اعترفت شركة صناعة الحليب الفرنسية لاكتاليس، المتورطة في فضيحة حليب الأطفال، بأن بعض منتجاتها ربما كانت ملوثة بالسالمونيلا طوال السنوات العشر الماضية.
وسحبت الشركة ملايين عبوات الحليب المجفف من جميع أنحاء العالم، بعد اكتشاف تفشي السالمونيلا في العام الماضي.
ويقول الباحثون إن السلالة نفسها من السالمونيلا كانت مسؤولة عن حالة تفش أخرى في عام 2005.
وقالت الشركة إن منتجات لاكتاليس ربما أثرت على أطفال آخرين منذ ذلك الحين.
وفى مقابلة صحفية نشرت، يوم الخميس، قال إيمانويل بيسنييه، الرئيس التنفيذي لشركة لاكتاليس، إن الاختبارات أظهرت أن المصنع الذي أثار حالة الهلع الأخيرة والموجود في كراون شمال غربي فرنسا، كان مسؤولا أيضا عن تفشي السالمونيلا عام 2005.
وأغلقت لاكتاليس هذا المصنع، الذي تملكه منذ 2006، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد أن ظهر أن التلوث قد بدأ في أحد أبراج التجفيف.
كم عدد الأطفال الرضع الذين تأثروا منذ عام 2005؟
أصيب 146 طفلا بالمرض في عام 2005، بينما وصلت الحالات بعد تفشي السالمونيلا العام الماضي، إلى 38 حالة على الأقل في فرنسا واسبانيا مرتبطة بحليب لاكتاليس.
وقال باحثون من معهد باستور في باريس، يوم الخميس، إن بكتيريا السالمونيلا ظلت فى مصنع كراون حتى أغلق.
ونتيجة لذلك، قالوا إن ما مجموعه 25 طفلا رضيعا قد تأثروا بين عامي 2005 و2016.
ويبدو أن بسنييه أشار إلى استنتاج مماثل في حديثه مع صحيفة ليز إيكو، وقال :”لا يمكننا استبعاد إمكانية استهلاك الأطفال الحليب الملوث خلال هذه الفترة”.
ما هي العواقب التي تواجه شركة لاكتاليس؟
أوضح بسنييه أن الأزمة ستكلف شركته لاكتاليس “مئات الملايين من اليوروهات”.
ورفع آباء وأمهات دعاوى قضائية، قالوا خلالها إن أطفالهم أصبحوا مرضى بعد تناول منتجات لاكتاليس.
وعلاوة على ذلك، استرجعت الشركة ما يقرب من إنتاج سنة كاملة من مصنع كراون، بلغ 12 مليون صندوق من الحليب المجفف، كانت موزعة في 83 بلدا.
وقال متحدث باسم الشركة لبي بي سي، الشهر الماضي، إن الدول صادرت منتجاتها تقع فى قارات أوربا وآسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا. لكن مع هذا لم تتأثر المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا.
وتبلغ مبيعات لاكتاليس السنوية 17 مليار يورو (21 مليار دولار أمريكي)، ولديها مواقع إنتاج في 47 دولة، وتوظف 15 ألف شخص في فرنسا وحدها.
ما هي المخاطر؟
السالمونيلا يمكن أن تسبب الإسهال، وتشنج المعدة والقيء والجفاف الشديد، كما يمكن أن تهدد الحياة، وخاصة لدى الرضع.
كما ان المرض، الذي تسببه البكتيريا المعوية المنقولة من حيوانات المزرعة، خطير جدا على الصغار وكبار السن.
ولم ترد معلومات عن وفاة أي من الأطفال المتضررين من تفشي السالمونيلا في الآونة الأخيرة.
الحملة الحكومية
حظرت السلطات الفرنسية منتجات من مصنع كراون، في الوقت الذي تجري فيه تحقيقات حول القضية. وقالت الشركة إنها تتعاون مع المحققين بشكل كامل.
وحذرت الحكومة الشركة من أنها يجب أن تتوقع عقوبات بسب تعاملها مع هذه القضية.
كما هددت أيضا بفرض عقوبات على تجار البيع بالتقسيط في الشهر الماضي، بعد أن تبين أن العديد من المحلات التجارية الكبرى واصلت بيع المنتجات التي كان يمكن أن تكون ملوثة بالسالمونيلا.
مواضيع ذات صلة
المصدر: بي بي سي