أفادت دراسة كندية بأن أسلوب تغطية وسائل الإعلام لحالات الانتحار ربما يؤثر في اتخاذ آخرين قرار وضع حد لحياتهم خلال أيام من واقعة الانتحار الأصلية.
وقارن فريق دولي من الباحثين بين تقارير الصحف وأنماط الانتحار على مدى أربعة أعوام لمعرفة ما إذا كان أسلوب التغطية مؤديا إلى وقائع انتحار مماثلة.
وقال الأستاذ في قسم الطب النفسي بجامعة تورنتو وأحد كبار الباحثين المساهمين في الدراسة، آيال شافر، “لا نقول إن تغطية حالات الانتحار أمر خاطئ أو أنه ينبغي على المؤسسات الإخبارية ألا تتناولها.. لكننا نعلم أن جوانب معينة من التغطية ربما يكون لها أثر كبير على عدوى الانتحار”.
وأضاف “تؤثر التغطية الإعلامية في معدلات الانتحار بما يتراوح بين 1% و2%.. عندما يربط المرء نفسه ببطل قصة (الانتحار) فإنه ربما يرى نفسه يسير في الطريق ذاته.. لذلك نأمل أن تظهر القصص تلك الوفيات على أنها فرص ضائعة وأن المنتحر ما كان ليموت لو قُدمت له يد المساعدة”.
ونشرت الدراسة في دورية “الجمعية الطبية الكندية”. وبلغ عدد التقارير التي ركزت بالأساس على وقائع الانتحار 6367 قصة صادرة عن 12 مؤسسة صحفية كندية كبرى، فضلا عن صحيفة أميركية واحدة واسعة الانتشار في تورنتو وهي صحيفة نيويورك تايمز.
وعمل الباحثون على الربط بين خصائص معينة في بعض قصص الانتحار وزيادة حالات قتل النفس خلال الأسبوع التالي للنشر.
ومن بين العوامل التي توصل الباحثون إلى أنها قد تتسبب في زيادة عدد حالات الانتحار ذكر وسيلة الانتحار في عنوان القصة الصحفية، والحديث عن شدة فتك الانتحار بالأسلحة النارية، وسرد تفاصيل كثيرة عن وسيلة الانتحار ونشر تصريحات تجعل الانتحار يبدو أمرا حتميا.
ويأمل شافر وزملاؤه من الباحثين أن تساهم الدراسة في إقناع الصحفيين بشكل أكبر بضرورة تناول قصص الانتحار بمزيد من الحرص.
المصدر: رويترز