تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
تتصدر هذه الأيام قضية صفقة القرن الحديث السياسي ليس في منطقتنا فحسب بل في العالم أجمع ويشعر المتابع أن هناك مؤامرة تُحاك وتسويات تُعقد وتحالفات تُنشئ تهدف في نهاية الأمر إلى تمرير هذه الصفقة، وقد بات واضحاً أن الكبار يحاولون تسوية مشاكلهم بناء لمصالحهم حتى لو كانت هذه المصالح تتعارض مع مصالح حلفائهم. وما يحصل اليوم في منطقتنا سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن إلا مؤشر على هذه التسويات وانطلاقاً من وجوب تبيان الحقيقة وتحديد الموقف الشرعي نعلن في تجمع العلماء المسلمين ما يلي:
أولاً: إن أية تسوية تحصل يكون من نتائجها القبول بالكيان الصهيوني كجزء من منطقتنا والاعتراف بوجوده هو خيانة لكل المبادئ الإنسانية والشرعية والقومية وسنحاربها بكل ما أوتينا من قوة ولن نسمح بتمريرها.
ثانياً: إن الكلام عن تحديد مناطق تواجد حلفاء سوريا على أراضيها هو أمر سيادي سوري لا حق لأحد بالتدخل فيه وأن المستشارين الإيرانيين وقوات المقاومة موجودون بطلب من القيادة الشرعية السورية ولا يحق لنتنياهو وزمرته التواجد على أرض فلسطين حتى يطلب إخلاء دول أخرى من متواجدين شرعيين عليها.
ثالثاً: إن تدخل قوات العدو الصهيوني لصالح الجماعات التكفيرية في منطقة صيدا على أطراف وادي اليرموك وإسقاط طائرة حربية سورية هو دليل على التحالف الإستراتيجي بين هذه الجماعات والكيان الصهيوني، وندعو الدولة السورية للرد على هذا الاعتداء بإكمال السيطرة على مناطق داعش والنصرة والتصدي للاعتداءات الصهيونية.
رابعاً: إن قيام الجماعات التكفيرية بعمليات انتحارية في مدينة السويداء وريفها الشمالي الشرقي هو دليل على حالة الانهيار واليأس لدى هذه الجماعات وأن العدد الكبير من الشهداء والجرحى المدنيين يدل على همجيتهم، وندعو الدولة السورية للقضاء النهائي عليهم، فهم مجرمون لا يستحقون الحياة وينفذون إرادة المحتل الصهيوني والأميركي.
خامساً: نؤكد على ضرورة تسهيل عملية عودة النازحين السوريين في لبنان إلى بلادهم والتعاون مع المبادرة الروسية في هذا المجال وتكليف الحكومة اللبنانية لمن يتابع الملف مع الحكومة السورية.
سادساً: إن التأجيل غير المقبول في عملية تأليف الحكومة وصل مرحلة لم تعد مقبولة وسط إضرابات العمال وعدم وجود من يواجه الاستحقاقات الكبرى والتهديدات الصهيونية، لذا فإننا ندعو الرئيس المكلف إلى تقديم تشكيلته كما هو الدستور، وإذا رُفضت ولم يمكن التوصل إلى تسوية فليعد الأمر من جديد لاستشارات جديدة وليعتذر وإن كنا ندعو الفرقاء كافة للتواضع في مطالبهم وتقديم تضحيات لصالح مصلحة المواطن والوطن الذي يمر بمرحلة حرجة جداً.
المصدر: انترنت