المخ البشري هو أكثر الأعضاء تعقيداً في جسم الإنسان. يعمل المخّ البشري بتركيبه الفريد كجهاز تخزين، يحفظ ذكريات الفرد الثمينة، ويمنحنا قدرة معرفية وافرة.
كما ينظِّمُ حركتنا البدنيَّة، بالإضافة إلى دوره في تكوين شخصياتنا، عبر دمج سنواتٍ من الوعي البشري، الذي يُكسِب الشخص العاطفة والحركة والانفعال.
1- المخ البشري هو الأكثر تطوراً: يُعدُّ مخ الإنسان من أعظم عجائب الطبيعة والخلق، وأكثرها تطوراً على الإطلاق. وينقسم إلى نصفين كرويين، نصف أيمن وآخر أيسر، يتحكم النصف الأيمن بالجزء الأيسر من جسم الإنسان، بينما يتحكم النصف الأيسر في الجزء الأيمن منه، ويعمل مخ الإنسان بشكلٍ أسرع من أسرع جهاز كمبيوتر في العالم، ويتكون من عدد هائل من الخلايا العصبية، يبلغ عددها 100 مليار خلية.
وتتكون كل خلية من “جسم الخلية”، الذي تتفرع منه تفرعات شجيرية ترتبط من خلالها فيما بينها، وبجانب “محور الخلية” الذي تُكوّن من خلاله وصلات عصبية مع الخلايا الأخرى المجاورة، وتنتقل عبره النبضات العصبية، التي تستقبل وترسل بواسطتها المعلومات والأوامر إلى خلايا الجسم المختلفة، وتنقسم هذه الخلايا العصبية حسب وظيفتها إلى خلايا حسية وأخرى حركية، وترسل أوامرها العصبية على هيئة إشارات كهربائية وكيميائية.
2- تتعدى سرعة الرسائل التي ترسلها الخلايا العصبية 150 ميلاً/ساعة: تتشارك كل خلية عصبية في الدماغ، بمتوسط 10 آلاف اتصال مع خلايا عصبية أخرى في المخ. وبشكلٍ مذهل يمكن أن تتجاوز سرعة الرسائل، التي تبعثها الخلايا العصبية، في الأجزاء المختلفة من الجسم، إلى الدماغ 150 ميلاً في الساعة، ومن المدهش أن تبلغ جميع الرسائل المرسلة، من قبل جميع الهواتف في العالم مجتمعة عدداً أقل من تلك التي ترسلها الخلايا العصبية في الدماغ الواحد، بين بعضها البعض!
3- تنمو الخلايا العصبية لدى الجنين بسرعة 250 ألف خلية جديدة/دقيقة: أثناء المراحل الأولى من الحمل، يصل معدل نمو الخلايا العصبية لدى الجنين داخل الرحم، إلى 250 ألف خلية عصبية جديدة كل دقيقة، وأول حاسة تتطور لدى الجنين داخل الرحم، من الحواس الخمس هي حاسة اللمس. مع ولادة الجنين تكون قد اكتملت لديه جميع الخلايا العصبية التي يحتاجها دماغه؛ ليؤدي وظائفه على النحو السليم.
4- المخ هو العضو الأكثر استهلاكاً للطاقة في جسدك: على الرغم من كون وزن الدماغ البشري، لا يتعدى الـ2% من وزن الجسم الكلي لدى الإنسان البالغ، إلا أن المخ يُعدّ العضو الأكثر استهلاكاً للطاقة في جسم الإنسان؛ حيث يستهلك أكثر من 20% من الطاقة الكلية للجسم البشري. يعتقد العلماء أن غالبية هذه الطاقة، تستخدمها الخلايا العصبية في إرسال النبضات الكهربائية، التي تستخدمها في الاتصال بين بعضها البعض.
5- يقوم دماغك بالأعمال الإبداعية بشكلٍ أفضل عندما تكون مُتعباً: قد يبدو الأمر غريباً للوهلة الأولى، لكنك إذا كنت تحاول القيام بعملٍ إبداعي، فسيسهل عليك الأمر أكثر عندما تكون مُتعباً. إذ تقل كفاءة دماغك إذا كنت مُرهقاً، في تذكر الاتصالات بين الأفكار الثابتة والمفاهيم القديمة، ويُعدّ هذا عاملاً مساعداً في خلق الأعمال الإبداعية؛ إذ تفتح لك أبواباً للتفكير في أفكار جديدة، والخروج بطرق وحلول مختلفة وتخزينها في نقاط وتكوين روابط جديدة بينها.
6- تُحسِّن القيلولة من أداء دماغك اليومي: جميعنا يعلم أهمية النوم بالنسبة للمخ، لكن ماذا عن القيلولة التي يأخذها البعض وسط النهار، اتضح أن هذه الفترات القصيرة من النوم، تعود على مخك بفائدة كبيرة؛ إذ وُجد أنها تُحسِّن من الذاكرة لدى أصحابها، حيث يساعد النوم في نقل الذكريات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى.
وعندما تبدأ في تعلم شيء ما، تُسجّل المعلومات الجديدة أولاً في الذاكرة قصيرة المدى، ومع استمرارك في إضافة معلومات جديدة، قد تضيع المعلومات القديمة التي اختزنت في البداية، تساعدك القيلولة في الحفاظ على الأشياء الجديدة، التي تعلمتها من النسيان أثناء عملية الاستذكار والتعلم المستمر، وتزيد من أداء دماغك يوماً تلو الآخر.
7- يُحدِث الحمل تغيرات بالمخ: أثناء الحمل لا يتغير جسد المرأة وحسب، بل تحدث تغيرات بالمخ أيضاً؛ إذ يعمل خلالها بشكلٍ مختلف. على سبيل المثال “منطقة اللوزة The amygdala”، إحدى المناطق المسؤولة عن الذاكرة وردود الفعل العاطفية بالمخ، تنمو في الحجم لدى السيدات عند الحمل، وتستمر في ذلك بعد الولادة. ويرجع ذلك إلى التحولات الهرمونية، التي تحدث داخل دماغ المرأة أثناء الحمل، بما في ذلك زيادة مستويات هرمون الأوكسيتوسين، الذي يقوم بعدة وظائف خلال الحمل، وأثناء الولادة، وما بعدها في فترة الرضاعة.
8- يُقلّص التوتر المزمن من حجم دماغك: أوضحت إحدى الدراسات، أن التعرض المستمر للضغوطات والشعور المزمن بالتوتر، يؤدي إلى اضطرابات عصبية تشبه التغيرات التي تحدث للمخ أثناء الشعور بالاكتئاب.
كما قد ينتج عنه اضطرابات في السلوك نتيجة الشعور بالقلق الدائم، من شأنها أن تضعف من قدرة التعلم. وكشفت دراسة أخرى أن استمرار الشعور بالقلق والتوتر، يؤدي إلى اختلال في الذاكرة، وتَقَلُّص حجم منطقة الحُصين “hippocampus” في الدماغ، المسؤولة عن تخزين الذاكرة طويلة المدى، التي تحتوي على المعارف والخبرات، والمعلومات القديمة، التي اكتسبها الإنسان طوال حياته.
9- 70% من المحاور العصبية تُفقد لدى البلوغ: يولد الإنسان بما يُقدَّر بنحو 200 مليون محور عصبي، تربط بين نصفي الدماغ الأيمن والأيسر. ووجد العلماء أن الإنسان يفقد منها حوالي 70% لدى وصوله مرحلة البلوغ. يبدأ فقدان هذه المحاور خلال فترة مبكرة من حياة الإنسان، مباشرةً بعد الولادة بمعدلٍ هائل يبلغ 50 محوراً في الثانية. ونستمر في فقد الكثير منها طوال فترة المراهقة كذلك، بمعدلٍ يصل إلى 5 محاور بالثانية.
10- تتباطأ سرعة المخ بعد سن الرابعة والعشرين: قام باحثون من جامعة سايمون فريزر في كندا، بتجربة على عدد 3 آلاف و305 من المتطوعين، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و44 عاماً. وطُلِب خلالها من المشاركين القيام ببعض المهام التي تشمل التركيز، والتنقل بين أداء مهام متعددة، وتحويل تركيزهم من أداء مهمة فورية، إلى قضاء مهمة طويلة الأجل.
وقام الباحثون بدراسة العلاقة بين الانخفاض في الأداء العقلي، والتقدم في السن، وتوصلوا من خلال مقارنة نتائج المشاركين إلى ظهور تباطؤ في مقياس السرعة المعرفية، بعد سن الرابعة والعشرين. وتبيَّن للباحثين أيضاً أنه في كل عامٍ يمر بعد عمر الـ24، تنخفض السرعة المعرفية للمخ بمقدار (1%).
المصدر: هافينغتون بوست