سعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للحصول على دعم أعضاء في الأجهزة الأمنية والكونغرس عن طريق مناشدتهم الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام تدحض الصلات المزعومة مع الرئيس الروسي.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست، السبت، نقلا عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر أسماءهم، أن عددا من النواب وكبار الموظفين قاموا، بناء على توجيهات من البيت الأبيض، بالاتصال بوسائل الإعلام لدحض أنباء عن اتصالات مزعومة بين أعضاء الحملة الانتخابية للرئيس ترامب وعملاء في المخابرات الروسية.
وجرى تنظيم هذه المكالمات من قبل البيت الأبيض بعد محاولات فاشلة من الإدارة لإقناع مكتب التحقيقات الفدرالي القيام بذلك.
ومع أن الصحيفة لم تذكر أسماء المسؤولين وأعضاء الكونغرس الذين تولوا الاتصال مع وسائل الإعلام، إلا أنها أكدت أن السيناتور ريتشارد بيرا ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ديفين نونيس، اعترفا بأن اتصالاتهما مع الصحفيين تمّت بناء على طلب من الإدارة. ومع ذلك، فإن مقال واشنطن بوست لا يوضح بدقة ما إذا كان الحديث يدور صراحة عن الحملة المذكورة أعلاه.
وكان مسؤولون أمريكيون، لم يكشفوا عن اسمائهم، قد ذكروا في وقت سابق لصحيفة نيويورك تايمز، أن أعضاء في الحملة الرئاسية لترامب، أجروا مرارا وتكرارا اتصالات مع كبار المسؤولين في المخابرات الروسية خلال العام 2016 قبل موعد إجراء الانتخابات الأميركية.
ونفى ترامب بشكل قاطع تسريبات وسائل الإعلام عن “صلات مع المخابرات الروسية” ووصفها بأنها جريمة لا تغتفر.
كما أعلن ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أن التقاريرعن اتصالات فريق ترامب بالمخابرات الروسية لا تستند إلى أية وقائع. ونصح بعدم قراءة صحف الصباح، قائلا “دعونا لا نصدق التقارير الصحفية في الوقت الحالي، لأنه من الصعب جدا في هذا الوقت التمييز بين المزوّر والغث منها وذاك السمين”.
ونفى الرئيس الأمريكي وجود أي روابط مع روسيا قبل وصوله إلى البيت الأبيض، بعد استقالة مستشاره لشؤون الأمن القومي، مايكل فلين، الذي اتهم بإخفاء علاقاته مع موسكو.
وعلق ترامب على تويتر مغردا أن مسألة “وجود روابط مع روسيا سخيفة، وهي مجرد محاولة للتغطية على الأخطاء الكثيرة التي ارتكبتها الحملة الخاسرة لهيلاري كلينتون”.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز تحدثت عن اتصالات متكررة بين فريق حملة ترامب ومسؤولين كبار في الاستخبارات الروسية قبل انتخابه في 8 تشرين ثاني/نوفمبر الماضي.
وأضاف الرئيس الأمريكي ان “وسائل الإعلام التي تشيع معلومات خاطئة تفقد صوابها مع نظريات المؤامرة وحقدها الأعمى” مشيرا بشكل خاص إلى شبكتي “سي إن إن” و”إم إس إن بي سي” التلفزيونيتين اللتين “يستحيل مشاهدتهما” حسب قوله. وهنأ في المقابل شبكة “فوكس” المحافظة.
ويتهم ترامب أيضا أجهزة الاستخبارات الأمريكية بأنها ساهمت في تسريب معلومات في هذا الملف ووجه بشكل مباشر أصابع الاتهام إلى وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفدرالي.
وفي المقابل، هنأ الرئيس الأمريكي صحفي بلومبرغ لأنه كتب يقول إن “على وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفدرالي ألا يتدخلا في سياستنا”.
المصدر: وكالات