رغم استخداماتها المتعددة وفوائدها الكثيرة للبشر والحيوانات والنظام البيئي، تعاني شجرة التبلدي أو الباوباب من خطر الانقراض نتيجة التغير المناخي، حسب تقرير بصحيفة لوموند الفرنسية.
وتساعد هذه الشجرة في الحفاظ على رطوبة التربة، وتعزيز دورة المغذيات والحفاظ على التربة من التآكل فضلا عن كونها توفر مصدرا للغذاء والماء والسكن لعدد كبير من الحيوانات، بل إن بعض هذه الكائنات كالطيور والسحالي والقردة وحتى الفيلة تلجأ إليها عندما لا تجد ماء فتأكل لحاها لتروي ظمأها.
أما استخدامات السكان المحليين في المناطق الأفريقية التي تنتشر فيها هذه الشجرة فإنها تربو على 300 استخدام، حسب هذا التقرير الذي كتبته آيدا كوني سنشيز الباحثة المشاركة بجامعة يورك البريطانية.
فأوراقها الغنية بالحديد يمكن أن تؤكل مسلوقة تماما كالسبانخ، وبذورها يمكن تحميضها واستخدامها كبديل عن البن أو ضغطها واستخراج زيت الطبخ منها أو مستحضر للتجميل، كما يحتوي لب فاكهتها على ستة أضعاف فيتامين (ج) الموجود بالبرتقال مما يجعله مكملاً غذائياً مفضلاً في أفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية.
وفي الأسواق الأفريقية المحلية، يحول لب ثمرة التبلدي إلى عصير أو مربى، كما أن زهورها صالحة للأكل وجذورها تعطي صبغة حمراء، ناهيك عن استخدام لحائها في صنع الحبال والسلال.
ولهذه الشجرة المعمرة (1100-2500 عام) خصائص طبية متعددة، كما تستخدم جذوعها الجوفاء لتخزين المياه العذبة، وتوفر أغصانها ظلا وافرا للسكان والماشية، فضلا عن أن ما تنتجه هذه الأشجار يجلب دخلاً كبيراً للمجتمعات المحلية.
غير أن تسعة من أصل 13 نوعا من هذه الأشجار الأفريقية انقرضت خلال العقد الماضي، ويبدو أن هذه الأشجار كانت ضحية لتغير المناخ، كما يعتقد العلماء أن ارتفاع درجات الحرارة قد أجهز عليها أو أضعفها بشكل مباشر، مما جعلها أكثر عرضة للجفاف أو المرض أو الحريق أو الرياح.
المصدر: لوموند