علّق سفير الجمهورية الإسلامية الايرانية محمد فتحعلي على الاعلان الأميركي بشأن القدس، قائلاً “رب ضارة نافعة، فربما يؤدي هذا المشروع الأميركي الجديد إلى إيجاد حالة من اليقظة لدى الأطراف التي كانت تراهن على الدور الأميركي، فتعود إلى الحاضنة الإسلامية والقومية في مواجهة هذا المشروع”. وفي حديث إلى صحيفة “الاتحاد”، أعاد فتحعلي التذكير بأن بلاده “وفي عز الخطر التكفيري الذي كان سائداً في المنطقة كانت تشدد على أن البوصلة لا ينبغي أن تنحرف ولو قيد أنملة عن اتجاهها الصحيح ألا وهو فلسطين”.
وسأل فتحعلي “لماذا يسمح الرئيس الأميركي لنفسه بالتجرؤ على اتخاذ هذا القرار الخطير في ظل هذه الظروف؟ وهل أن هذا القرار يأتي بعد الهزائم التي منيت بها المشاريع الأميركية في المنطقة؟ وهل هناك على مستوى الحكومات والأنظمة في المنطقة من هو مستعد لتلقف هذا المشروع الأميركي أم لا؟”. وأبدى تخوفه من ان تكون “هذه المبادرة الأميركية ترتبط ببعض المشاهد التي شهدناها في المنطقة مؤخرا من هزيمة داعش في سوريا والعراق إلى فشل إستفتاء كردستان ومشروع تقسيم العراق، مرورا بالتطورات التي يشهدها اليمن”، متسائلا “هل هي مبادرة شخصية من ترامب أم هي في حقيقتها قرار اتخذته المؤسسة الأميركية أو ما يعرف بـEstablishment))؟ وما هو تقييم أميركا لردود فعل الحكومات التي كانت تسعى لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني؟ على ان الإجابة عن هذه التساؤلات تشكل بالنسبة اليه إطارا يتبين من خلاله السبب الذي حمل الرئيس الأميركي على اتخاذ هذا القرار في هذا التوقيت بالذات”.
ورأى فتحعلي “ان الخيارات التي كانت متاحة أمام الكيان الصهيوني هي الحرب أو السلم أو المبادرة لإقتطاع مساحة مغصوبة من الأرض الفلسطينية ينشىء عليها كيانه”، معتبرا “ان إسرائيل تشعر بأنها مضطرة لوضع خيار الحرب جانبا بسبب خيار الردع والقوة التي راكمتها المقاومة على مدى السنوات الماضية” وقال: “على الرغم من أنه قد يبدو للوهلة الأولى أن هذه المبادرة هي قرار شخصي من الرئيس الأميركي، لكن التمعن في تفاصيلها يبين أن هذا القرار يقف خلفه صناع القرار في أميركا في إطار الإستراتيجية الأميركية الساعية لحفظ أمن إسرائيل وهو ما اعتبره من الأوهام الأميركية”، مضيفا “كما استطاعت المقاومة إفشال مخططات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني السابقة فإن الشعب الفلسطيني من خلال مقاومته هو الذي يستطيع أن يثبت بطلان هذه المؤامرة الأميركية”.
وبعد هذا القرار الأميركي، أشار فتحعلي إلى ان “الأطراف الفلسطينية التي كانت تعتريها بعض الأوهام تيقنت بأن الولايات المتحدة الأميركية لا يمكن أن تلعب دور الوسيط النزيه لإرساء السلام والمصالحة بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني”، آملا “أن يوحد هذا القرار الشعب الفلسطيني وأن يعيد بعض الأطراف الفلسطينية التي كانت قد أضاعت البوصلة في لحظة من اللحظات إلى جادة الصواب”. وذكر أن إيران أكدت دائما منذ اللحظة الأولى لقيامها “أن البوصلة الأساسية بالنسبة لها هي فلسطين، وان كل مشاريع الفتنة التي أوجدتها الولايات المتحدة الأميركية في هذه المنطقة من خلال إيجاد داعش وبقية المجموعات الإرهابية المتطرفة كانت ترمي إلى المحافظة على أمن اسرائيل وترسيخه”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام