “فيما يشكل البحر الابيض المتوسط نقطة اتصال بين افريقيا وآسيا واوروبا، يتمتع لبنان بمركز مهم كنقطة تواصل وتقدم في ادارة المصارف والاعمال والتجارة الخارجية”، معتبرا ان “بامكان الصين ان تستفيد من هذا المركز ومن الخبرة اللبنانية”.
كزاوغانغ
وشكر تشين كزاوغانغ، الرئيس عون على استقباله الوفد، وقال: “نسعى لتطوير العلاقات الصينية – اللبنانية على مختلف المستويات. ويطيب لي ان انقل اليكم اطيب تحيات الرئيس الصيني لكم وللشعب اللبناني”.
ورأى أن “عراقة التاريخ اللبناني والتنوع الثقافي للبنان وحماسة الحياة لدى شعبه تركت كلها عميق الأثر في ذهننا، ونأمل من خلال هذه الزيارة، رفع مستوى التعاون القائم بيننا وتحقيق مزيد من التقدم في العلاقات الثنائية. فصحيح ان لبنان والصين يقعان على طرفي قارة آسيا، الا ان طريق الحرير ربطت بين البلدين منذ اكثر من 2000 سنة”.
وشرح مسار “تطور العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والصين منذ نشأتها في العام 1971″، مستذكرا “وقوف البلدين الى جانب بعضهما البعض في مختلف الظروف”، مؤكدا “دعم الصين الدائم لاستقرار لبنان وسيادته وتعزيز الوفاق الوطني فيه”، مشيرا الى “وجود اكثر من 400 جندي صيني يعملون ضمن قوات حفظ السلام “اليونيفيل” ويسهرون على حفظ الاستقرار في جنوب لبنان”. وأكد “سنواصل دعمنا كذلك للجهود اللبنانية من اجل الحفاظ على الامن في المناطق الحدودية”.
السيد
واستقبل الرئيس عون، النائب جميل السيد، وعرض معه آخر التطورات على الساحتين الداخلية والاقليمية والاتصالات القائمة لتشكيل الحكومة الجديدة. وتم البحث في عدد من المواضيع الانمائية والخدماتية لمحافظة البقاع.
وبعد اللقاء، قال السيد: “ناقشنا الاوضاع السياسية العامة داخل البلاد وفي المنطقة، بما فيها الوضع الحكومي الراهن والتعقيدات التي تطاله في ظل حاجة البلاد الماسة لتحريك عجلة الدولة ومواجهة المخاطر المختلفة، وعلى رأسها شبح التوطين. كما تطرق البحث الى بعض التفسيرات الدستورية الاخيرة التي تتنافى مع نص الدستور الواضح، لا سيما ما يهدف منها الى تجريد موقع رئاسة الجمهورية من ابسط صلاحياته الدستورية”.
اضاف: “في عز زمن الوجود السوري في لبنان، لم يجرؤ احد من الفرقاء اللبنانيين على اي تفسير للدستور يتناقض مع صلاحيات الرئاسة كما حصل مؤخرا من تفسيرات هي بمثابة تزوير علني”، مؤكدا ان “هناك تواطؤ بخلفية سياسية يهدف الى تعطيل عهد الرئيس عون لاسباب ترتبط بالموقف الاستراتيجية للبنان لا سيما تجاه سوريا والمقاومة”.
واشاد النائب السيد ب”استقرار الوضع الامني في البقاع”، داعيا الى “ضرورة التسريع في بت القضايا الخدماتية فيه، لا سيما ما يتعلق منها بطريق ضهر البيدر وتلوث مياه الليطاني”، واشار الى ان “البحث تناول كذلك مسألة الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية، سواء في الطيران المدني والمحاسبة والمساعدين القضائيين والاساتذة الثانويين ومأموري الاحراج او الجمارك”، ولفت الى ان “فخامة الرئيس وعد بمعالجة سريعة لهذا الموضوع بما ينصف اصحاب العلاقة”.
عطالله
والتقى الرئيس عون، سفير لبنان لدى المغرب زياد عطالله بعد تقديم أوراق اعتماده للملك المغربي محمد السادس، وعرض معه آفاق العلاقات اللبنانية – المغربية وسبل تطويرها في المجالات كافة.
عباس
كما التقى رئيس الجمهورية، سفير لبنان لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية حسن عباس، وعرض معه العلاقات الثنائية القائمة بين لبنان وايران وسبل دفعها قدما.
مالكو الشاحنات
ثم استقبل الرئيس عون، رئيس نقابة مالكي الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت شربل متى مع وفد من النقابة، عرضوا لرئيس الجمهورية أوضاع الشاحنات وظروف عملها في المرفأ.
وقدَّم الوفد لرئيس الجمهورية سلسلة مطالب لتحسين أوضاع عملهم والحفاظ على فاعلية مرفأ بيروت، أبرزها “تطبيق المساواة في الرسوم بين مختلف المرافىء اللبنانية، والوقوف في وجه خطة طمر الحوض الرابع في المرفأ مع العمل على تنظيفه ووضعه في الخدمة لاستقبال البواخر الكبيرة، وذلك تطبيقا للمرسوم رقم 9040 المتعلق بإنشاء الحوضين الرابع والخامس، والحفاظ على مساحة مرفأ بيروت كاملة، ووقف تسجيل الشاحنات الخصوصية التي تتجاوز 21 طنا تنفيذا للقانون رقم 278 إضافة إلى توسيع مدخل المرفأ”.
من جهته، وعد الرئيس عون ب”متابعة هذه المطالب مع المعنيين”، مؤكدا على “دور مالكي الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت في تنشيط الاقتصاد الوطني، والعمل على تصحيح الكثير من الامور التي شكا منها الوفد، لا سيما في ما يتعلق بآلية العمل في مرفأ بيروت وتسهيل عمل الشاحنات”.
المصدر: الوكالة الوطنية