بينَ اعتداءاتٍ اسرائيليةٍ بحريةٍ واخرى برية، هدأت الاجواء السياسية اللبنانية وطارت المراسيمُ جوالةً بينَ الافرقاء، آخذةً التواقيعَ الجامعةَ لحلِّ الخلافاتِ واقفالِ الملفات، وتسويةِ الاقدمياتِ والترقيات، ليُقدِمَ الجميعُ على رصِّ الصفوفِ والارتقاءِ بالموقفِ الى مستوى التحدي الوطني..
تحدٍّ لبنانيٌ أمامَ عدوانٍ صهيونيٍ جديد، اجتمعَ لبحثِه مجلسُ الدفاعِ الاعلى في بعبدا ليخرجَ باعلى نبرةٍ وموقفٍ رسميٍ من الممارساتِ الصهيونيةِ التي تخطت نقاطَ تحفظٍ لبنانيةً لتلامسَ الخطَ الاحمرَ بالتعاطي معَ السيادةِ الوطنية..
العدوُ الخارقُ لكلِّ القراراتِ الدوليةِ وليس فقط للألف وسبعمئة وواحد، وزعَ الادوارَ بينَ قادتِه السياسيين والامنيين، واستعانَ بوساطةِ الاميركيين..
تهديداتُ أفغدور ليبرمان النفطيةُ ضدَ لبنان، قابلَها وزيرُ الطاقةِ الصهيوني يوفال شطاينتس بالاعلانِ عن استعدادِ كيانِه للقبولِ بوساطةِ طرفٍ ثالثٍ لحلِّ الخلافِ حولَ الحدودِ البحريةِ الاقتصاديةِ بينَ الطرفين.
كلامٌ تزامنَ مع كشفِ صحيفةِ يديعوت احرونوت انَ وزيرَ الخارجيةِ الاميركية ريكس تيلرسون سيصلُ الى لبنانَ قريباً في اطارِ مساعي الوساطةِ بينَ بيروتَ وتل ابيب، وانَ نائبَه لشؤونِ الشرقِ الاوسط دافيد ساترفليد الذي يزورُ لبنانَ يركزُ في محادثاته معَ مسؤوليهِ على الخلافِ حولَ البلوك تسعة النفطي ..
انها ليست بادرةَ حسن نية اسرائيلية، ولا حرصاً أميركياً على نفط لبنان، لكنها الذاكرةُ الاسرائيلية التي سمعت أصواتاً لبنانيةً مع تلك التي ردعت جموحاتها العسكرية، انها المعادلة اللبنانية الذهبية، المجموعةُ من ساعِر الى ما بعدَ بعدَ حيفا..
ولأن النفطَ ليس أغلى من التراب، ولانَ الوساطةَ ايُ وساطةٍ لن تكونَ على حسابِ حقٍّ لبنانيٍ، بحرياً كانَ او برياً، وَثقت كاميرا المنارِ البلوكاتِ الاسمنتيةَ الاسرائيليةَ التي بدأت بزرعِها آلياتُهم عندَ رأسِ الناقورة، داخلَ الاراضي اللبنانية، كما تؤكدُ التحفظاتُ الرسمية..