حلل الجيولوجيون وعلماء المناخ التاريخ المناخي في منطقة الشرق الأوسط خلال الـ130 ألف سنة الماضية، وخلصوا إلى أن موجة الجفاف الحالية ستستمر لحوالي 10 آلاف سنة أخرى، وفقا لبحث نشر في المجلة العلمية ” Journal of Quaternary Science”.
وقال الباحث، سيفاج ميتريان، من جامعة ميامي (الولايات المتحدة الأمريكية) إن “حكومات الشرق الأوسط تؤمن بأن المناخ الحالي طفرة مناخية مؤقتة، وأن المياه سوف تعود إلى المنطقة في المستقبل القريب. ولكن أبحاثنا تشير إلى عكس ذلك، وأنه في المستقبل سوف ينخفض مستوى هطول الأمطار والعواصف الرعدية التي تعد المصدر الرئيسي للمياه في المنطقة في انخفاض مستمر”.
العديد من علماء المناخ والمؤرخون يحاولون فهم كيفية التقلبات المناخية في فترات تاريخية سابقة، وحتى في العقود القليلة الماضية استطاعت أن تؤثر على مسار التاريخ. فعلى سبيل المثال، فقد وجد أن موجة البرد في القرن السابع قد سببت وباء الطاعون في الإمبراطورية البيزنطية ووضعت أساس القوة للخلافة العربية، وفي الثلث الأول من القرن الثالث عشر ألزمت المغول بوقف الهجوم على أوروبا.
ويعتقد بعض العلماء أن الحدث الأخير من هذا النوع هو “الربيع العربي” والحرب في الشرق الأوسط الناجمة عن بدء الجفاف في عام 2009 الذي أثر على المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى.
ومن المفترض أن هذه التغيرات المناخية متصلة بالتغيرات في طبيعة الحركة المدارية للأرض، أو التقلبات طويلة الأجل في حركة التيارات البحرية، مما يؤدي إلى تغير المناخ خلال بضعة آلاف من السنين بين الأوضاع الرطب نسبيا والبارد والدافئ والجاف.
واليوم تظهر دراسات ميتريان وزملائه، أن منطقة الشرق الأوسط في مرحلة الجفاف والتي سوف تستغرق حوالي 10 آلاف سنة. ولذلك لا يجب علينا انتظار أن المشاكل مع المياه سوف تحل في السنوات القليلة القادمة من تلقاء نفسها.
المصدر: سبوتنيك