لم تعد الفتاة المحجبة أمرا نادرا في سان كريستوبال المكسيكية ولن تفاجئ أحدا. إذ تتواجد الجاليات المسلمة هنا منذ أكثر من 20 عاما. وتحولت المدينة خلال هذه الفترة إلى مركز ديني لأتباع الإسلام في ولاية تشياباس.
وأجرت وكالة “سبوتنيك” مقابلة مع أحد زعماء الجاليات المسلمة لمعرفة كيفية ظهور الإسلام على أراضي المايا القديمة.
ويرتبط ظهور الإسلام في ولاية تشياباس بانتفاضة جيش زاباتيستا للتحرير الوطني في عام 1994.
حينها اقترحت مجموعة من الدعاة الإسبانيين على الزعيم الايديولوجي للثوريين ماركوس لإدخال الجميع في الإسلام، إلا أن ماركوس رفض اللقاء مع الدعاة.
وبدأ الدعاة حينها بالعمل بأنفسهم وجذب السكان المحليين بشكل منفصل وحققوا بعض النجاحات. ومع مرور الوقت، تشكلت في تشياباس 4 جاليات مسلمة مختلفة. وكان غالبية أتباع الإسلام من شعوب المايا وتزوتسيل.
ووفقا لتقديرات المعهد الوطني للإحصاء والجغرافيا في عام 2010، فإن عدد السكان المسلمين يبلغ 3760 مسلم، منهم 110 أشخاص يقيمون في ولاية تشياباس.
ومع ذلك، فإن هذه البيانات تعتبر قديمة. وتقدر بعض الجاليات المسلمة أن عدد أتباع الإسلام في المكسيك حاليا وصل إلى 10 آلاف شخص.
وتعتبر جالية الأحمدية، إحدى أكبر الجاليات المسلمة في ولاية تشياباس. وتحدث الإمام إبراهيم تشيتشيف من مدينة سان كريستوبول عن أصول الإسلام على أراضي الهنود الحمر وإنجازات ومخططات الجاليات مستقبلا، قائلا: “عدد أتباع الطائفة الأحمدية اليوم يشكل 60 أسرة، وما يزال هذا الرقم في نمو. وكان بين مسلمي الولاية العديد من الهنود الحمر، الذين يبحثون عن الطريق الصحيح ويجدونه في جاليتنا ويصلونه عبر تعاليم الإسلام”.
وتجدر الإشارة إلى أن شعوب الهنود الحمر يشكلون غالبية المسلمين، المقيمين في تشياباس، ولا سيما في مدينة سان كريستوبال دي لاس كاساس، حيث تتمركز الجالية.
وأشار تشيتشف إلى أن العديد من الجماعات دخلت الإسلام في عام 1995. وكان كثير منهم في صفوف جيش زاباتيستا للتحرير الوطني. ولفت الانتباه إلى أن العديد منهم امتنعوا عن القتال بعد اعتناق الإسلام.
وأضاف الإمام: “إن هدفنا يكمن في نشر وشرح التفسير الصحيح لديننا، لمن يخطئ في أحكامه حول الإسلام. هناك الكثير من الالتباس لدى المجتمع، الذي يربط الإسلام غالبا بالإرهاب والمعاملة القاسية للمرأة”.
المصدر: سبوتنيك