أشار رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، في خطبة الجمعة في مسجد بلدة لبايا في البقاع الغربي، الى أن “ما نعيشه اليوم من ازمات وما تمر به المنطقة من احداث ومشاكل، ناتج عن عدم تحمل شعوبنا مسؤوليتها التاريخية في ما يجب عليها القيام به، وتخليها عن رسالتها التي شرفها الله تعالى بها من دون العالمين، وجعلها خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وهو اساس الفساد الذي ابتليت به، حيث اصابها ما اصابها من شقاق واقتتال، لتكون اداة بيد اعدائها لتحقق لهم ما لم يكونوا يحلمون به”.
وقال “لقد اقيمت الحجة على اللبنانيين على ما حققته فئة منهم من عدم رضوخ للامر الواقع الذي حاول اعداء الامة في الداخل والخارج فرضه عليها، وان الاستسلام امر محتوم لا خلاص منه، واثبتت للعالم ان الامر ليس كذلك، وان التوكل على الله تعالى والاستعداد للتضحية والثبات في الموقف، كفيل بتغيير الواقع واستعادة المبادرة واستعادة الحق بالقوة. وهنا تكمن قوة الموقف اللبناني اليوم في وجه العدو الصهيوني الذي بات يخشى المواجهة مع لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، وبات لبنان في موقع القوي القادر امام عدو انكشف ضعفه بعد ان صور فزاعة للعالم، لذلك فاننا نثني على الموقف الرسمي اللبناني الموحد امام العدو ومن يستعين به لاخافة اللبنانيين والضغط عليهم للتراجع عن هذا الموقف”، مطالبا المسؤولين ب”الثبات على هذا الموقف وعدم التراجع امام التهويل، لا سيما ان هذا العدو اوهن من بيت العنكبوت”.
واضاف “في اجواء الانتخابات النيابية، لابد لنا من تذكير الجميع بأخذ هذه الانجازات التي حققها شعبنا بمقاومته السياسية والعسكرية على صعيد تحرير الارض واجبار العدو على الاندحار من لبنان تحت ضغط المقاومة العسكرية والسياسية عام 2000 من دون قيد او شرط لاول مرة في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني، الى هزيمته المدوية عام 2006، وصولا الى هزيمة التكفيريين والتحولات الهائلة التي ادت اليها على الصعيدين العربي والاسلامي وخصوصا في العراق وسوريا، الى الصمود السوري وانتقاله الى مرحلة مجابهة العدو ووضع حد لانتهاكاته الجوية واعتداءاته على سيادتها، الى هذا التحول على الصعيد الداخل اللبناني السياسي والامني والتحدي للعدو الاسرائيلي في الاعتداء على ارضه وسيادته ومياهه وثرواته”. وتابع “انها خيانة ايها الاخوة ان ننكر كل هذه الانجازات التي يحاول البعض وبأساليب شتى ان يقلب صفحتها ويغطي عليها، ولن يستطيع لانها صفحة بيضاء مشرقة لن يحجبها الضجيج والعجيج”.
ورأى ان “شعبنا يعي جيدا اهمية هذه الانجازات لهذا الخط، خط الامام موسى الصدر، خط المقاومة والتغيير والتنمية، لانه الاساس لكل اصلاح قادم بعونه تعالى، كما كان التغيير الذي حصل في قانون الانتخابات”. وختم الخطيب”اننا على ثقة تامة بأن الذي واجه كل المؤامرات ومدعي المغامرات سيواصل مسيرة التحرير والمقاومة لمسيرة الاصلاح في الداخل اللبناني، وستتواصل مسيرة الانماء للمناطق المحرومة، لا سيما منطقة بعلبك – الهرمل التي عانت طويلا من تراكم الحرمان الرسمي لها، وهي تحتاج اليوم الى المزيد من المشاريع الاستثمارية والانتاجية للحد من البطالة المتفشية”، مؤكدا ان “شعبنا كما كان حاضنا لهذا الخط وحاميا له ومحافظا عليه ولم يقع تحت الضغط والتضليل سيبقى كذلك”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام