رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة أن القمة التي دعت إليها السعودية حوالى 20 دولة عربية واسلامية برعاية الرئيس الأمريكي بعد أيام في الرياض هي بالتأكيد ليست من أجل الإنتصار لفلسطين ولا لأجل دعم مطالب الأسرى الفلسطينيين الذين مضى على معركتهم، معركة الحرية والكرامة، أكثر من شهر، ولا للبحث في كيفية القضاء على الارهاب والجماعات الارهابية التي صنعوها ومولوها ودعموها بكل الوسائل، وإنما من أجل دعم سياسات الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل بمواجهة ايران وسوريا والمقاومة وتحديد نفوذهم في المنطقة، والاستقواء بالأمريكي في المواجهة الدائرة بين محور المقاومة وبين محور الاستسلام في العراق وسوريا، وحماية العرش السعودي المهزوز، وضمان استمرار سلالة آل سعود في الحكم، وتمكين محمد بن سلمان على مواجهة خصومه الداخليين لتتويجه ملكاً على السعودية بعد أبيه، والتأكيد على مرجعية ومحورية النظام السعودي في العالمين العربي والإسلامي .. مؤكدا أن هذه هي الأهداف التي يسعى ورائها الأمريكي والسعودي من خلال هذا الإصطفاف.
وقال سماحته : إن كل ما يهم الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي بالتحديد هو استكمال سياسة الابتزاز المالي والاستيلاء على مئات مليارات الدولارات من السعودية مقابل الحماية التي يقدمها لآل سعود ولأنظمة الخليج، مضيفاً أن الولايات المتحدة امتصت منذ شهرين من السعودية مائتي مليار دولار كاستثمارات في البنية التحتية ويتم الحديث الآن عن ثلاثمائة مليار دولار جديدة ، مئة مليار لشراء أسلحة لقتل المزيد من الشعب اليمني، ومائتي مليار كاستثمارات اضافية في أميركا، اضافة الى اتفاقات مع الإمارات العربية المتحدة بقيمة 150 مليار دولار مما يعني دخول حوالى 550 مليار دولار إلى المالية الأمريكية… فماذا يريد الرئيس الأمريكي أفضل من هذا ؟ وهو الذي بات يجاهر علناً بأنه يتعامل مع السعودية وأنظمة الخليج ويقدم لهم الحماية مقابل المال؟!!
وشدد على أن كل هذا الإصطفاف والحشد والاستقواء بالأمريكي لن يجديهم نفعاً… فأنتم والامريكي ومعكم كل العالم أصبح لكم ست سنوات تتآمرون على سوريا وتحاولون إسقاط النظام فيها ودمرتم هذا البلد، وفشلتم، واليوم وفي المستقبل ستفشلون أيضاً، بينما محور المقاومة ينتقل من نجاح الى آخر ومن إنجاز الى آخر في العراق وفي سوريا، وهو يزداد قوة وثباتاً وعزماً على مواصلة المعركة حتى القضاء على الإرهاب في هذه المنطقة، مؤكداً: أن محور المقاومة لن يقف موقف المتفرج وهو يمتلك من نقاط القوة ما يجعله قادراً على مواجهة المخططات والأدوات الارهابية في المنطقة.
وفي الشأن الداخلي اعتبر الشيخ دعموش أن اللبنانيين لا ينبغي أن ييأسوا من إمكانية التوصل إلى تفاهم حول قانون الانتخاب، فالتوصل إلى توافق لا يزال ممكناً إذا توافرت الارادة السياسية وأصبحت القوى السياسية أكثر واقعية وتفهماً لهواجس بعضها البعض، مشددا على أن الإستقرار في البلد هو الأساس بالنسبة الى حزب الله، خصوصاً في ظل ما يجري في المنطقة من حروب وأزمات وتحديات وما يحيط بنا من أخطار، مؤكدا على أنه لا يجوز أن نصل الى الفراغ، لأن الفراغ يحطم كل الآمال والأحلام التي يحملها اللبنانيون.
المصدر: بريد الموقع