النائب حسن فضل الله: تركيبة لبنان أثبتت أنها عصية على محاولات الاختراق – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

النائب حسن فضل الله: تركيبة لبنان أثبتت أنها عصية على محاولات الاختراق

النائب حسن فضل الله

رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “واحدة من المؤامرات التي حيكت لوطننا من البعض هي لضرب الاستقرار والأمان الداخلي فيه، وهؤلاء لا يريدون أن يكون لبنان هادئا وفيه سلم أهلي وتعايش بين الطوائف وحكومة ودولة ومؤسسات، فحاولوا تخريب الوضع السياسي فيه”.

وقال خلال احتفال تكريمي أقامه “حزب الله” لحسن حسين حميد في حسينية بلدة بيت ليف الجنوبية في حضور النائب أيوب حميد: “الهدف من وارء الأزمة التي تعرض لها بلدنا في الأسابيع الماضية هو تخريب لبنان وإحداث فتنة فيه، ولكن من التجربة التي أرستها المقاومة في لبنان، أصبح لدينا ثقافة اسمها ثقافة المقاومة والمواجهة والتحدي عند الشعب والمسؤولين، وعليه خضنا مقاومة سياسية وديبلوماسية صلبة وقوية، فكما أن المقاومة العسكرية المسلحة حمت البلد وحررت الأرض من العدوين الإسرائيلي والتكفيري، استطاعت المقاومة السياسية والديبلوماسية بقيادة رئيس البلاد فخامة الرئيس العماد ميشال عون، وبمؤازرة وتضامن من دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ومن اصطفاف وطني لقوى سياسية أساسية، أن تحرر الإرادة السياسية والقرار السياسي في لبنان، والأكثرية الساحقة قالت للمتآمرين ليس لكم مكان في لبنان ولا يمكن ليدكم أن تمتد لتخرب هذا البلد من جديد، فهذا الزمن الذي كان يتلاعب به بلبنان من العدو الإسرائيلي أو من بعض الدول العربية أو من بعض المنظومات الدولية قد انتهى ولا سيما أنه أصبح لدينا في لبنان إمكانية لمواجهة كل ضغط وتحد”.

وأضاف: “استطعنا أن نحبط مشروعا تخريبيا للبنان بفضل هذه المقاومة السياسية التي قالت للجميع كفى تلاعبا وتدخلا ولا سيما أن هذا البلد الذي كان يعتقد البعض أنه منتزه وساحة وملعب ومحل للتسلية على المستوى السياسي والأخلاقي وغير ذلك، أصبح غير ذلك كليا، فهناك لبنان جديد قد ولد في عصر هذه المقاومة والإرادة السياسية، ونسجل هنا أن لبنان استطاع من خلال هذا التعاون بين كل المخلصين أن يتجاوز هذه المرحلة، ونحن اليوم نستعيد الوضع الطبيعي الذي كنا عليه قبل هذا الاعتداء الذي مورس على سيادتنا وكرامتنا الوطنية، وبالتالي نقول، إنه أصبح هناك في لبنان انتماء وطني، ففي البداية كان لدينا هويات متفرقة، ولكن اليوم وأمام هذه الأزمة، أثبتت غالبية القوى والشعب اللبناني أن لديهم انتماء حقيقيا لبلدهم، فعندما مست الكرامة الوطنية، رأينا أن هناك انتفاضة وطنية حقيقية للدفاع عن هذه الكرامة، وعدنا إلى وضعنا الطبيعي بمعزل عن الاختلافات السياسية، وصحيح أن هناك تباينات في الآراء ووجوهات نظر مختلفة عما يجري في الإقليم، ولكننا نعالج هذه الخلافات في الداخل، ولا نقبل بأن يفرض علينا أحد من الخارج أوامر وإملاءات من أجل أن نحدد مسارنا السياسي، وطبيعة التركيبة الداخلية، وتركيبة النظام الداخلي”.

وتابع: “هؤلاء الذين حاولوا الاعتداء على كرامة وسيادة لبنان لا يعرفون التركيبة والطبيعة اللبنانية، ويعتقدون أن الأمور سهلة جدا، ويفكرون أنهم بقرار واحد يمكنهم أن يغيروا كل شيء، ولكن أثبتت هذه التركيبة اللبنانية أنها عصية على محاولات الاختراق والتدمير والتخريب، وهذه واحدة من عناصر القوة اللبنانية، وهذه هي ثقافة المقاومة التي كرسناها في لبنان. عندما تجاوزنا هذه المرحلة لنعود إلى أوضاعنا الطبيعية، لا يعني ذلك أن الاختلافات السياسية قد انتهت، أو أن المواقف المتباينة لا تصدر من هنا وهناك، أو أننا عالجنا كل شيء، فالمهم بالنسبة إلينا أننا أعدنا الأمور إلى تحت سقفنا الوطني وسقف الدستور، وإلى أن يكون القرار داخليا وتكون المعالجات داخلية، ونحن كما قلنا منذ اليوم الأول، إننا قدمنا كل إيجابية، وتعاونا وكنا جزءا أساسيا من دعم المقاربة التي قام بها رئيس البلاد، وقلنا إننا نستطيع أن نحل مشاكلنا في لبنان بأنفسنا، ولكن المهم أن يرفعوا أولئك أيديهم عن بلدنا، لنعود من جديد إلى معالجة أزماتنا بإرادتنا الداخلية”.

وشدد على أن “الحكومة معنية بأن تجتمع وتعود إلى العمل ولا سيما أنه لا يوجد لدينا أي مشكلة في الصيغة التي يريدون أن يجدوها للخروج من هذه الأزمة، ولكن هناك أولويات لبنانية ووطنية علينا أن نعود جميعا إليها، وكان لدينا مسار يتقدم على مستوى مالي واقتصادي وإنمائي، والتحضير للانتخابات النيابية، وبالتالي علينا جميعا أن نعود إلى مسارنا الداخلي ولا سيما أن هذه الغيمة قد رحلت عن بلدنا، وهؤلاء الذين دخلوا في هذه المشكلة يحصدون نتاج عملهم، والذين راهنوا من بعض القوى السياسية اللبنانية على ما حصل، قد حصدوا الخيبة والخسران، علما أننا قد قلنا لهم منذ اليوم الأول، لا تراهنوا على سراب، على عطاءات أميرية، فكان ذلك كلاما بكلام، وليس له أي تطبيق على أرض الواقع”.

وختم فضل الله: “الحدث المفجع الذي حدث في مصر هو برهان جديد على صوابية خيار المقاومة في مشاركتها في القتال ضد هذا الإرهاب منذ عدة سنوات، إذ أن ما حصل في مصر هو أن عددا من المصلين كانوا في مسجد هناك، ودخلت إليهم مجموعة من الإرهابيين وقاموا بقتلهم، وعليه فإننا نسأل من كان يعطي لهذه المعركة عنوانا مذهبيا، ومن كان يقول إن قتالنا في سوريا قد استجلب الإرهاب التكفيري إلى لبنان، فما هو تبريره لما حدث في مصر، وهل إن هؤلاء في مصر قد ذهبوا إلى سوريا وقاتلوا حتى يدخلوا إليهم ويذبحوهم بهذه الطريقة، وبالتالي فإننا إذا ما نظرنا إلى ما يحدث في ليبيا والصومال واليمن وغيرها من دول المنطقة، فإنه يثبت للجميع أن الموضوع ليس مذهبيا، وغير مرتبط بالمشاركة في سوريا، وإنما المعادلة هي أن هؤلاء وحوش مفترسة، وإن لم تقتلهم قتلوك”.

حميد

بدوره قال حميد: “مررنا في الأسابيع المنصرمة في لبنان بواقع لم يكن سهلا ولا سيما أنه كان يستهدف الأمن والاستقرار الداخلي، ليشغل الناس تحت شعارات مختلفة، وتستثار العصبيات والمذهبيات بكل الفنون والأساليب، وكان سيؤدي ذلك بكل التضحيات وكل ما قدمه هذا الشعب وكل الانتصارات إلى حيث لا يحمد عقباه، ولكن الحكمة والوعي والإدارة الحكيمة أحبطت هذه المشروعات الفتنوية التي أرادتنا أن نعود إلى الوراء عقودا من الزمن”.

وأضاف: “اليوم نمضي بخطى ثابتة نحو تدوير الزوايا والسعي إلى إزالة كل التباس قد يصيب هذا الطرف أو ذاك، لأننا نؤمن بأن هذا الوطن هو وطن نهائي لنا جميعا، ونحن مسؤولون عن قيامته وحفظ كرامته وسيادته، وهذا من أجل أن نحفظ لهذا الوطن ما حققه من إنجازات وانتصارات وتضحيات وصبر”.

وختم: “القرارات من جامعة الدول العربية قد ولدت ميتة، وهي للأسف باتت تنطق بالعبرية عوضا عن العربية، أو ينطقون بلغة واحدة مع العدو الصهيوني، كما قال أحد قادة العدو: “إنه ليس بالغريب أن ينطق بعض العرب بالعربية ما ينطقونه هم بالعبرية”.

المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك