لم تستثن الإنفلونزا أي بلد في العالم، وحصدت هذه العدوى الفيروسية أرواح الملايين، ونشرت الرعب في محيط المرضى وفي معظم البلدان التي مرت منها، وتشير الأرقام إلى تسببها في حوالي ثلاثة إلى خمسة ملايين حالة من الأمراض الشديدة، وحوالي 250 ألفا إلى 500 ألف حالة وفاة.
ويقع تفشي هذا المرض في المناطق الشمالية والجنوبية من العالم، بشكل رئيسي في فصل الشتاء، بينما في المناطق الاستوائية قد يحدث في أي وقت من السنة.
وسجلت خلال القرن العشرين، ثلاث جائحات إنفلونزا، حصدت أرواحا، وهي: الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918 والإنفلونزا الآسيوية في عام 1957، وإنفلونزا هونغ كونغ في عام 1968، وفي 2009 أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي نوع جديد من الإنفلونزا هو فيروس A / H1N1 ليكون جائحة إنفلونزا الخنازير.
الإنفلونزا الإسبانية: بدأ انتشار هذا المرض في يناير/ كانون الثاني من عام 1918، واستمرّ حتى ديسمبر/ كانون الأول 1920، ليجتاح دول العالم كلها ويقتل الملايين، بالإضافة إلى التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي خلفها.
ويعد فيروس H1N1 شديد الفوعة (أحد أنواع إنفلونزا الخنازير)، المسؤول عن ظهور هذا الوباء الذي أصاب تقريباً 500 مليون شخص، كما أدى لوفاة ما بين 50 – 100 مليون إنسان، أي ما يعادل 3 – 5 في المائة من سكان العالم.
الإنفلونزا الآسيوية: كان أول ظهور لها في الصين أواخر شهر فبراير/ شباط من عام 1957، قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة بحلول شهر يونيو/حزيران 1957. وذلك ناتج من طفرة في الفيروس (إتش2إن2) الذي يصيب البط البري، اندمج مع فيروس يصيب الإنسان في عملية إعادة تشكيل الفيروس، وتسبب بوفاة حوالي 70 ألف شخص هناك، فيما قتل ما بين مليون إلى 4 ملايين شخص حول العالم. ولم يتوقف انتشار الوباء، إلا بعد أن توصل العلماء إلى تطوير لقاح فعال ضده في عام 1957.
إنفلونزا هونغ كونغ: في بداية العام 1968، شهدت هونغ كونغ ظهور هذه الإنفلونزا، لتنتقل لاحقا إلى أماكن عديدة في العالم. يقدر عدد الضحايا بنحو 800 ألف شخص، فيما تتحدث بعض التقديرات عن مليوني ضحية.
ويعتبر الفيروس المسبب لها هو (إتش3إن2)، وهو أحد أنماط فيروس الإنفلونزا أ، وله القدرة على التسبب بالإنفلونزا للثدييات والطيور. ويؤدي إلى الإصابة بالإنفلونزا الموسمية التي تقتل أكثر من 36 ألف شخص في الولايات المتحدة سنوياً.
وسجلت أولى حالات الإصابة بالعدوى في 13 يوليو/ تموز 1968 في إحدى ضواحي هونغ كونغ. وفي نهاية يوليو من نفس العام انتشر الفيروس إلى فيتنام وسنغافورة. وفي سبتمبر/أيلول سجلت حالات إصابة بالفيروس في كل من الهند والفيليبين وشمال أستراليا وأوروبا. كما ظهرت إصابات بالعدوى في نفس العام بكاليفورنيا ضمن الجنود العائدين من الحرب الفيتنامية. ووصلت العدوى إلى اليابان وأفريقيا وأميركا الجنوبية في عام 1969.
الإنفلونزا الروسية: قتلت حوالي 700 ألف شخص في روسيا ما بين عامي 1977 – 1978. وانتشرت العدوى بشكل كبير بين من أعمارهم أقل من 23 سنة، لضعف مناعتهم ضد الفيروس (اتش1ان1) المسبب لها.
إنفلونزا الخنازير: استفحلت هذه العدوى الفيروسية في المكسيك والولايات المتحدة ودول أخرى، سببها أحد فصائل فيروس الإنفلونزا أ H1N1 الذي نتج من إعادة تشكيل لأصناف تصيب الخنازير وأخرى تصيب الطيور وأخرى تصيب البشر.
وبفعل التحورات الجينية التي حدثت في الفيروس، فإن احتمالية انتقاله للإنسان زادت مؤخراً، وعادة ما تصيب العدوى الأشخاص العاملين في مجال تربية الخنازير فقط، حيث يكون هناك اتصال مستمر مما يزيد من احتمالية انتقال الفيروس.
وجرى تسجيل 50 حالة بشرية مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، منذ منتصف القرن العشرين، وعادة تكون أعراض العدوى مشابهة لأعراض الإنفلونزا الشائعة كاحتقان البلعوم وارتفاع حرارة الجسم وإرهاق وآلام في العضلات وسعال وصداع.
المصدر: العربي الجديد