نجح قراصنة انترنت و«هاكرز» محترفون في ابتكار طريقة جديدة للسطو على الأموال من الحسابات الشخصية في البنوك بواسطة أصحابها أنفسهم، حيث تمكنوا من ابتكار رسالة نصية خبيثة شبيهة تماماً بالرسائل التي تبعث بها البنوك لزبائنها على هواتفهم المحمولة، وبمجرد التعامل معها من قبل الضحية يتم السطو على أمواله من حسابه البنكي.
ويتوجب لنجاح عملية السطو والاحتيال أن يكون الضحية مستخدماً للخدمات المصرفية الالكترونية عبر هاتفه المحمول، كما يتوجب أن يقوم بالاتصال برقم هاتفي موجود في الرسالة، وهو ما يُعطي القراصنة إمكانية الدخول على هاتفه وبالتالي حسابه المصرفي، ليقوموا على الفور بالسطو على كامل المبلغ المتوفر في حسابه البنكي.
وتم اكتشاف الوسيلة الجديدة وتسجيل أولى حالات الاحتيال في بريطانيا، حيث أوردت جريدة «دايلي ميرور» البريطانية في تقرير أن امرأة بريطانية كان لديها في حسابها مبلغ 71 ألف جنيه إسترليني تعرضت لعملية النصب المتطورة، فيما رفض البنك الذي تتعامل معه التعامل مع شكواها على أنها عملية «احتيال».
ورفض طلبها لاستعادة أموالها، على اعتبار أن «الخطأ ليس خطؤهم»، حسب ما قالت الصحيفة.
ويقوم المحتالون بإرسال رسالة نصية لزبناء البنوك يقول عليها الخبراء إنه لا يمكن التفريق بينها وبين الأصلية، حيث تبدو وكأنها مرسلة من البنك.
وتقول الرسالة «إن حسابك يشهد نشاطا غير عادي حيث جرى استخدام بطاقتك في أحد المتاجر» وهو الأمر الذي يثير نوعا من القلق في نفوس الأشخاص، وبعدها تطلب منك الرسالة الاتصال برقم «منع الاحتيال».
وبعد الاتصال، تستمر المكالمة لمدة 30 دقيقة مع أحد المحتالين، ومباشرة بعد انتهاء المكالمة يجد الضحية أنه جرى استخراج كل الأموال من حسابه.
وأصبحت الهواتف المحمولة في العموم مراكز يمكن من خلالها التجسس على المستخدمين بسبب أن أغلب الناس بات يعتمد عليها في كل شؤون حياته اليومية.
ويبتكر قراصنة الانترنت والهواتف الذكية وسائل جديدة يومياً من أجل اختراق الأجهزة المحمولة التي أصبحت أكثر أهمية من أجهزة الكمبيوتر، في الوقت الذي أصبحت فيه الهواتف الذكية في متناول أيدي المخترقين بسبب أنها أصبحت على اتصال دائم على مدار الساعة بشبكة الانترنت التي تعتبر على الدوام غير آمنة، وتعتبر الأجهزة غير المتصلة بها الأكثر أمناً دوماً.
ويكتشف خبراء الاتصالات والانترنت مزيداً من برامج التجسس يومياً يتم من خلالها اختراق الهواتف المحمولة، حيث تمكن مجموعة من الخبراء مؤخراً من رصد أكثر من 100 تطبيق مختلف تعمل جميعها على التجسس واختراق الهواتف المحمولة.
وكان خبير الكمبيوتر والبرمجيات هارون مير قال لـ»القدس العربي» في وقت سابق إن الهواتف الذكية التي تعمل بنظام «أندرويد» تعتبر الأقل أماناً مقارنة بالأجهزة التي تعمل بنظام (iOS) مشيراً إلى أن عدد البرمجيات الضارة التي تتوافق مع نظام «أندرويد» العالمي أكبر بكثير، فضلاً عن أن النظام مفتوح ويضع قيوداً أقل على المبرمجين.
لكن مير يشير إلى أن «عملية التجسس والاختراق التي تستهدف أجهز الكمبيوتر أو الاتصالات لا يمكن أن تكون في أي حال من الأحوال آمنة بنسبة 100٪ وإنما يدور الحديث عن نظام أسهل من آخر، أو واحد أكثر تحصيناً من الآخر».
وحسب أحدث الدراسات التقنية التي أجريت على الهواتف الذكية فقد تمكن باحثون من اكتشاف ورصد أكثر من 100 تطبيق يتم تنصيبها على الهواتف المحمولة الذكية، وهي في الحقيقة ليست سوى وسائل للتجسس على المستخدمين وتحويلهم إلى ضحايا مفترضين لقراصنة لا أحد يعلم ما هي أهدافهم.
ووجد الخبراء أن العديد من تطبيقات البطاريات الخاصة بالهواتف الذكية يمكنها أن تسرب معلومات المستخدم إلى جهة ما، كما يمكن من خلال هذه التطبيقات تتبع المستخدم المستهدف وتحديد مكان تواجده بدقة.
وبموجب ما انتهت إليه الدراسة فان تتبع شخص ما أو تحديد مكانه والتجسس عليه لا يحتاج إلى تشغيل الخدمات التقليدية التي يعتقد الناس أنها تحدد مكان الشخص أو مكان الهاتف، مثل خدمات الـ»جي بي أس» أو الارتباط بشبكة «واي فاي» أو الاتصال بالانترنت اللاسلكي الذي يتيح لمزود الخدمة تحديد موقع المستخدم، وانما يمكن أن يتم الأمر وبكل بساطة بواسطة تطبيق يتم تثبيته على جهاز الضحية المراد رصدها.
وحسب الباحثين في جامعة «ستامفورد» في بنغلاديش والذين أجروا الدراسة فان أكثر من 100 تطبيق هاتفي جميعها تستخدم للعمل مع بطاريات الهاتف، لديها القدرة على تجميع حركات الشخص وتحديد تنقلاته وأماكن تواجده، وبالتالي يمكن استخدامها كأدوات تتبع لأي شخص مستهدف.
وإلى جانب التطبيقات المتعلقة بالبطاريات فقد أظهرت دراسات أخرى أن بعض التطبيقات التي تحول إضاءة الكاميرا (الفلاش) إلى إنارة تستخدم للرؤية ليلاً، ليست سوى برامج للتجسس على المستخدمين واختراق بياناتهم المخزنة على الهواتف المحمولة.
المصدر: القدس العربي