لا يمكنك أن تطالع مواقع الإنترنت دون أن تصادف عشرات الدراسات حول وسائل التواصل الاجتماعي، وتقرأ أنها تصيبنا بالاكتئاب، وتقتل علاقاتنا، بل تحرمنا من النوم. لكن حقيقة الأمر لا تعني أن كل الأخبار سيئة.
ليس هناك من شك في أن الباحثين قد وجدوا بعض السلبيات الجديرة بالتفكير فيها، كتغريدات “تويتر” ذات الـ140 حرفًا، والاحتفاظ بالهواتف الذكية بالقرب من كل مستخدم طوال الوقت، ولما لا يقل عن 90% من ساعات اليقظة، لكن ووفقًا لموقع “Care2” هناك عناصر إيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن إغفالها، بل تحقق توازنا مع ما يتم رصده من سلبيات في هذا الإطار، تحديدا فيما يتعلق بالسعادة والصحة، كما يلي:
-شعور أقل بالعزلة للمسنين: هل تشعر أنك وحيد في وسط طوفان موضوعات “فايسبوك”؟ بالنسبة للكثيرين منا يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أحيانًا أن تجعلنا نشعر بالوحدة والعزلة. لكن بالنسبة للمسنين يمكن أن يكون لحساب فايسبوك تأثير معاكس.
في بريطانيا، أجريت دراسة حول تأثير وجود كمبيوتر على مجموعة من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 60-95 سنة. جاءت النتائج إيجابية بشكل رائع، حيث تولد بين أولئك الذين تم تدريبهم على استخدام الكمبيوتر مشاعر متزايدة من الكفاءة الذاتية، وشاركوا بشكل أكبر في النشاط الاجتماعي، وقاموا بتحسين قدراتهم المعرفية، كما أظهروا إحساسًا أفضل بالهوية الشخصية.
-أصحاب الأمراض المزمنة: لا تقتصر استخدامات أصحاب الأمراض المزمنة على تصفح الإنترنت لمتابعة أخبار ومعلومات عن أمراضهم، بل إنهم يقومون أيضا بالتواصل عبر الشبكات الاجتماعية مع الآخرين، للحصول على مزيد من الفهم لما يمرون به من خلال النقاشات.
فأن يكون المرء قادرًا على البحث في تكاليف الرعاية الصحية والعلاجات، وأيضًا المشاركة في النقاش حولها أمر يقويه، خصوصًا عندما يكون المتاح للتواصل مع الأطباء في أغلب الأحوال لا يزيد عن 5 دقائق.
تحقيق الأهداف الصحية: تريد أن تركض 5 كيلومترات؟ تريد أن ينقص وزنك 5 أو 10 كغم؟ هناك تطبيق يمكن أن يساعدك على تحقيق أهدافك. تبين من إحدى الدراسات أن بعض من يتبعون الحميات، يحرزون تقدمًا بسبب نشرهم للخطوات التي يتبعونها وما يتم إنجازه على وسائل التواصل الاجتماعي، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن هؤلاء يفقدون وزنًا أكبر مما يحققه من لا يقومون بمشاركة إنجازاتهم على مواقع التواصل، وذلك لأن الدعم الاجتماعي يعتبر عنصرًا رئيسيًا في تثبيت تغيير العادات.
-تعزيز قوة العلاقات: لا يكون متاحًا للجميع فرصة الحصول على دعم اجتماعي من التفاعلات المباشرة وجها لوجه. لكن من المعروف أن التواصل الاجتماعي يقوي العلاقات.
-رعاية طبية أفضل: لا يقتصر الأمر على أن ثلثي الأطباء يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض مهنية فحسب، بل إن 60% منهم يقولون إن وسائل التواصل تعمل على تحسين نوعية الرعاية التي يحصل عليها المرضى.
إن قدرًا كبيرًا مما يفعله الأطباء على الشبكات الاجتماعية إنما يتمثل في تتبع ما يفعله زملاؤهم، أو مشاركة أخبار ما يقومون به ويتناقشون مع زملائهم بشأن كل ما هو جديد، بما يجعلهم يواكبون أحدث الأبحاث في مختلف المجالات.
تنشر وسائل التواصل الاجتماعي الفرح والبهجة، وفي تحليل لبيانات مشاركات “فايسبوك”، وجد الباحثون أن الحالة المزاجية تؤثر على باقي المستخدمين، وأن تحديثات الحالة المزاجية الإيجابية لها تأثير أكبر، وذلك لأن ﻛﻞ منشور إﻳﺠﺎبي يسفر عن نشر 1.75 مشاركة إيجابية أخرى، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻛﻞ منشور سلبي يؤدي ﻓﻘﻂ إﻟﻰ نشر مشاركات سلبية لا تزيد عن 1.29.
وبالنهاية، عندما يتعلق الأمر بوسائل التواصل الاجتماعي وصحتك، فإنها يمكن أن تكون أداة عظيمة، إذا كان الشخص يراعي في حياته اليومية اتباع نظام غذائي متوازن واستنشاق هواء نقي وقضاء وقت جودة مناسب وتفاعل طبيعي مع آخرين حولنا.
المصدر: dpa