يواصل الجيش اللبناني توجيه ضرباته لتنظيم “داعش” الارهابي في الجرود اللبنانية المحتلة في بلدات رأس بعلبك والقاع والفاكهة، في عملية تتكامل مع تحرير المقاومة الاسلامية لجرود بلدة عرسال واخراج من تبقى من مسلحين بعد قتل اعداد كبيرة منهم.
ودون إعلان ساعة الصفر لانطلاق العملية العسكرية وفي أسلوب مميز تتبعه قيادة الجيش، تعمل وحداتها على قضم الجرود وتكبيد عناصر تنظيم “داعش” خسائر كبيرة في تناغم واضح بين قطاعات وأفواج الجيش المختلفة، كما ان قوى الجيش عملت خلال الأيام الماضية على تحصين وتعزيز مواقعها في جرود عرسال منعا لأي تسلل للارهابيين.
وتحظى عمليات الجيش بمواكبة سياسية وإعلامية وشعبية لبنانية عارمة، ما يؤكد الالتفاف الكبير خلف الجيش في مكافحته للارهاب، كما اكدت مصادر اعلامية ان قائد الجيش العماد جوزيف عون زار مؤخرا غرفة العمليات في رأس بعلبك بعدما تفقد عددا من المراكز واجتمع بالقادة الميدانيين لبحث العملية العسكرية في الجرود الشرقية.
التنسيق والتعاون.. أمر واقع
وبموازاة هذه التقدم الكبير للجيش على الأرض تبرز العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري على الجانب الآخر من الحدود والتي تساهم بشكل كبير بمنع تسرب الارهابيين والسلاح من والى لبنان، وهذا ما يبرز اهمية التنسيق بين الجيشين بما تحتمه طبيعة المعركة، بالاضافة الى اهمية وقوف المقاومة خلف الجيش في هذه المعركة، كما اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته المتلفزة حول “مرحلة ما بعد تحرير الجرود” يوم 4-8-2017 حيث قال “نحن بخدمة الجيش اللبناني وبقيادة الجيش اللبناني وبتصرف الجيش اللبناني شو بدكم نحن جاهزين.. ماذا تريدون نحن معكم ونحن بجنبكم وبتصرفكم”.
والجدير ذكره هنا ما سبق ان اعلنته بعض الجهات السياسية اللبنانية عن حصول الجيش اللبناني على مساعدات عسكرية أميركية بالتزامن مع قرب انطلاق العملية العسكرية في الجرود، وكأن البعض يحاول الايحاء ان الاميركيين يدعمون الجيش في حربه ضد الارهاب، مع التأكيد ان ما يتم تقديمه للجيش من بعض الآليات او الذخائر لا تفيد كثيرا باستئصال الارهاب التكفيري الذي أثبتت التجربة ان الاميركيين يحاولون الاستفادة من وجوده في مختلف الساحات، واكبر دليل على ذلك القيادة الاميركية لما يسمى “التحالف الدولي لمحاربة داعش” وحجم ما أنجزه هذا التحالف في العراق او سوريا نسبة لما تنجزه الجيوش والقوى المحلية وكل محور المقاومة، فالطائرات الاميركية او طائرات التحالف ساهمت بتعطيل تحرير المناطق العراقية والسورية اكثر مما ساهمت بعملية التحرير.
الاميركي يحاول “ركوب الموجة”
وما يحاول الاميركي فعله اليوم في لبنان هو “ركوب الموجة” واستخدام بعض المنابر السياسية والاعلامية للظهور بمظهر الداعم للجيش اللبناني في حربه ضد الارهاب، ولكن يجب التنبه ان هذه “البروباغندا” الاعلامية لن تفيد الاميركيين بشيء لان الوعي اللبناني بات اكبر من خداعه ببضعة آليات وعدة صناديق ذخيرة، والشعب في لبنان ادرك خلال الفترة الماضية ولمس بالدليل الحي من الذي ضحى وقدم الشهداء وذهب لتحرير الارض ومن الذي يقف اليوم في جرود السلسلة الشرقية للدفاع عن لبنان كل لبنان، ومنذ انطلاق معركة تحرير جرود عرسال عادت معادلة الجيش والشعب والمقاومة لتؤكد انها “المعادلة الحامية” للبنان، مهما حاول البعض التشويش او استخدام سياسة الإلهاء ولفت النظر عبر اختراع بعض المعارك السياسية الوهمية الهادفة لتشتيت الانظار عن الانتصارات والانجازات التي تسجل في معارك الجرود.
واللافت هنا ان من يسعى للتصويب على دور المقاومة ويطرح مسائل على انها خلافية كقضية زيارة الوزراء الى سوريا او التنسيق بين الجيشين السوري واللبناني وغيرها من الامور، لم نسمع له اي صوت عندما اكتشفت المقاومة قبل أيام جهاز التنصت الاسرائيلي في احد مرتفعات جبل الباروك في منطقة الشوف، هذا ما يطرح الكثير من التساؤلات حول الدور الذي يؤديه البعض في الاضرار بالمصلحة الوطنية سواء أدرك هذا البعض ذلك أو لم يدرك.
الأكيد ان المعركة اليوم في جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة كما بالامس في جرود عرسال تحكي عن نفسها والانجازات التي تحققها سواعد أبطال الجيش اللبناني تخبرنا ماذا يجري واي تقدم يسجل هناك، وبعد ذلك لا تحتاج هذه العمليات الى إطلاق مواعيد حول بدئها او نهايتها، فاليوم النصر يحكي عن النصر والانجاز يشير الى الانجاز، فهذا زمن الانتصارات اللبنانية بمواجهة كل الاعداء.
المصدر: موقع المنار