دعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة للاقتراع بكثافة، على قاعدة أن يوم الانتخابات يوم معركة قيم وفضائل، ضد الفساد والاستبداد والنهب والتجويع والصفقات والشركات الوهمية، والدولة المزرعة، والطبقة المسؤولة عن دين عام زاد على الثمانين مليار دولار، وخراب وطن، ونهب خزينة، ضد الطبقة التي حولت البلد إلى مكب نفايات، وغرقت البلد بالعتمة، ضد العقلية الاقتصادية والمالية التي حولت البلد إلى بالوعة مال، والشعب إلى نفايات سياسية”، مثنياً على “انتخاب الخط الوطني الذي يمثله حزب الله وحركة أمل، لإنتاج كتلة وطنية تمكن هذا الخط من إدارة بلدنا وناسنا ومواردنا”.
وحذر المفتي قبلان من “لعبة المال وشراء الضمائر واستغلال التفاصيل، لأن ما نحن فيه من بطالة وجوع وبؤس وتعاسة وفشل وتخبط، كل هذا سببه الإدارة الحكومية الفاسدة، فيما اليوم نطرح عليكم عقل موسى الصدر وتجربة المقاومة والعمل السياسي الوطني، المتجدد والمتمثل بورقة عمل وطنية، بالشراكة بين الحزب والحركة، وحلف وطني عابر للطوائف والقوى، وفق مبدأ العيش المشترك، والسلم الأهلي، وتطوير وظيفة الدولة، وتأكيد حقوق المواطن، بالفعل لا بالقول، وهذا يعني الانحياز الصريح للمشروع الذي يمثله هذا التكتل المفترض، ويجب أن يتحول إلى قوة برلمانية لإنتاج سلطة سياسية وعمل حكومي، وأي خيار خاطىء يعني أننا نترك البلد بيد بعض من دعم عصابات التكفير، وأمن الحاضنة لها ورعاها وغذاها وقوى ساعدها، بل ظل يمانع إخراجها من سلسلة الأراضي اللبنانية والسورية، ولم يترك وسيلة لتفريغ الدولة من وظيفتها إلا واعتمدها”.
أضاف “لأهلنا في بعلبك الهرمل، والجنوب، وبيروت، والجبل والضاحية والشمال، وفي كل دائرة انتخابية، يجب أن ننتخب بقوة وبأكبر مشاركة، يجب أن ننحاز للمقاومة ولإمامها السيد موسى الصدر، والحلف السياسي الكبير كمشروع وطني شامل، يجب أن نربح الفرصة الاستثنائية، يجب أن نكون ضد حواجز القتل والذبح والعمالة المقنعة وتأجير الوطن وتغييب أولوياته، يجب أن نكون ضد السماسرة وأصحاب الشركات التي اخترقت حواجز الأمان الحكومي، وحولت الدولة إلى مزرعة خاوية، يجب أن نصوت بلا كبيرة لمن حول هذا البلد إلى منصة للأرباح الشخصية، وما زال يمنع عنكم الكهرباء والماء والخدمات، ويجلدكم بالرسوم والضرائب والنهب المتنوع، والسحق لمشروع الدولة ووظيفتها بشعبها وناسها، يجب أن نصوت للعدالة الاجتماعية، للمواطنة الصحيحة، للتنمية المستدامة، ولنظام المؤسسات والرقابة، للقضاء العادل، لضمان الشيخوخة، للبطاقة الصحية، لفرص العمل، للسياسات الاجتماعية والأخلاقية، للدولة العادلة، للدم الذي حرر وحمى، للارادة التي تبني وتحمي، ولمن قاوم وقاتل ومنع وحوش الأرض وتكفيرييها عن هذا البلد”.
وتابع “بعد غد تنطلق الرحلة نحو لبنان الجديد، فكونوا أهلا لها أيها اللبنانيون، بتحملكم لهذه المسؤولية الوطنية، وللقيام بهذا الواجب تجاه بلدكم، الذي يريدكم أقوياء بخياراتكم، وأبطالا بتضحياتكم، وشرفاء بانتمائكم للخط الذي غير المعادلة، وجعل العدو الصهيوني يحسب ألف حساب، إذا ما أراد الاعتداء على لبنان واللبنانيين. هذا اللبنان ندعوكم لاحتضانه والحفاظ عليه وبالخصوص في هذه المرحلة المصيرية، فالاستهدافات كبيرة، والتحديات خطيرة، والتهديدات التي تأتي من هنا وهناك وتتوعد المقاومة يجب الرد عليها في السادس من أيار، لكي نثبت للداخل والخارج أن لبنان الأمس كان ضعيفا ومستضعفا، أما لبنان اليوم فهو لبنان الجيش والشعب والمقاومة، وصاحب القوة والقدرة على مواجهة كل من يحاول التطاول على سيادته، والنيل من أمنه، والتعدي على أرضه، ونهب ثرواته المائية والنفطية. لبنان هذا ليس لفئة بل لجميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ولن نريده إلا موحدا وقويا ومستقرا ودولة حاضرة ومؤسسات تراقب وتحاسب وإدارة نظيفة تقوم بواجباتها وتكون في خدمة الناس، أما لبنان الفوضى والتسيب وتقاسم المغانم والإقطاع والزعامات والصفقات والتنفيعات والمحسوبيات والتهريب وسياسة التحريض وإثارة العصبيات، هذا اللبنان يجب أن ينتهي، بل يجب أن يكون مرفوضا من كل اللبنانيين، وعلينا أن نعمل معا على التأسيس للبنان الذي يحلم به كل لبناني أينما كان مقيما أو مغتربا”.
واوضح انه “في السادس من أيار يجب أن تتوقف عملية الهدم والتخريب لتبدأ معركة البناء والنهوض، فالتحدي كبير والمسؤولية على عاتق كل ناخب، وعلى اللبنانيين بكل طوائفهم وانتماءاتهم السياسية أن يقولوا كلمتهم، ويقترعوا لأي لبنان يريدون”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام