قالت منظمة الأغذية والزراعة «فاو» وبرنامج الغذاء العالمي التابعان للأمم المتحدة أمس الثلاثاء ان محصول القمح السوري ارتفع إلى 1.8 مليون طن في 2017 بزيادة 12 في المئة عن المستوى المتدني للعام الماضي، لكنه يظل أقل من نصف مستويات إنتاج ما قبل الحرب.
وتتوقع وزارة الزراعة السورية إنتاج مليوني طن من القمح في موسم 2017. وقال مسؤولون وتجار ومزارعون في وقت سابق إن الرقم مبالغ فيه جدا.
كانت سوريا تنتج أربعة ملايين طن قمحا في السنوات التي تحقق فيها محصولا جيدا، وكانت تستطيع تصدير 1.25 مليون طن. لكن تراجع الإنتاج أجبر حكومة الرئيس بشار الأسد على استيراد القمح.
وقالت المنظمتان في أحدث تقييم لهما ان المحصول تحسن بفضل زيادة الأمطار، وتحسن إمكانية الوصول للأراضي الزراعية.
وجاء في تقرير صادر عن المنظمتين «لا تزال العقبات الرئيسية هي ارتفاع التكلفة أو عدم توافر مسلتزمات الزراعة من بذور وأسمدة وتدمير البنية التحتية».
وانخفض محصول القمح السوري إلى أقل مستوى في 27 عاما في 2016، ونزل وفقا لبعض التقديرات إلى 1.3 مليون طن مع تدهور القطاع الزراعي بسبب القتال وقلة الأمطار.
وقالت المنظمتان إن محصول العام الحالي سيزيد 12 في المئة دون ذكر أرقام للمقارنة بالعام الماضي.
ورغم زيادة الإنتاج لم تتضح كمية المحصول الذي يمكن أن تشتريه الحكومة.
وتشتري المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب في سوريا «حبوب» المحصول المحلي لصالح الحكومة. وقال مصدر حكومي أنها اشترت حتى الآن نحو 250 ألف طن فقط.
وصرح أدم ياو ممثل «الفاو» في في محادثة هاتفية من دمشق «نحتاج لتقييم وتقدير الكمية التي ستستطيع (الحكومة) أن تشتريها لأن الاتجاه العام هو التجارة عبر الحدود». وأضاف ان جزءا من القمح الذي ينتج في الحسكة على سبيل المثال يذهب للعراق وتركيا المجاورتين.
وكان جزء كبير من المناطق الزراعية في سوريا في الشمال تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ عام 2014 حين اجتاح التنظيم المنطقة.
ورغم أن قوات تدعمهاالولايات المتحدة طردت التنظيم من أراض كان يسيطر عليها في الأسابيع الأخيرة، لكن المسلحين دمروا البنية التحتية الزراعية في المنطقة اثناء تقهقرهم.
وقال التقرير «في الرقة دُمرت المتاجر وقفزت تكلفة سلة الغذاء القياسية 42 في المئة في الفترة بين مايو (أيار) ويونيو (حزيران) هذا العام.»
ويقدر التقرير أن 6.9 مليون سوري ما زالوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويرجح أن ينضم إليهم 5.6 مليون آخرين في حالة غياب المساعدات الغذائية المنتظمة التي يتلقونها كل شهر.
وجاء في التقرير «تحسن وصول منظمات الإغاثة الإنسانية لبعض المناطق المحاصرة مقارنة بالعام الماضي، ولكنه لا يزال مقيدا إلى حد بعيد في دير الزور حيث يستمر إسقاط المواد الغذائية وإمدادات أخرى جوا لإنقاذ الأرواح، وفي الرقة أصبح الوضع خطيرا بسبب استمرار القتال».
المصدر: رويترز