عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك, وذلك بعد ظهر اليوم الخميس تاريخ 26/10/2017 برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.
تدارست الكتلة مستجدات الأوضاع الميدانية والسياسية في لبنان والمنطقة, وأبعاد التصعيد الاميركي – الاسرائيلي ضد حزب الله ومحور المقاومة عموماً, كما لحظت تناغم النظام السعودي مع هذا التصعيد واصراره على المنحى العدائي والتحريضي ضد كل قوى التحرر في المنطقة والعالم.
ورأت الكتلة ان مردّ الحنق الاميركي – الاسرائيلي – السعودي يعود الى فشلهم الذريع في تحقيق مشروع سيطرتهم على لبنان وسوريا والعراق واليمن واخفاقهم في اخضاع ارادة شعوب هذه الدول وفرض وصايتهم عليها, وتضرر مصالحهم جرّاء هذا الاخفاق.
من جهة اخرى اعتبرت الكتلة ان لبنان اليوم يقف على اعتاب مرحلة الانتخابات النيابية الواجب اجراؤها في موعدها المقرر, وهي تأمل من اللبنانيين المشاركة الكثيفة فيها لرسم معالم الفترة المقبلة والحفاظ على الانجازات التي تحققت بفضل تضحياتهم وحضورهم الفاعل في كل الساحات والميادين.
كما عبرت الكتلة عن استيائها من اللهجة المتفلتة التي انزلق اليها بعض السياسيين اللبنانيين ليستنفر مواجع ويثير ردود فعل حانقة لدى ابناء بعض المناطق وفي اوساط بعض القوى السياسية, الأمر الذي يدعو للمسارعة الى معالجتها وتطويقها.
ورأت الكتلة في بيانها ان الاولوية التي ينبغي ان تدأب الحكومة على انجازها, هي اقرار موازنة العام 2018 واحالتها سريعاً الى مجلس النواب, وتضمينها اجراءات نوعية تعكس رؤية اصلاحية اقتصادية تخفض الدين العام وعجز الموازنة وتوفر هامشاً أوسع للإستثمار وتضبط الهدر الجمركي والتهرب الضريبي.
ودعا البيان الحكومة الى الكفّ عن التلزيمات وتوزيع التعهدات المختلفة بقرارات حكومية او وزارية دون المرور عبر ادارة المناقصات العمومية.
وطالب البيان الى اعتماد التوظيف في الادارات والمؤسسات العامة عبر مجلس الخدمة المدنية حصراً، ووقف الزبائنية الرائجة في اكثر من ادارة ومؤسسة عامة، مشيراً الى ان هذا الأمر من شأنه استعادة ثقة المواطن بالدولة، وتحقيق خطوة اصلاحية مطلوبة وقطع الطريق على الحشو والهدر والاستنساب، وحماية حق كل مواطن تثبت أهليته لتسلم وظيفة ادارية.
توقفت الكتلة في بيانها عند الاجراءات التي قامت بها القوى الامنية لازالة التعديات عن الاملاك العامة في الموقف العمومي عند مدخل حي السلم، وهي اذ تقدر عالياً صبر أهلنا وتحملهم للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، ولتقصير الدولة في انماء مناطقهم فإنها تؤكد أن مطلب الضاحية الجنوبية الدائم هو تطبيق القانون واحلال الأمن الاجتماعي، وازالة التعديات والاعتداءات الخارجة على القانون والقيم الاخلاقية، ودعت الكتلة لاوسع تعاون مع اجراءات تطبيق القانون وترفض التذرع بأي ذريعه لتبرير التعديات التي تضر بأهلنا في الضاحية قبل أي أحدٍ آخر، وتستهجن التوظيف السياسي والاعلامي الرخيص لما حدث.
واستغربت الكتلة في بيانها النفخة السيادية المفتعلة التي أصابت مجموعة النظام السعودي في لبنان، والتي قادها سوء فهمها لكلام منسوب للرئيس الايراني الى شن حملة ضد ما أسمته التدخل في الشأن اللبناني في الوقت الذي لا تتحرك فيه هذه المجموعة ولا تتخذ أي موقف الا بعد أن تأخذ بعين الاعتبار السقف والرغبة والارادة السعودية في كل شأن من الشؤون.
ودعت الكتلة في بيانها اللبنانيين الى الثقة بأنفسهم وبقدرتهم على حماية سيادتهم واتخاذ القرارات الوطنية التي تحفظ مصالحهم.
واشار البيان الى ان الحضور القوي والفاعل للجمهورية الاسلامية في المنطقة لا يلغي حضور آخرين.. ولبنان الحريص على سيادته معني اولاً وآخراً بتقدير مصلحته الاستراتيجية والمسارات السياسية التي يتبناها اخذاً بعين الاعتبار كل الوقائع والمعطيات لديه وحَوْلَهُ.
ودانت الكتلة في بيانه كل أشكال العدوان الامريكي على لبنان وشعبه وسيادته وترى في قانون العقوبات المالية الذي صوت عليه مجلس النواب الامريكي بالأمس، تدخلاً سافراً في الشأن اللبناني الداخلي وانتهاكاً للسيادة الوطنية اللبنانية واستهدافاً غير مقبول للشعب اللبناني.
واعتبرت الكتلة أن الادارة الامريكية تتعمد فرض الوصاية على الدول والشعوب من خلال تشريعات تتجاوز فيها حدود سلطتها وتحاول املاءها على الدول، عبر أبشع أساليب الجبروت والدكتاتورية التي تطيح بالقانون الدولي وتستعيض عنه بشريعة السطوة والارهاب.
إن الهدف الامريكي من هذا السلوك العدواني المموه بالتشريع هو اخضاع لبنان واثارة القلاقل فيه وحرمان شعبه من التنمية والتطوير وابقاء سيف التهديد مسلطاً على حاضره ومستقبله، وإن الكتلة تنبه الى مخاطر الخنوع أو الخوف من هذه السياسة وتدعو الى مزيد من صلابة الموقف السيادي والى رفض الاذعان عملياً لهذا السلوك.
المصدر: العلاقات الاعلامية - حزب الله