مشت الغوطة باهلها للافلاتِ من قيدِ الارهاب، وارتمى عشرات الآلاف منهم في احضانِ الدولة، على ان يعودوا متى عادت الغوطة الى احضانها..
خرجَ عشراتُ الآلافِ من اهالي الغوطة هرباً من مناطقِ المسلحين، واخرجوا معهم الحقيقةَ الواضحةَ التي تدحضُ كلَّ الافلامِ الكيماويةِ باخراجها السيءِ ونواياها الاسوأ، فمشَوا سبعَ سنواتٍ من عمرِ الازمة، وعشراتِ الكيلومتراتِ في الصحراءِ حتى وصلوا الى امانِ الجيشِ السوري الذي يقاتلُ الارهابَ بيد، ويمدُ الاخرى لحمايةِ اهلِه واحتضانِهم..
ما تعيشُه الغوطةُ اليومَ مثالٌ على ما عاشتهُ سوريا لسنوات، من تضليلٍ وقتلٍ وتكفير، حتى كفَرَ اهلُها بكلِّ الشعاراتِ المرفوعةِ زُوراً من دولٍ لا تريدُ لهم الا الضياع، والبناءَ على اوجاعِهم المتراكمةِ احلامُها المتهالكة..
وعلى طريقِ الغوطةِ الطويلِ مشت النزالاتُ الدوليةُ التي لامست الاشتباكَ السياسيَ العالميَ بينَ روسيا من جهةٍ والولاياتِ المتحدةِ الاميركيةِ وحلفائِها واتباعِها من جهةٍ اخرى. واِن كانَ مجلسُ العمومِ البريطانيُ منبرَ التهجمِ والكلامِ واطلاقِ النزالِ الدبلوماسي بحججٍ جاسوسية، فانَ مساحةَ الاشتباكِ الروسي أكبرُ بكثيرٍ معَ الاميركي الذي لامسَ النزالَ المباشرَ معَ موسكو بحجةِ الغوطةِ وقصصِها الكيمياويةِ المختلقة، قبلَ ان يَرسُمَ الكرملين عبرَ الخطِّ الساخنِ خطوطاً حُمراً للاميركي وحلفائه..
من الخطوطِ الساخنةِ عالمياً الى الخطوطِ اللبنانيةِ الباردةِ انتخابياً.. فرغمَ اطباقِ المهلِ على الجميعِ فارضةً اخراجَ تحالفاتِه الانتخابية، بقيَ الهروبُ الى الامامِ السمةَ العامة، او محاولةَ اتقانِ الحسابات، لكي تتوافقَ ارقامُ التخميناتِ التمهيديةِ معَ حقيقةِ الصناديقِ الانتخابية.. ووسطَ الغموضِ التام، خرجَ الى الاعلامِ اعلانٌ عن تحالفِ حزبِ الل وحركةِ امل والتيارِ الوطني الحر في بعبدا، وتحالفِهم معَ جمعيةِ المشاريعِ وشخصياتٍ وطنيةٍ في لائحةِ “وحدة بيروت” في دائرةِ بيروتَ الثانية..