أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مقالة لمجلة “أوبونتو” الجنوب إفريقية، أن جاذبية مجموعة بريكس تكمن بانفتاحها على النشاط البناء وبحزمة قيمها التي تحمل طابعاً عاما وشاملا.

وقال لافروف إن الطابع العام والشامل للمجموعة يعني “الالتزام المطلق بميثاق هيئة الأمم المتحدة، وبالمبادئ الأساسية للقانون الدولي، بما في ذلك المساواة في السيادة بين الدول، والالتزام بالدور المحوري للأمم المتحدة، والأمن غير القابل للتجزئة”.

وقال لافروف “نحن (في بريكس) نرفض المعايير المزدوجة، والتدخل العسكري، والإجراءات الاقتصادية أُحادية الجانب بغرض الإجبار والإكراه، وسياسة الحمائية التجارية والمنافسة غير النزيهة.. كما ننطلق من أرضية مشتركة فيما يتعلق بعدم جواز اللجوء إلى القوّة العسكرية لحل القضايا الدولية”.

وأكد سعي المجموعة الحثيث لتدعيم أُسس المنظومة التجارية الشاملة والمنفتحة ومتساوية الحقوق والشفافة ومتعددة الأطراف وذات المنفعة المتبادلة، مع الأخذ بعين الاعتبار دور منظمة التجارة العالمية كأساس لهذه المنظومة.

وذكر أن روسيا مستمرة في الدعوة إلى توسيع نطاق التنسيق بين أعضاء المجموعة على أهم المنصات الدولية ومن بينها الأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومنظّمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي إضافة إلى منظمات ومنتديات أخرى تضم أطرافا متعدّدة.

وتطرق لافروف، إلى التعاون الاقتصادي المالي الناشئ داخل بريكس، مشيرا إلى إنجاز تقدم كبير خلال السنتين الأخيرتين في مجال إطلاق وإصلاح النشاط العملياتي الشامل لبنك التنمية الجديد.

وأضاف أن القيمة الإجمالية للمشاريع الاستثمارية المصادق عليها في دول المجموعة فاقت معدل خمسة مليارات ومئة مليون دولار مع احتمال أن تبلغ هذه القيمة في عام 2021 أكثر من ثمانية عشر مليار دولار، مرجحا أن يسهم الفرع الأفريقي الإقليمي لبنك التنمية الجديد والذي افتتح في العام الماضي بشكل كبير في تمويل مبادرات مختلفة في جنوب أفريقيا.

وفيما يتعلق بإنجازات مجموعة بريكس الاقتصادية الأخرى، ذكر لافروف تشكيل آلية احتياطات العملة لهذه المجموعة وإطلاق الحوار العملي لتسديد الحسابات باستخدام العملات الوطنية، مرجحا أن تشمل رزمة النتائج العملية لرئاسة جنوب أفريقيا الاتفاقات الجديدة حول تكثيف التعاون في مجال أبحاث الطاقة والمشاريع الاقتصادية التي تقودها النساء.

وقال وزير الخارجية الروسي: “نشهد آفاقا واعدة للتعاون فيما يسمى بـ (السلة الثالثة) لمجموعة بريكس، أي المجال الإنساني. وتعير جمهورية جنوب أفريقيا اهتماما خاصا للمجال المذكور. ونواظب أيضا على تنفيذ الاتفاق المتوصّل إليه بين حكومات دول بريكس بشأن التعاون في مجال الثقافة وخطة الأعمال المتعلقة بتطوير التعاون الثقافي العملي. وقد نظمت في هذه السنة الألعاب الرياضية لمجموعة (بريكس) والمهرجان السينمائي والمنتديان المدني والأكاديمي بمشاركة دبلوماسيين وعلماء شباب وممثلي المدن المتآخية”.

وأضاف: “نؤكد على مستوى التحضيرات العالي وبرنامج القمة المكثف في جوهانسبورغ. ونحن على يقين من نجاح هذه القمة. ونتوقع أن تتمتع القمة المذكورة بأهمية خاصة و”مفصلية”. ويتجلى هدف اللقاء اليوبيلي بين القادة في التأكيد على سعي المجموعة إلى التوطيد اللاحق للشراكة الاستراتيجية المتكاملة، إضافةً إلى رسم الأولويات الرئيسة لنشاط هذه المجموعة خلال الأعوام القادمة”.

المصدر: وكالات