لفت رئيس الجمهورية اللبنانية السابق العماد اميل لحود ان لبنان لم يخرج عن الإجماع العربي بل هم العرب من خرجوا عن هذا الإجماع وهم يعملون للإجماع الاسرائيلي رافضا الاتهامات بحق وزير الخارجية جبران باسيل في هذا الإطار، وعازيا سبب تصعيد السعودية في لبنان اليوم الى خسارتها في سوريا.
واشار الرئيس لحود في حديث عبر قناة المنار الى ان السعودية ارادت ان توصل رسالة للبنانيين بان من دونها لا يوجد لبنان، معتبرا انه عندما يكون هناك هجوم على لبنان يجب ان ندافع عن انفسنا لا ان ننأى بانفسنا، مبديا قناعته أن بعد تجربته الممتدة لــ 18 سنة ، أساس المشكلة في المنطقة هي اسرائيل ، التي تقوم بالمؤامرة وتسوقها لها الولايات المتحدة في دول الخليج، لتسير بها هذه الدول وتنفذها بواسطة داعش كما يحصل اليوم، فالمخطط اسرائيلي والمنفذ بعض الدول الإقليمية بمساعدة واشنطن التي تتأثر سياساتها الخارجية بضغط اللوبي الصهيوني، مشيرا الى ان اميركا ارادت ان تزيح الرئيس السوري بشار الاسد لانه وقف الى جانب المقاومة وبوجه اسرائيل، وهذه الوقفة انقذت لبنان وخاصة المسحيين الذين تتم إبادتهم في المنطقة على يد داعش والجماعات الارهابية الأخرى.
وأشار الى ان اول الخاسرين في سوريا هي اسرائيل التي تحاول التعويض عن هزيمتها بإثارة الفتن في لبنان، وسأل الرئيس لحود في هذا السياق ان لماذا يوقفون المساعدات عن الجيش الذي يحارب الجماعات الارهابية في حال صح ما تدعيه المملكة السعودية بأنها هي تحارب داعش، مؤكدا ان هذه الجماعات الارهابية مدعومة من الدول التي أوقفت المساعدات للجيش، واعتبر ان العريضة التي يوقعها اليوم تيار المستقبل لشكر السعودية شبيهة بعريضة “فل” التي حاولوا بواسطتها إجباري على الرحيل من قصر بعبدا، مشددا عىلى ان السعودية مربكة اليوم ولذلك تتصرف بهذا اللامنطق في لبنان في حين ان السياسيين في لبنان الذين يسيرون بالمشروع السعودي الفتنوي ، تخصص لهم معاشات شهرية من المملكة، في حين أن المساعدات التي تقدمها السعودية وتطلب من اللبنانيين شكرها عليها فهي تذهب للزعماء وليس للشعب الفقير في الشمال وعكار وغيرها من المناطق الفقيرة، وتطرق الى عودة الحريري الى لبنان مشيرا الى ان هدفه شد عصب جمهوره .
وشدد الرئيس لحود على اننا استطعنا تحرير الارض لان كرامتنا عزيزة علينا ولو فعلنا كما فعل فريق 14 اذار مع السعودية بعد اعلانها وقف الهبات للجيش اللبناني لما كنا استطعنا ان نحرر البلاد، اما الخطر الأكبر فيأتي من النازحين الذين يستخدمونهم كورقة للضغط على لبنان ويحاولون تفجير الوضع بواسطتهم.
وطمأن لحود ان لا خوف من استقالة الحكومة ، لافتا الى ان رئيس الحكومة تمام سلام رجل صالح ولكن يريدون ان يدخلوه في “المعمعة”، متسائلا:”اذا حدثت استقالة سلام من الحكومة هل سيخرب لبنان؟، قائلا:” لو استطاعوا ان يخربوا البلد لكانوا فعلوا ذلك منذ وقت طويل”. اما الضغط على المقاومة بواسطة اللبنانيين في الخارج ولقمة عيشهم فلن ينفع أكد لحود، لأن كرامتنا قبل لقمة عيشنا مطمئنا الى ان اقتصادنا بألف خير ولا خوف على الليرة بوجود حاكم لمصرف لبنان كفوء كرياض سلامة، والتهويل الاقتصادي مجرد تهويل لن يؤثر على اقتصادنا القوي.
ورأى ان السعودية وتركيا تحاولان استغلال بدء نهاية ولاية أوباما لتمرير مشاريعهم في المنطقة، اما الاعتذار من السعودية فأكد لحود ان اللبنانيين لم يخطئوا ليعتذروا من أحد، فنحن لسنا عبيد، واعتبر ان لبنان لا يحتاج الى فحص دم لإثبات عروبته فهو الدولة العربية الوحيدة والأصغر من بين هذه الدول التي انتصرت على اسرائيل، اما الهجوم على لبنان بسبب وجود حزب الله في سوريا فاعتبر لحود انه ضروري للدفاع عن لبنان، ولفت في سياق آخرالى ان قانون الانتخاب مهم جدا وقد حذرت حلفائنا دائما من ضرورة ايجاد قانون انتخاب جديد، معتبرا ان اساس مشكلتنا المذهبية تكمن في قانون الانتخاب، ولكن بعض الأفرقاء يخسرون بالقانون غير الأكثري ولذلك يعرقلون إقراره، معتبرا ان قانون الانتخابات النيابية أهم من الرئاسة فأساس النظام السياسي هو مجلس النواب والنسبية تؤدي الى حل مشكلة لبنان المتمثلة بالطائفية، وهذا النظام الطائفي يؤدي ال شلل عمل الدولة وأصغر المشاريع كملف النفايات لا يمكن حله في هذا النظام، اما السياسيون عندنا فهناك مطبخ واحد يسيرهم ويملي عليهم مواقفهم كسعد الحريري وسمير جعجع وحلفاءهم.
ورأى الرئيس لحود ان السياسيين من الفريق الآخر ليسوا سياديين ومثال على ذلك ما فعله يوما الراحل رفيق الحريري الذي اشتكى أمام الرئيس السوري بشار الأسد على طريقة معاملتي له بحسب ادعاء الحريري، وبوجودي آنذاك في الجلسة، فما كان مني ان نهرته وقلت له: “صحيح يا رفيق ان السوريين أخوة لنا ولكن لا يجوز ان ننشر غسيلنا الوسخ امام العالم”، وقد وافقني الرئيس الأسد بذلك، الرئيس لحود أعاد التذكير بأنه لا هو وفريقه ولا السوريين كان لهم مصلحة بقتل رفيق الحريري الذي اتهمونا به، فهو كان في خطنا ووافق على التمديد ، وعرض لحود لمسار الأحداث منذ القمة العربية في العام 2002 التي انعقدت في بيروت، وكيف افشل مشروع اسرائيل في توطين الفلسطيين في لبنان حينما اعترضنا على عدم إدراج حق العودة في المبادرة العربية للسلام، والدستور اللبناني لا يسمح بالأساس بتوطين الفلسطينيين، وكذلك القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة الذي ينص على حق العودة داعيا الى تطبيقه، اما وفود الخمس دول العربية التي قاطعت القمة آنذاك بسبب إصرار لبنان على ادراج حق العودة في بنود المبادرة، فرأى الرئيس لحود انها هي نفسها اليوم تتآمر على سوريا ولبنان، كاشفا تدخل الأميركيين آنذاك بواسطة ممثلهم كولن باول لإفشال جهود لبنان في هذا السياق، وباول كان على اتصال مباشر مع اسرائيل، إلا اننا اصرينا على إدراج بند حق العودة ونجحنا.
واشار الى ان الجيش اللبناني وطني ولكن للاسف “لجموه” في العهد السابق ولم يسمحوا له بالعمل وفعل ما كان يجب فعله، مستذكرا مرحلة ما بعد احتلال العراق ومحاولة ضغط الولايات المتحدة على لبنان بواسطة ممثلها كولن باول كاشفا ان الأخير طلب منه ان يتخلص من المقاومة وان يرسل الجيش الى الجنوب كحرس حدود لإسرائيل وان يطلب من سوريا ان تنسحب من لبنان وأن يسير لبنان بالديمقراطية التي بدأت في الشرق الأوسط على حد تعبير باول، ولكنني رفضت ان أذعن للمطالب الأميركية، اما القرار 1701 الذي وضع بعد حرب تموز كان يهدف الى ان يصطدم الجيش بالمقاومة التي حررت لبنان وحمته في وجه الاسرائيلي.
وختم لحود مقابلته بتوجيه كلمة الى اللبنانيين ان ليس هناك اقوى من الانسان الذي لا يطلب شيئا لنفسه، ورسالتي الى الشعب اللبناني ان كما كنتم تظنون ان اسرائيل يستحيل ان تهزم إلا ان المقاومة حققت ذلك وانتصرت على اسرائيل ونحن اليوم بجيشنا ومقاومتنا أقوى من قبل ونهزم دولا تتآمر على لبنان وسوريا، فللبنانيين اقول: “لا خوف على لبنان بوجود المقاومة”.
المصدر: قناة المنار