تعتبر غازات الأعصاب سما قاتلا وسلاحا للدمار الشامل، وربما أحد أخطر الأشياء التي صنعها البشر بعد القنبلة الذرية، وفقا لأحد الخبراء.
ويوضح العلم مدى خطورتها بالنسبة لأي شخص يتعرض لها، والصعوبة التي تواجهها خدمات الطوارئ للتعامل مع الحالات الطارئة الناجمة عن غازات الأعصاب السمية.
ويمكن القول إن غازات الأعصاب علامة على هجوم مطور، وهي صعبة الإنتاج والاستخدام، حيث تهاجم الجهاز العصبي للجسم على وجه التحديد بطريقة معقدة، ما يسبب الألم الشديد، لذا يجب إنشاء السم في مختبرات عالية التخصص.
وتقيد المواد الكيميائية المستخدمة في هذه الغازات، الآليات التي تتبعها الأعصاب لنقل الرسائل إلى الأعضاء. وعلى هذا النحو، يمكن أن تسبب تأثيرات عميقة ومميتة لدى الأشخاص المعرضين لها، ويمكن أن تبدأ الأعراض من خلال ظهور سلوك غريب وتشنجات، ولكن يمكن أن تستمر حتى الموت.
وبهذا الصدد، قال ديفيد كالدكوت، المحاضر الاكلينيكي في كلية الطب بالجامعة الوطنية الأسترالية: “تعمل جميع هذه الكيماويات بالطريقة نفسها، من خلال تثبيط انزيم “أستيل كولين استراز”، في المشبك العصبي. وينظم الأنزيم في الظروف العادية كمية الناقل العصبي في المشبك، يعمل الأستيل كولين بشكل رئيسي في الجهاز العصبي الذاتي للجسم (اللاإرادي)، الذي يتحكم في عدة وظائف، مثل معدل ضربات القلب والتنفس واللعاب والهضم واتساع حدقة العين، والتبول. ويؤدي التراكم السريع للأستيل كولين في المشبك إلى مشاكل في الجهاز التنفسي والخلل الوظيفي العضلي”.
وقالت هيلاري ووكر، وهي عالمة سابقة في مجال الإشعاع ومخطط الطوارئ الصحية: “يبدأ تأثير عوامل الأعصاب في غضون ثوان أو دقائق من استنشاقها، حيث تؤثر على تقاطعات العصب في الجسم، ويؤدي التعرض الحاد لها إلى التشنجات وسيلان اللعاب والغيبوبة في الحالات القصوى، والموت”.
المصدر: روسيا اليوم