تعهد الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي بتصحيح “الظلم التاريخي” الذي مورس بحق الأقليات في بلاده، في وقت تسعى حكومته إلى إعادة إحياء عملية السلام المجمدة في الجنوب.
وتحدث دوتيرتي في اجتماع استضافته المجموعة الإسلامية الرئيسية في البلاد “جبهة مورو الإسلامية للتحرير”، الذي ضم كذلك مسيحيين وفصائل مسلمة أخرى ومجموعات قبلية من منطقة مينداناو الجنوبية.
وحذر الرئيس الفلبيني، الذي يتفاخر بأن أجداده كانوا مسلمين، من أن المنطقة قد تشهد عنفا أسوأ، إذا لم تحل المسألة، وقال “ما على المحك هنا هو المحافظة على جمهورية الفلبين وتصحيح الظلم التاريخي”.
وأكد دوتيرتي أنه وعلى مر العقود عندما كانت الفلبين تحت الاستعمار الإسباني ومن ثم الأمريكي، سيطرت الأغلبية المسيحية على أجزاء واسعة من مينداناو، ما تسبب بتهميش السكان الأصليين من المسلمين وغيرهم من القبائل.
وحذر كذلك من إمكانية تفاقم العنف في حال فر أنصار تنظيم “داعش” إلى بلدانهم، بعدما خسروا معاقلهم في الشرق الأوسط.
وجاءت تحذيرات دوتيرتي بعد شهر فقط من هزيمة أنصار التنظيم الأجانب والمحليين، الذي عاثوا خرابا في مراوي، أهم مدينة مسلمة في ميناداناو، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ما أنهى نزاعا استمر لخمسة أشهر وأسفر عن مقتل نحو 1100 شخص.
ووقعت جبهة “مورو الإسلامية للتحرير”، التي تضم 10 آلاف عنصر اتفاق سلام عام 2014، سيسمح للأقلية المسلمة في البلاد بحكم أجزاء من مينداناو، إلا أن الكونغرس الفلبيني لم يقر بعد القانون المقترح لتطبيق الاتفاق.
وسعى تجمع الاثنين بشكل أساسي إلى حشد الدعم للقانون المقترح.
من جهته، قال دوتيرتي إنه “سيعمل على تمرير القانون”، ودعا الكونغرس إلى عقد جلسة خاصة ليتمكن القادة المسلمون من توضيح خططهم خلالها.
من جهته، ذكر رئيس جبهة “مورو” مراد إبراهيم، أن العديد ممن حضروا قاتلوا في الحروب التي شنها المتمردون خلال عقود مضت، مشيرا إلى أنهم يطالبون حاليا بقانون يمنحهم حكما ذاتيا، وأن ذلك يمنحهم فرصة نادرة ليكونوا جزءا من المسعى النبيل لصناعة السلام”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية