اكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة ان “البلد بأسره على شفا مهوار كبير، فيما أهل السياسة غارقون في ترسيم الدوائر الانتخابية، واحتساب المقاعد، مدفوعون بحالة من فقدان الوعي وانعدام المسؤولية الوطنية، من خلال إصرارهم على البقاء في دائرة الاقتسام وتحقيق المكاسب، على حساب مصير الوطن، واستقرار ناسه أمنيا وحياتيا واجتماعيا”.
واعتبر “أن ما يدور من كولسات حول صيغة انتخابية جديدة تحقق صحة التمثيل، ما هي إلا خداع بخداع للبنانيين، فالقديم سيبقى على قدمه، ولو تبدلت بعض الوجوه، والمنهجية هي هي ولو تغيّرت بعض العناوين.”
واعتبر ان “على من يفكر ببناء دولة بمعانيها الوطنية والقيمية والكفاءاتية، عليه أن ينزع من فكره وقاموسه هذه الثقافة المتخلفة، وينطلق نحو وطن الإنسان ودولة القانون، عبر قانون انتخابي عصري وحديث، يتشارك فيه الجميع، ويحفظ حقوق الجميع، وإلا فليكفوا البحث في هرطقات التأهيلي والنسبية وكل أخواتهما من التفصيلات والمقاسات الممسطرة، ولإجراء الانتخابات وفق القانون الحالي، منعا من الوصول إلى الفراغ المدمر، والدخول في متاهات المجهول الذي لا قدرة للبنان واللبنانيين على تحمله ومواجهته، في ظل ضائقة معيشية واجتماعية وأمنية، ويد عاملة غير لبنانية تكاد تحتكر أسواقنا، وسط رهانات البعض على تحويل النزوح إلى شراكة اجتماعية، تغرق لبنان وتهدده بالسقوط”.
وتوجه المفتي قبلان “لمن سيلتقون في الرياض برعاية أميركية “: “كنا نتمنى لو كانت هذه القمة قمة سعودية إيرانية مصرية عراقية سورية يمنية وغيرهم، تخرج بإعلان “حرمة الدم والوطن والعرض والفتن”، وتأكيد اتفاقات الأخوة والشراكة والمصير الواحد، ويتشاركون من أجل ناتو يحرر فلسطين ويصون المنطقة ويحفظ كرامة الأمة، لأن التاريخ علمنا أن اللاعبين الكبار يتعاملون مع شرقنا الأوسط كغابة حروب يجب أن تأكل الأخضر واليابس من أجل مصالحهم وسيطرتهم، فعسى أن تعود العرب للعرب، حتى لا تفنى العرب بحروبها ضد بعضها البعض”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام