اعتبر رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب الحاج محمد رعد “ان الشهداء وفروا الامن والاستقرار وحرروا الارض وواجهوا العدوان وطردوا المعتدين، ومسؤوليتنا ان نضع هذا النجاح في موقعه لنحسن توظيفه. نحن أمة لها دورها ومسيرتها الطويلة الحضارية في بناء الانسان والمجتمع، الانسان ايمان وارادة وقدرات وابداع وتخطيط وحسن ادارة في كل ساحة وكل مكان وحسب تراتب الزمان، فالاديان ركزت على بناء الانسان القويم الناجح لكي يتصدى لمشاكل وطنه وأهله من خلال تأدية دوره في التنمية”.
كلام الحاج رعد جاء خلال رعايته احتفال تكريم الناجحين ضمن فعاليات المهرجان القروي الثالث عشر الذي نظمته بلدية يحمر الشقيف في باحة النادي الحسيني للبلدة، حضره النائب ياسين جابر وشخصيات. واضاف:”الامام السيد موسى الصدر الذي غيب عن استكمال دوره الحضاري في بناء الانسان والمجتمع في لبنان وفق ما يليق بهذا البلد وبالقيم الانسانية ، الامام الصدر اعاده الله ورفيقيه كان رائد عصره في هذا الاتجاه وهذا الرائد وافاه اهله وشعبه بالالتزام بالنهج الحضاري الذي أسسه سواء على مستوى التنمية الاجتماعية او على مستوى تأسيس نهج المقاومة في التصدي للعدو وللغزو وللطغاة ، نفتقد الامام بجسده لكنه لا يغادر وجداننا ولا يغادر عقولنا ولا يغادر مسيرتنا ونحن نسجل للامام الصدر ان الالتزام بنهجه هو الذي يدفع بالنهوض بمجتمعنا وبوطننا اللبناني لكي يكون في المصافي الارقى”.
وتابع: “ما انجزته مقاومتنا الباسلة بالتنسيق والتفاهم وليعلق من يعلق وبما شاء ان يعلق، الانجاز الذي حصل في مواجهة التكفيريين في جرود رأس بعلبك والقاع هو انجاز كبير ووطني وفرت المقاومة مناخه اللازم، وأدى الجيش خير أداء محترف من أجل ان ينجز الانتصار الذي تحقق ، وما بقي من خطوات نرقبها من اجل ان نسجل الانتصار الحاسم والنهائي لنقتلع “داعش” وأمثالها وارهابها من أرضنا في لبنان ، ولنؤمن حدودنا مع سوريا من خلال ما انجزته المقاومة مع الجيش السوري في دحر الارهابيين من السفح الآخر الغربي من القلمون الغربي، هذا الامر يسجل للبنان ويسجل للعهد الرئاسي الجديد في لبنان ، وكما قال سماحة الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله نحن ينبغي ان نتعاطى مع هذا الانجاز على انه عيد تحرير ثان بكل ما يعني العيد للتحرير من معنى”.
وقال: “نحن حررنا ارضنا من الغزاة الصهاينة وحررنا ارضنا من الارهابيين التكفيريين وكلا العدوين كانت تحتشد وراءهما دول اقليمية ودولية، الذين احتشدوا خلف العدو الصهيوني على امتداد اكثر من 18 عاما، ثم احتشدوا أكثر عام 2006 ليسقطوا المقاومة ويسحقوا مجتمعها وينزعوا سلاحها ، هم أنفسهم الذين مولوا وسهلوا ونقلوا ويسروا وأقاموا المعسكرات وسلحوا ودربوا الارهابيين التكفيريين الذين كانوا يهددون بلدنا بإقامة إمارة تبدأ من الجرد وتنتهي على شاطىء البحر من أجل ان يزرعوا الرعب والقتل والتنكيل بشعبنا الذي قاوم المشروع الغربي الداعم للعدوان وللاحتلال الاسرائيلي، ومن أجل ان يفتحوا المنطقة امام عقد اذعان جديد تقر به ممالك وسلاطين وامارات موجودة في هذه المنطقة تذعن للعدو الاسرائيلي بشروطه وتطبع العلاقات معه”.
أضاف: “ما حققه لبنان بشعبه ومقاومته وجيشه في الحرب ضد الارهابيين التكفيرين هو إنجاز وطني كبير يسجل في التاريخ لشعبنا ومقاومتنا وجيشنا ايضا، مع كل انتصار ينبغي ان نسجل للتاريخ وفي ذاكرتنا وفي حاضرنا وللمستقبل ان المعادلة التي تصنع دوما الانتصارات في بلد مثل لبنان هي المعادلة الذهبية المقاومة والشعب والجيش، وأي تردد في التزام هذه المعادلة يعرض الوطن لمزيد من المخاطر والاعتداءات، لمزيد من تجرؤ المعتدين على ان ينتهكوا سيادة لبنان. ما قدمته المقاومة وما قدمه الشعب وما قدمه الجيش لطرد الارهابيين من جرود رأس بعلبك والقاع ولا أريد ان أتحدث عما قدمته المقاومة فيما مضى ضد العدو الاسرائيلي، لكن كل ما قدموه لا يتناسب على الاطلاق مع ما تقدمه الدولة من استجابة لمتطلبات حياة كريمة عزيزة لشعبنا، لمتطلبات التنمية في قرانا وبلداتنا ، لتحسين الادارة في دولتنا ، لترسيم سياسة داخلية اجتماعية اقتصادية منتجة توفر فرص عمل لخريجينا”.
وتابع: “سنويا نخرج ما يقرب من 17 الف طالب جامعي، وفرص العمل التي يستطيع القطاع العام والقطاع الخاص ان يوفرها ويشغلها هي فقط 3 الاف فرصة عمل. ان لم تقم الدولة بمسؤولياتها لبناء مؤسسات منتجة في كل المجالات والقطاعات تكون تساهم عن قصد او عن غير قصد اما في تهجير عقول الخريجين او دفعهم للعمل في غير اختصاصاتهم ليستثمر الغرب تلك العقول والادمغة ويمنعوها من العودة الى وطنها لبنان. هذه مسألة ينبغي ان توليها الدولة عنايتها واهتمامها حتى يكون الجهد الذي تبذله لانصاف الناس واعطائهم حقوقهم من موظفين ومعلمين وعسكريين”.
وقال: “ونحن نشارك يحمر بتكريم طلابها الناجحين نشعر ان المسؤولية الشرعية تدفعنا للتفكير بمستقبل هؤلاء ، بفرص العمل لهؤلاء بتأمين فرص العمل المنتج الذي يؤهل مجتمعنا لكي يبذل طاقاته وابداعته ويستطيع تسويق تلك الطاقات والابداعات بما يحقق تقدما ورقيا في كل مجالات مجتمعنا ، من هنا نحن نفكر وخصوصا بعد ان ننهي احتفالاتنا بعيد التحرير الثاني الذي صار موعده قريبا جدا ، وبعد ان تكون قد تحققت اهداف المواجهة في الجرود لاستعادة الارض ولكشف مصير العسكريين المخطوفين وتأمين الحدود بين لبنان وسوريا من الارهابيين المحتملين ، بعد ان ننجز هذه الاهداف وننهي احتفالاتنا بعيد التحرير الثاني ، نحن ننكب على تخطيط شامل لادارة المؤسسات المنتجة والقطاعات المنتجة في هذا البلد من اجل ان نوظف العبقريات والابداعات والجهود الانتاجية حتى يستطيع أهلنا جميعا ان يستثمروها وان يدلوا بدلوهم من اجل المساعدة والمشاركة للنهوض بدولتنا على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها”.
وختم رعد: “بعد إقرار سلسلة الرتب والرواتب ثمة بعض الثغرات والالتباسات صدرت في القانون، نحن منفتحون على معالجتها دون ان نطال بنية السلسلة. نحن نذهب الى تصويب ما تم تجاهله ولسنا ذاهبين الى انقاص ما تم اقراره في تلك السلسلة وندعو اهلنا الى مواكبتنا ليكون قرارنا في هذا الاتجاه قرارا صحيحا وصائبا، والشكر لمن وفر وأعد لهذا الاحتفال من المجلس البلدي والمجتمع الاهلي والطلاب الناجحين وذويهم ومعلميهم ومدارسهم”.