أكد امين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان “اننا بالأمس اضأنا شمعة في عتمة التعطيل والسلبية والدين العام والفساد والهدر وهي موازنة العام 2017، بعد 12 عاما من غياب الموازنات والفوضى والتسيب بالصرف والمزاجية والاستنسابية التي أوصلت العجز الى 5 مليار دولار والدين العام الى 70 مليار دولار، وهذه الشمعة سينبثق عنها شموع، وهي تأسيسية لبناء الإصلاح”، وقال: “اعتدنا ان نحفر الصخر بالابرة، وما نسعى اليه في سبيل الدولة سيتحقق بالتعاون مع كل من يريد الإصلاح في لبنان، وغير منزعج من وقف الفوضى والهدر”.
كلام كنعان جاء في عشاء هيئة المنصورية المكلس الديشونية في التيار الوطني الحر، في حضور وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل وزير الاقتصاد رائد خوري، النائب نبيل نقولا، نائبي رئيس التيار الوطني الحر للشؤون السياسية والإدارية رومل صابر ونقولا صحناوي، منسق هيئة المتن في التيار هشام كنج وأعضاء الهيئة، منسق المتن الشمالي في القوات اللبناني جان ابي حيدر، وادي معلوف، طانوس حبيقة، إبراهيم ملاح وجان ابي جودة، فعاليات بلدية واختيارية.
وقال كنعان في كلمة القاها: “قمنا بواجباتنا وسنكمل هذا الطريق، وهو المثال على عهد الرئيس ميشال عون، وهو نموذج على ان التيار هو تيار إصلاحي ويناضل منذ سنوات للوصول الى المكان الذي يمكن القول فيه لقد اسسنا لمرحلة جديدة، ولوطن يمكن ان نكون فيه على ثقة بمستقبل أولادنا”.
وأكد “اننا لسنا تيار المحاصصة والمصالح بل تيار الكرامة والعمل والانجاز، وقد دخلنا السلطة لنغير النهج والثقافة التي كانت سائدة. فنحن تيار الشعب، لا تيار السلطة والمال، ولا الطامحين الى نهاية الخدمة لدينا، فقد مر علينا كثيرون، وسيمر علينا كثيرون، ولا يبقى معنا الا الناجح ومن ينجز ورأسه مرفوعا”.
أضاف: “ليست المراكز والالقاب التي تعنينا، ولا هي من يصنعنا، فنحن على صورة العماد ميشال عون الذي بقي في منفاه يمثل أكثر من رؤساء ووزراء ونواب ومسؤولين. وعلينا العودة الى جذورنا، فنحن لسنا تيار المحاصصة والمصالح، بل تيار الشعب الذي خرج منه نواب ووزراء ورئيس جمهورية نفتخر به ويفتخر به جميع اللبنانيين، ولكننا لم ندخل السلطة، لنتحول الى تيار سلطة، بل لنغير الثقافة والنهج السائدين، ولنرسي ثقافة جديدة ظهرت في مجلس النواب من خلال الرقابة البرلمانية”.
وقال: “الموازنة التي اقرت ليست كسواها، وعلى مدى 4 اشهر، كانت الرقابة في لجنة المال والموازنة، بمشاركة أعضاء اللجنة والنواب الذين شاركوا، وفي مقدمهم نواب التغيير والإصلاح، وقاتلنا على كل مادة وبند، لتنظيم المالية العامة ووضع حد للهدر وارتفاع الدين العام، وهو لم يأت من فراغ، في سبيل ضبط الانفاق وتحديد إمكانات الدولة”.
واضاف: “علينا الايمان برئيس الجمهورية وبكل تفاهم يرسيه، لأن الهدف هي الجمهورية للجميع”، متطرقا الى قانون الانتخاب، وقال: “هذا القانون ما كان ليتحقق لولا تكاتفنا على المستويين المسيحي والوطني، وهو سيؤمن تمثيل الجميع بحسب احجامهم، ونحن نريد التنوع ومشاركة الجميع، ونريد التنافس للانجاز لا للتصارع، ولم نرس المصالحة المسيحية لنلغي أحدا كما اتهمنا سابقا”.
وتطرق الى ملف التوتر العالي في المنصورية، وقال: ” نحن تيار الناس، ووزير الطاقة الحاضر بيننا اليوم، هو ناشط ومناضل قبل ان يكون وزيرا ومسؤولا، ونحن معه ومع المعنيين نسعى الى حل يؤمن الكهرباء، ويطمئن الناس. وقد تمكنا بالمساعي التي بذلناها من وقف مد الخطوط لتأمين الحلول، فنحن حاضرون في هذا الملف منذ 11 عاما، ومستمرون بتحمل المسؤولية بعيدا من أي مزايدات او استغلال سياسي او انتخابي”.
وتناول كنعان صدور الحكم في قضية اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل، فقال: “بالأمس صدر الحكم بعد اكثر من ثلاثة عقود وتحققت العدالة في عهد الرئيس ميشال عون، وهو ما يدل على أن ما من مسؤول او قاض قادر على العمل، اذا لم يكن من سقف يحميه ويعطيه الأمان ليعمل بضمير. فعندما كنا نقول ان الدرج يشطف من فوق، وان الرئاسة رئيس لا صلاحيات، لم يكن يفهما البعض. واليوم، تحقيق العدالة هي احد النماذج، في هذه القضية التي هي على مستوى الوطن، لانها تتعلق برئيس للجمهورية، وهي قضية حزبي الكتائب والقوات اللذين حملاها الى جانب عائلة الرئيس الشهيد، وقد مر الملف بفصول كثيرة، ولست بوارد التعيير او التمريك، ولكن القضية مرت بعهود عدة، وكثيرون توالوا على الحكم، ولم تتحقق العدالة الا اليوم”.
وسأل كنعان: “لماذا التنكر للحق، ولماذا لا نضع أيدينا بأيدي بعض للشهادة للحقيقة وتوحيد مجتمعنا، وان نتفاهم على غرار ما فعلناه نحن والقوات اللبنانية”، وقال: “الخلافات يمكن ان تحصل، وان تكون لدينا اراء متنوعة، ولكن الأهم ان لا نختلف على لبنان وهويته ووحدتنا ودورنا وشراكتنا. وعندما نتمكن من التمييز بين المصلحة والمصالحة، بين المحاصصة والدولة، وبين وجودنا في هذا الوطن، نكون فعلا نبني الدولة ونحافظ على ارث رئيس استثنائي هو العماد ميشال عون”.
اما عن قطع الحساب، فقال: “لو مر قطع الحساب عن العام 2015 فقط كما طرح البعض، لكانت هي التسوية على حساب المال العام. فقطع الحساب الذي لا يشمل كل السنوات المالية منذ العام 1993 هو قطع للمحاسبة وليس قطع حساب، ومن عيرنا بالابراء المستحيل وقال اننا سنتغير بمجرد تحالفنا مع تيار المستقبل، نقول له اننا لم نسير بقطع حساب غير مدقق من ديوان المحاسبة. ورئيس الجمهورية مشكور على تأمين الممر الآمن للموازنة، لكنه لم يسر بالتسوية، ولا يزال ابراء كل الحكومات المتعاقبة منذ العام 1993 وحتى اليوم، مستحيلا حتى ثبوت العكس”. وقال: “هذا هو التيار الوطني الحر الذي يرسي التفاهمات والتحالفات، ويبقى هو هو، بمبادئه وقناعاته”.
وعن الانتخابات النيابية، قال: “كعادتنا لن نستجدي صوت أحد. فإما اننا تيار اهل للثقة والعمل وما نقوم به مناسبا، وإما انه سيرضخ لقرار الناس. وطالما أن شعبنا كلفنا تمثيله، وحمايتنا هي ناسنا وانجازاتنا، سنكمل الطريق، ويسير معنا شعبنا بكامل حريته، لأننا لا نريد مستتبعين لانه على ايدي مثل هؤلاء اخترب البلد، ووصلنا الى ما وصلنا اليه من هدر وسرقة”.
وأكد كنعان “ان رأسمال التيار الوطني الحر هي مبادئه وصراحته ونظافته وانجازاته”، وقال: “نحن نفتخر بكل مناصر ومؤيد، ونتطلع اليه كجندي في سبيل حماية هذا العهد الذي ممنوع عليه أن يفشل لان سقوطه سيعني سقوط لبنان والشراكة، وسنستمر بالعمل على نشل لبنان من الهاوية واستعادة الدولة التي تحفظ كرامة جميع اللبنانيين ومستقبلهم ويرفعون رأسهم بها”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام