وصل تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض إلى أعلى مستوياته في ثمانمئة ألف عام على الأقل، وفقا للعلماء.
ففي أبريل/نيسان الماضي، تجاوز تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي معدل 410 أجزاء من المليون على مدى كامل الشهر، استنادا إلى قراءات من مرصد ماونا لوا في هاواي.
وتعتبر هذه أول مرة في تاريخ قراءات المرصد يتجاوز فيها المعدل الشهري هذا المستوى.
وقال “معهد سكريبس لعلم المحيطات” إنه قبل الثورة الصناعية لم تتجاوز مستويات ثاني أكسيد الكربون 300 جزء في المليون في آخر ثمانمئة ألف عام، ويُظهر منحنى كيلينغ ارتفاعا مطردا في مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لعقود.
وحذر العلماء من أن مستويات ثاني أكسيد الكربون تمر بعتبة قد تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ما وراء المستوى “الآمن” الذي حدده المجتمع الدولي، مما يزيد من ارتفاع مستويات مياه البحار.
ويعتبر ثاني أكسيد الكربون أهم غازات الدفيئة المنبعثة من الأنشطة البشرية بما في ذلك حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط، وصناعة الإسمنت، وإزالة الغابات. ويظل هذا الغاز في الغلاف الجوي لعشرات آلاف السنوات يحبس الحرارة من الإشعاع الشمسي، ويدفع نحو تغير المناخ.
وتُظهر القراءات الأخيرة زيادة بنسبة 30% في تركيز ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي منذ بدء تسجيل القراءات عام 1958. وبلغ تركيز هذا الغاز في أول قياس 315 جزءا في المليون، في حين تجاوز تركيز ثاني أكسيد الكربون حاجز 400 جزء بالمليون للمرة الأولى عام 2013.
وقبل عام 1800 كان معدل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنحو 280 جزءا في المليون، الأمر الذي يظهر تأثير الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة البشرية منذ الثورة الصناعية.
ويعتقد العلماء أن العالم لم يشهد مطلقا ارتفاعا بمستويات ثاني أكسيد الكربون بمثل هذه السرعة أو الكثافة.
المصدر: وكالة الاناضول