ارفع يدك إن كنت قد اصطحبت معك هاتفك إلى دورة المياه!
حسناً، نحن نعلم أننا نستسهل القيام بذلك، فالهدف الأساسي من التكنولوجيا المحمولة هو قدرتنا على أخذها حيث نشاء، بما في ذلك بعض الأماكن غير الصحية، ولكن ما مدى تأثير ذلك بخصوص البكتيريا؟ هل هاتفك بيئة خصبة لنموها؟
حسناً، الجواب ببساطة هو: نعم! في الواقع، وجد العلماء أن الهواتف يمكن أن تحمل 10 أضعاف ما تحمله مقاعد المرحاض من البكتيريا!
علاوة على ذلك، كشفت دراسة حديثة -أقيمت على مدرسة ثانوية في إستونيا- وجود أكثر من 17 ألف نوع من البكتيريا على هواتف طلابها!
إذن، الهاتف يحتوي على الجراثيم. ولكن هل هي مؤذية كما نتخيل؟
صرحت ماري لويز مكلاوس -الخبيرة الشهيرة في مكافحة العدوى- لموقع “هاف بوست أستراليا”: “في الغالب، لا يستخدم الهاتف سوى صاحبه، وهو بالأساس معرَّض لهذا النوع من البكتيريا على يديه طوال الوقت!”.
ثم أضافت: “نعم، قد يكون الهاتف جامعاً للفيروسات، ولكن كحالة أي هاتف بلا غطاء يحميه… الكثير من البكتيريا والفيروسات تحتاج بيئة خاصة جداً لتنمو، فمن المحتمل أن تترك الهاتف على المكتب أو تحت ضوء الشمس، أنا فقط أشير إلى أنها ليست بالضرورة قادرة على البقاء حية”.
غير أن مكلاوس أشارت إلى وجود استثناءات خاصة، لا سيما فيما يتعلق بالروتين الفردي الخاص بكل شخص، إن كنا نتحدث عن الوقاية الصحية للبشر بوجود هواتفهم، فـ(نعم)، إن الهواتف يمكن أن تكون سبباً لبعض الأمراض، يمكن لكل من يعمل في مجال الصحة أن يلتقط مرضاً من أحد المرضى على قفازاته أو حتى على يديه إن لم يرتدِ قفازاً، لذلك عليهم أن يحرصوا على غسل أيديهم جيداً قبل استخدام هواتفهم، أما بالنسبة لبقية الناس، فهم يحملون بكتيريا خاصة بهم قد تكون من المسببات المحتملة لكثير من الأمراض والتي تعلق على أي شيء في أي وقت، مثل ساعات اليد والحقائب والملابس”.
وقد صرح الدكتور آدم شيريدان -من الكلية الأسترالية للأمراض الجلدية والتناسلية- لموقع “هاف بوست أستراليا”، بأنه “عُثر على أشكال مختلفة من البكتيريا على أسطح الهواتف الجوالة، وكما يتوقع المرء، فإن هذه الأنواع غالباً ما تكون موزعة بشكل طبيعي على جلدنا، داخل الفم والجهاز التنفسي، من المتصور أنها يمكن أن تسبب التهابات الجلد والأذن والجهاز التنفسي لحاملها، كما أنها قد تعمل على تفاقم ما قد أصاب الجلد سابقاَ، مثل حَب الشباب والوردية والتهابات الجلد في حالات معينة”.
انتظر، هل قرأت ذلك بشكل صحيح؟ هاتفك يمكن أن يكون سبباً في إصابتك بحَب الشباب؟
أجاب شيريدان: “نعم، في بعض الحالات، قد يتآمر مزيج من الحرارة والاحتكاك، ونقل السخام والبكتيريا من الاتصال الهاتف الجوال المتكرر مع الجلد لتفاقم حَب الشباب في الوجه من خلال الاحتكاك، وسد المسام والالتهاب وتغيير البيئة البكتيرية”.
فإذا كنت لا تنتبه لمثل هذه الأمور، فإن شيريدان ينصحك بتنظيف هاتفك بانتظام.
ثم أضاف: “إن التنظيف المنتظم للسطوح التي تتلامس باستمرار مع جلد الإنسان أمر ضروري”. “وهذا يشمل الهواتف الجوالة، وأشياء أخرى مثل لوحة مفاتيح الأجهزة المتنقلة”.
المصدر: هافينغتون بوست