اختتمت حركة “أمل” – اقليم بيروت مجالسها العاشورائية بمسيرة كربلائية حسينية حاشدة تحت شعار “عز وكرامة”، تقدمتها وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية الدكتورة عناية عزالدين، وزير الزراعة غازي زعيتر، النائبان أيوب حميد وعلي بزي، رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان، رئيس الهيئة التنفيذية في الحركة محمد نصرالله واعضاء من هيئة الرئاسة والهيئة التنفيذية والاقاليم والمناطق الحركية والهيئات الكشفية في كشافة الرسالة الاسلامية وفاعليات سياسية واعلامية وثقافية وعمالية ونقابية ولفيف من العلماء وهيئات نسائية وحملة الرايات الحسينية واعلام الحركة والمجسمات من وحي المناسبة.
بعد تلاوة المصرع الحسيني في معوض، انطلقت المسيرة نحو روضة الشهيدين حيث القى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب أيوب حميد كلمة قال فيها: “ننتمي الى المدرسة الحسينية، والتي هي مدرسة النبوة، والتي هي رسالة السماء الخالدة، والتي ختم الله بها رسالات السماء. وأنتم اليوم تجسدون هذا الوفاء، وهذه الصحبة الكريمة التي لم تتوان عن نصرة الحق في وجه الظلم والظالمين. إن حركتنا، منذ تأسيسها وانطلاقتها ستينيات القرن المنصرم، بقيادة الامام موسى الصدر أعاده الله ورفيقيه بخير، استقت من مدرسة الحسين لطلب الاصلاح في وطننا وفي النضال السياسي، وفي السعي لانصاف كل محروم، لا تميز بين طائفة وأخرى، منطقة وأخرى، ولا مذهب أو آخر، من مدرسة الامام الحسين كانت انطلاقة الحركة المباركة، وتابعها الامين على الرسالة الرئيس نبيه بري، ولادة حركة المحرومين رسمت معالم الاصلاح الحقيقي في البرنامج الذي رسم في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، هذه الورقة التي اسست لكل الاصلاحات، التي جاءت بعد اتفاق الطائف، ويستمر العمل للوصول الى وطن العدالة والمواطنة لكل انسان يعيش فوق تراب هذه الارض”.
أضاف: “ليس من جديد أن هذه الحركة المطلبية والاصلاحية أن تكون منحازة الى جانب الحق، الى جانب الانسان المستضعف، الى جانب العامل والفلاح، الى جانب المدرس، الى جانب الموظف، الى جانب العسكري في قوانا الامنية المنظمة. ليس بجديد على هذه الحركة أن تكون منحازة بشكل طبيعي وعفوي، لذلك برز الموقف الثابت الذي أطلقه الرئيس نبيه بري بضرورة انصاف كل هؤلاء العاملين الذين يستحقون الانصاف وينتظرون منذ سنين أن يعطوا البعض من حقهم، لذلك نحن نرى خطوة مجلس الوزراء بالامس القريب أتت في الاتجاه الصحيح، جاءت بعد تباطؤ وتلكؤ، أعطت الضوء الاخضر لاصحابها بعد هذا الحراك المبارك الذي قامت به الوحدات النقابية والاتحادات العمالية وكل الاطر التي هي من مختلف الشعوب والطبقات”.
وشدد على “الحرص على بقاء هذه الحقوق واستمرارها وتضامن أطيافها، بما فيه مصلحة وطنية، أكان ذلك من خلال اقرار الموازنة، والسعي الى قطع الحساب كما التعديلات التي يمكن ان يترسم بها مجلس الوزراء الى المجلس الدستوري والمجلس النيابي الذي سيكون حاضرا دائما في اي موقف ايجابي يخدم الاستقرار العام ويخدم الاستقرار النفسي والاقتصادي ويمنع تدخل الرياح الخارجية في واقعنا اللبناني، ورأينا كل هذه المداخلات التي تريد للبنان ألا يستقر ويهدأ ويكون عرضة للانتقادات او الانتهاكات الداعشية او الاسرائيلية والتي هما وجهان لعملة واحدة”.
وقال: “نرى ان مخالفة الدستور وعدم اجراء الانتخابات النيابية تؤكد ان من ضرورة في مكان ان هناك استيراد لذرائع واهية تمنع او تؤجل اجراء الانتخابات ونحن نؤكد ان الحياة السياسية يجب ان تتجدد لو انها لا تعطي الطموحات الكافية التي نرجوها لجهة ان يكون لبنان دائرة واحدة على قاعدة النسبية وتضمن للجميع حق المشاركة والتطلع الى النظام الافضل الذي يحصل كل النضالات. لذلك نحن نجدد اليوم المطلب المحق لكي نكون حاضرين على ولادة جديدة لحياتنا السياسية، وما سمعناه من تبريرات ان المجلس الدستوري على هواه وليس كما اراد المشرع ولا ما ارادته الهيئة العامة في المجلس النيابي، فالمجلس الذي أعاد السلطات يبقى الضمانة الحقيقية والاساسية لاستمرار الحياة الحية السياسية على المستوى الوطني وهو سيتابع مسيرته في هذا الاتجاه”.
وأشار الى ان “ولادة افواج المقاومة اللبنانية امل كانت باكورة العمل النضالي الوطني من اجل الدفاع عن الارض والمقدسات ومن اجل ان يبقى لبنان حصينا ومنيعا في وجه اسرائيل الشر المطلق والعدوان المستمر على هذه الامة وهذا الوطن بالذات، هذه المقاومة التي هي شرف وواجب، نتمسك بإستمرارها ما دام بعض من ارضنا لا يزال محتلا، ما دامت تلال كفرشوبا وشبعا تحت دنس الاحتلال. ليس بالجديد ان نكون في هذه المقاومة، مستمرين بتأييد نهج المقاومة، وخطها وتناميها في وجه كل المشروعات الاستعمارية، وفي وجه الظلم والظالمين، هذه المقاومة الى جانب جيشنا وشعبنا الابي استطاعت ان تواجه هذا العدو وان تقهره بعد ان عز على العرب مواجهة هذه الغدة السرطانية. الامام الصدر حذر دائما من مخططات تقسيم المنطقة، مؤكدا ان هذا التقسيم هو اداة وظيفية لإسرائيل كي تتحكم بالشعوب والاستثمار في ثروات المنطقة”.
وقال: “هذه المقاومة ستبقى وفية لفلسطين واهلها ومقاومة شعبها ونرحب بالتلاقي والمصالحة الفلسطينية، وحركة “امل” دائما ترحب بالمصالحة بتوجيه من الرئاسة وبعناية الرئيس نبيه بري، الوحدة الفلسطينية هي الوجه الانصع لمقاومة الاحتلال ومشروعه، كما نوجه التحية الى الشهيد السعيد نمر الجمل ولكل الشهداء على درب فلسطين. حركتنا تقف الى جانب العراق وسوريا والى جانب وحدتهما ونرفض اسرائيليات جديدة في العراق كما جرى في كردستان ليكون منطلقا تستغله اسرائيل، ولا يمكن ان نقبل برسم حدود قائمة على الدم وسفك القيم”.
وتابع: “نجدد الالتزام لما فيه خير العرب وضرورة التلاقي العربي لان هذه الارادات في التطبيع ليس خدمة لفلسطين ولا للقضية الفلسطينية، نحن نرفض ان يكون هناك مزيد من الخطوات التي لن تعود بالخير على الامة. لا بد من الاشارة الى ما صرح به الرئيس الاميركي عن ضرورة استيعاب النازحين من سوريا في البلدان المحاذية لسوريا، هذا الكلام ليس بالجديد بل سمعناه في مرحلة سابقة، ومن ان تلك المساعدات التي كانت تعطى للبنان كان الهدف من ورائها ادماج الاشقاء السوريين في لبنان، ونحن نقول ان هذه المؤامرة التي رفضها لبنان من اعلى المواقع وصولا الى كل القوى السياسية يرفض لبنان ان يكون وطنا بديلا للسوريين والفلسطينيين ونرفض سياسية الادماج لاننا مع قضية فلسطين ومع سوريا الموحدة”.
وختم حميد: “لا نريد ان ندخل احد في خيارات الاشقاء السوريين على مستوى نظامهم السياسي ام غير ذلك من الامور السورية الداخلية، ولكن لنلتفت الى المصلحة اللبنانية، فغدا ستفتح الحدود بين سوريا والاردن وبعدها ستفتح الحدود بين سوريا والعراق، ومنتجاتنا الصناعية والزراعية وغيرها ممرها الوحيد برا الى العالم العربي عبر سوريا، فأي منطق في المصلحة اللبنانية ان نبقى التواصل مقطوع؟ حصل سابقا في اطر مختلفة وعلينا ألا ننتظر اشارات الخارج لانه يمكن ان يكون الوقت قد فات”.