نظم الحزب السوري القومي الاجتماعي منفذية الغرب لقاء حواريا مع السفير الروسي الكسندر زاسبيكين بعنوان “البعد الاستراتيجي للدور الروسي في الازمة السورية”، في قاعة الرابطة الثقافية الرياضية في بلدة بيصور.
وتحدث السفير الروسي عن “لقاء الرئيس بوتين مع الشعب الروسي، هذا اللقاء السنوي والتحضير لهذا اللقاء يستمر عشرة ايام تقريبا حيث تم تسجيل مليوني سؤال الى الرئيس، والاغلبية الساحقة لهذه الاسئلة كانت تتعلق بالاوضاع الداخلية في سوريا، الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية والافق للتطور الاقتصادي في روسيا، وكان جواب الرئيس بوتين ايجابيا على هذه الاسئلة والاشارة الى بداية النمو الاقتصادي خلال الفترة الاخيرة رغم الظروف المعروفة والصعبة نتيجة انخفاض اسعار المشتقات النفطية وما يسمى العقوبات، لكن نحن من جانب آخر تعودنا هذه الحالة في عهد الاتحاد السوفياتي والآن في عهد روسيا، وهذا ربما نتيجة النهج السياسي المستقل الذي تمارسه روسيا خلال 17 السنة الاخيرة بقيادة الرئيس بوتين، وهناك إجماع وطني روسي قائم بالنسبة للنهج الخارجي”.
وقال: “نطرح خلال كل هذه الفترة أجندة بناءة، ودائما ندعو الى الشراكة ونتخذ الاجراءات لذلك. نبادر في الاشياء الكثيرة بالنسبة لتطوير التعاون بين الدول خاصة مع الدول الغربية، ولدينا علاقات تاريخية مع الدول الاوروبية كما أننا نريد التعامل البناء مع أميركا. الغرب يشعر انه يريد الاستمرار في سياسة التوسع وخلال الربع القرن الأخير توسع في كل المجالات الجغرافية ويشمل هذا المجال الاورو الاطلسي والشرق الاوسط والاماكن الاخرى ونحن نشاهد هذا التوسع بالاشكال المتنوعة وبمجمل الاحداث خلال الفترة الاخيرة. يعتبر الغرب ولا يزال روسيا كالجانب الذي واجه هذه التطلعات الغربية نحو الهيمنة كطرف أساسي وقف في وجه هذا نتيجة لان روسيا في مجلس الأمن”.
أضاف: “لدينا القدرات العسكرية والسمعة الأساسية على الصعيد الدولي، ومن هذا المنطلق نرى اليوم هجمة ضد روسيا أشمل مما كانت في عهد الاتحاد السوفياتي. نتطلع الى الشرق الأوسط حيث كانت الصعوبات العربية خلال السنوات الاخيرة تقريبا بالاسلوب عينه الذي كان بالنسبة للاتحاد السوفياتي وبعد ذلك يوغوسلافيا. هذه المحاولات لاستخدام الاوضاع الداخلية لتدخل الخارج وخلق المشاكل وزرع الفتن لمصلحة الهيمنة الخارجية على هذه الدول، وتعرفون تطور الاحداث في الشرق الاوسط خلال هذه السنوات وكيف نحن وصلنا الى المواجهة والصدام في سوريا، ومنذ اليوم الاول للاحداث في الشرق الاوسط كانت وجهة النظر الروسية انه يجب ايجاد الحلول عبر الحوار الوطني في كل دولة دون التدخل الخارجي ووقفنا بحزم فيما يخص سوريا بشكل خاص ولا نزال على الموقف عينه خلال كل هذه السنوات، وقد استطعنا ان نساهم في انقاذ وحدة الدولة السورية وانتقلنا الى الفكرة وتطبيقها في وقف الاعمال العدائية والتأسيس لمسار استانة والآن نحاول تطبيق فكرة تخفيف التوتر في المناطق، وفي الوقت عينه نواصل تنفيذ المهمة السياسية وهي تحرير الاراضي السورية من الارهابيين والقضاء على الارهاب ونحن كما تعرفون في هذا المجال نتعاون مع الجميع”.
وتابع: “المعروف ان الرئيس بوتين طرح مبادرة تشكيل التحالف الواسع المعادي للارهاب. منذ الاول لدينا ولا تزال تساؤلات بالنسبة للمعنى الحقيقي للتصرفات الاميركية والاطراف المتعاونة معها في الاراضي السورية وهل هذه التصرفات رامية الى مكافحة الارهاب او هناك أهداف اخرى وخلفيات، والواضح ان محاولات منع تقدم الجيش السوري وحلفائه يدل على ماهية الأهداف. لا أستطيع الحديث بالتفاصيل عن الامور الميدانية لكن من حيث المبدأ، نعتبر كل التصرفات خارج التنسيق مع السلطات السورية غير شرعي. نحن عندما ندعو الى تشكيل التحالف ننطلق من مبدأ الشيء الاجباري لكل الدول والاطراف ان تفهم خطورة الارهاب، وانطلاقا من هذا يجب تجنب الاعتبارات الاخرى للخلافات والمنافسة الاقليمية، ولكن ما يحدث شيء معاكس”.
وقال: “ليس هناك اي نتائج ايجابية من اللقاءت المحتملة بين الجانب الروسي والادارة الاميركية الجديدة، لذلك استراتيجيا هذا الموضوع مفتوح وبدون تكهنات واضحة للمرحلة المقبلة، ونحن طبعا سوف نواصل التعاون في اطار بريكس وشانغاي مع دول مثل الصين والهند، وفي ما يخص سوريا، طبعا مع النظام السوري وجيشه والسلطات الرسمية وكل الحلفاء للنظام السوري. أما مسار استانة فسيبقى ونتمنى ان يكون هناك تعاون للاطراف الثلاثة الضامنة وان يكون هناك انضمام للاطراف الاخرى، وهذا مهم جدا بالنسبة لاهداف الحل في سوريا ومنطقة الشرق الاوسط. وكما وقفنا منذ البدء وساعدنا في الحفاظ على وحدة الدولة السورية سوف نواصل هذا النهج ونرفض اعادة رسم الخطوط في هذه المنطقة”.
أضاف: “نقف ضد محاولات تشكيل الكانتونات الطائفية، ونرحب بالديموقراطية ونعمل لتعميق مفاهيمها وتطبيقها في العالم”.