وكأنَ سبعينَ عاماً من العِداءِ تَنتهي بلقاء..
وكأنَ كلَ السجالِ النووي بينَ بيونغ يانغ وواشنطن، والتهديداتِ التي وصلت الى حدِّ شنِّ الحروبِ بينَ دونالد ترامب وكيم جونغ اون تَنتهي بتربيتةٍ على الكتفِ في سنغافورة..
لا شكَ انَ اللقاءَ بحدِّ ذاتِه اختراق، لكنْ ان يعلنَ الرئيسُ الاميركيُ صداقةً وانسجاماً معَ غريمِه الكوري الشمالي من اولِ لقاء، وان يعلنَ عن ضماناتٍ وتوقيعِ وثيقةٍ والسيرِ نحوَ اتفاق ، فهي خفةٌ غيرُ مسبوقةٍ في العلاقاتِ الدولية.
مشهدٌ مسبوقٌ قبلَ يومينِ بتوقيعٍ لترامب على بيانِ مجموعةِ السبعة، وسحبِه قبلَ ان يصلَ الى سنغافورة، فهل سيصمدُ توقيعُه مع كيم حتى يصلَ الى واشنطن ؟
في لبنان، سؤالُ الجميعِ الى اينَ وصلَ مسارُ التأليفِ الحكومي؟ بينَ المأمولِ والمتوقعِ فرقٌ كبير، وخطوةُ تقديمِ الرئيسِ سعد الحريري تصورَه للتشكيلةِ المقبلةِ الى الرئيسِ ميشال عون قد تبقى يتيمةً الى ما بعدَ العيدِ تقولُ مصادرُ متابعةٌ للمنار. أما المسرّبُ عن تفاصيلِ التصورِ الثلاثيني ، فدمجُ الحريري حصتَي رئيسِ الجمهوريةِ والتيارِ الوطني الحر، واستبعادُه للمستقلينَ في الثامنِ من آذار، وهذانِ اجراءانِ دونَهما الكثيرُ من النقاش، فضلاً عما باتَ ظاهراً من عقدةِ التمثيلِ القواتي والاشتراكي..
أما الظاهرةُ التي استحوذت على اهتمامِ اللبنانيين، فهي امطارُ حزيرانَ الغزيرة، غيرُ المسبوقةِ منذُ ستةٍ وعشرينَ عاما، فهل يكونُ غيثُ السماءِ فألَ خيرٍ على اللبنانيين، فَيُبَلُّ الجفافُ بينَ السياسيين، وتولدُ الحكومةُ المُلِحَّةُ في هذه الظروفِ المعقدةِ التي يمرُ بها لبنانُ والمنطقة ؟
المصدر: قناة المنار