نشرت مجلة “لي زيكو” الفرنسية مقالا لها بعنوان “كيف أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في الترجمة؟” يتطرق للآفاق الواسعة التي يفتحها المجال مستفيدا من التطور التكنولوجي المتسارع.
والذكاء الاصطناعي تعبير يطلق على القدرات التي تبديها الآلات والبرامج، بما يحاكي القدرات الذهنية للبشر، مثل التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي معني بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي.
وضمن هذا السياق، أوردت المجلة آراء عدد من الخبراء المختصين في المجال طرحوا أيضا الإشكالات التي تواجهها الترجمة الآلية وتهديدها لنظيرتها البشرية، فقد رأى رئيس البحث في الذكاء الاصطناعي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يان لوكان أن الترجمة الآلية “ليست هي المثلى، لكنها كافية لكي تكون عملية”، وأضاف أن المجال عرف تطورا مهما خلال السنوات الماضية بفضل استعمال نظام تعلم أوتوماتيكي يتأسس على شبكات خلايا عصبية، وهي التكنولوجيا الذكية الأكثر حداثة حاليا.
وكشف أن تكنولوجيا شبكات الخلايا العصبية تتولى مسألة الترجمة في خدمة غوغل قدمت للشركة عبر مختبر غوغل براين، وبالاستفادة من أعمال مجموعة من الخبراء المختصين كجيف دين، أنردو نك، كيرغ كولورادو، جيفيري هينتون وغيرهم.
وخلال عرضه للمسار الذي سلكته الترجمة الآلية، أوضح جولي كاتياو -وهو مهندس ومسؤول إنتاج في خدمة “ترجمة غوغل”- أنه “على مدار عقد من الزمن، استعملنا منهجية (بي بي أم تي) تعتمد على لوغاريتم يقسم الجملة إلى أجزاء صغيرة، ويتولى ترجمة كل مقطع متبنيا مقاربة إحصائية”.
وبحسب المتحدث، فقد شابت هذه المنهجية نقاط ضعف متعددة، ففي أبيات الشاعر شارل بودلير -على سبيل المثال- لم تتوفق الترجمة الآلية في القيام بالمطلوب حيث تكفلت بترجمة حرفية ولم تترجم المعاني معاني الشاعر، فحينما كتب بودلير “إلى الغالية التي ملأت قلبي” ترجمت على الشكل التالي “إلى الأغلى”.
ويقوم غوغل بترجمة 140 مليار كلمة في اليوم من 103 لغات عبر العالم، وبإمكان مستعملي خدمته التنبيه إلى أية أخطاء في الترجمة على موقعه الإلكتروني بهدف تحسين مستوى الخدمة المقدمة.
لكن، هل يشكل التطور الحاصل في المجال مساعدة أو تهديدا للمترجمين المحترفين؟ ويجيب عن هذا السؤال المترجم المحترف فيليب سيرفيني بالقول إن “الترجمة الآلية تشكل ربحا للوقت، مع ذلك يتعين علينا المرور على جميع النماذج المترجمة”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية