شدد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: على أن امريكا التي تحاسب الناس بتهم ارهابية وتصدّر لوائح ارهابية وتصنّف اشخاصا على أنهم ارهابيين, تنسى أنها أم الارهاب والمصنع الأول للإرهاب في العالم, والمصدّر الاساسي للعنصرية, وقد كشفت عن وجهها العنصري هذا بعد مجيء ترامب الذي يُعبّر في كل يوم عن عنصريته وحقده وكراهيته للاسلام والمسلمين ، ولا سيما للجمهورية الاسلامية في ايران.
وقال: هناك تقاطع مصالح وسياسات مشتركة وتواقف بين الاميركي والاسرائيلي والسعودي ضد ايران وحزب الله ، وقد برز هذا بشكل واضح خلال زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وفي مؤتمر ميونخ للأمن الذي تحدث فيه وزير خارجية السعودية بلغة الحاقدين ضد ايران, وتناغم في ذلك مع موقفي ترامب ونتنياهو ضد ايران في مؤتمرهما الصحفي في واشنطن.
وأشار الى أن هناك مؤشرات كبيرة على وجود تعاون وتنسيق لا سيما بين اسرائيل والسعودية ضد ايران, وقد عبر نتنياهو عن ذلك عندما قال: إن الدول العربية بدأت تنظر إلى اسرائيل كحليف ضد ايران وحلفائها.
واعتبر: أن الهدف من كل هذا التصعيد ضد ايران وحلفائها هو مواجهة حضور ايران في المنطقة, باعتبار ان ايران باتت تشكل تهديداً لمصالح هؤلاء ومشاريعهم, خصوصاً وانها استطاعت إلى جانب حلفائها ان تحقق انجازات ومكاسب كبيرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وان تضع المشروع الاميركي السعودي الاسرائيلي التكفيري في سوريا على طريق الفشل والهزيمة.
ورأى: أن ايران تحمل قضية فلسطين كقضية مركزية لها الاولوية المطلقة في الصراع, وتجمع من أجلها كل الأحرار في العالم في مؤتمر عالمي في طهران,
وتتبنى دعم كل مقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني ، وتهدد مع حلفائها اسرائيل وأمنها ووجودها, ولذلك من الطبيعي أن تستهدف وأن تحاصر وأن تعاقب وأن تشن عليها الحملات وأن تواجه بالتهديدوالتهويل, ولكن كل هذا التهديد والتهويل الأميركي والاسرائيلي والسعودي والتركي لن يثني ايران عن التمسك بثوابتها في حماية القضية الفلسطينية, وفي دعم المقاومة في لبنان وفي فلسطين, وفي مواجهة المشروع التكفيري في المنطقة .
وأكد : أن كل هذا التهديد والتصعيد والحصار والعقوبات لم تنفعهم في الماضي ولن تنفعهم الآن ولا في المستقبل, فهم جربوا كل هذه الأمور مع إيران ومع المقاومة فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة خروج إيران والمقاومة من كل ذلك أكثر قوة وصلابة واقتداراً وشموخاً واستعدادا لمواجهة كل الأخطار والتحديات.
نص الخطبة
قال الله تعالى في كتابه المجيد:﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ/هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ/مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ/عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾(1).
الهمَّاز مَن يطعن في أعراض الناس ويعيبهم ويُكثر من النقد والانتقاص منهم، وذلك بهدف كسرهم، وتصغيرهم في أعين الآخرين وتحقيرهم وإساقطهم من أعينهم.
وقد توعَّدت آيةٌ أخرى المتَّصف بهذا الصفة بالعذاب فقال تعالى: ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾(3) والويل هنا بمعنى العذاب, فالله عزوجل يتوعد بوقوع العذاب على كلِّ مَن يتَّصف بهذه الخصلة وهي الانتقاص من عباد الله وإفشاء عيوبهم بين الناس.
والآيات التي التي تلوناها في بداية الحديث هي بصدد النهي عن مشاورة الهماز أو الإصغاء إلى مشورته والعمل بنصحيته، بل والنهي عن معاشرته ومصاحبته, لأن الرجل الذي يُكثر من الطعن في الناس لن يخلص لك في النصيحة ولا في المشورة ولا في التقييم، لأنَّه ينظر الى الناس نظرة سوداوية، فلا ينشأ نقده ولا تنشأ نصحيته ومشورته وتقييمه للاخرين عن تعقُّل وإنَّما تنشأ عن عُقَد نفسية. يُروى عن الإمام عليٍّ (ع) انه قال: “الهمَّاز مذموم مجروح”(4)، بمعنى أنَّ نصيحته مجروحة ومشورته مجروحة، أي متَّهمة.
وهناك مناشىء كثيرة لهذا المرض الاخلاقي الذي يفتك بالمجتمع:
المنشأ الأول: العجب بالنفس, فلا تجد أحداً يُكثر من التعييب والطعن والنقد بغير وجهِ حق للآخرين إلا وهو مبتلى بالعجب بنفسه، لماذا هو يعيب الآخرين ويُكثر من الطعن فيهم؟ لأنَّه يجد نفسه مبرأً من هذه العيوب، منزَّهاً من هذه النقائص، فينظر
إلى نفسه أنَّها النفسُ الكاملة الراقية وأنها فوق النقد والنقص والابتلاء بالعيوب بينما ينظر للآخرين بأنَّهم مبتلَون بالأخطاء والسلبيات والعيوب، فهو معجبٌ بنفسه، والمعجَبُ بنفسه مريض لذلك لا ينبغي أنْ تقبل نصيحته ولا مشورته ولا تقييمه للاخرين
المنشأ الثاني: التكبُّر, فالشعور بالكبرياء والاستعلاء يسبب الانتقاص من الاخرين, فلا تجد أحداً يُكثر التعييب للآخرين إلا وهو يعيش في داخله نفساً متعالية مستكبرة يرى نفسه أعلى من الناس، لذلك ينتقدهم وينتقصهم ويعيبهم ويتتبع عثراتهم.
المنشأ الثالث:الحسد والضغينة, فالمبتلى بالحسد والضغينة والحقد على الاخرين يكثر من ذكر عيوبهم، فلا تجد أحداً يُكثر من التعييب للناس إلا وهو غالباً ما يكون مبتلى إما بالحسد أو أنَّه رجل مبتلى بالضغينة والحقد على الآخرين، فهو يكره هذا ويبغض ذاك ويمقت هذا ولا يحب ذاك, لذلك يبحث عن عثراتهم فإن وجد كشف وذكر وروَّج وإنْ لم يجد ابتكر عيباً للآخرين فوصمهم به، فمثلُ هذا لا تُقبل نصيحته ولا يُشاور، بل ولا يُصاحب ولا يعاشر، ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ/هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ﴾(5)
وأول من يلزمه عدم إعتماد الهمَّاز وعدم إطاعته ومشورته ومصاحبته من هو في موقع المسؤولية والسلطة ، المسؤل وصاحب السلطة حيث يكثر حوله التزلفون والمتملقون والعيابون, فلا ينبغي للمسؤول أن يعتمد أو يسمع أو يتخذ لنفسه بطانةً من مجموعةِ معقَّدين مبتلَون بأمراض الحقد والحسد والكبر والعجب والاستعلاء، فإذا إتخذ لنفسه حاشية من هؤلاء، اللذين ينتقصون الآخرين ويعيبونهم ويستصغرونهم ويحتقرونهم، فإن قبل بمشورتهم وتقييمهم للآخرين فعلى عمله السلام، لذلك فإنَّ الإمام عليَّاً (ع) حينما بعث مالك الأشتر إلى مصر ليكون والياً عليها، كانت إحدى وصاياه له، قال: “وليكن أبعدَ رعيتك منك وأشنأهم عندك أطلبهم لمعايب الناس” هذا الصنف من الناس يجب أن يستبعد من مجلسك، فلا تجعله ضمنَ من تعتمد عليه “فإنَّ في الناس عيوباً، الوالي أحقُّ من سترها. فلا تكشفن عمَّا غاب عنك منها فإنما عليك تطهير ما ظهر لك، والله يحكم على ما غاب عنك”(7)، فلو أنَّ كلَّ واحد من المسؤولين عمل بهذه الوصايا, ولو أنَّ الحكام والسلاطين وأصحاب النفوذ تمثَّلوا هذه الحكمة لما اصاب المجتمع الكثير من الشرور، فالمسؤول وصاحب السلطة غالباً ما يعيش بعيدا عن الناس, فلا يعلم بأحوالهم ولا تطلعاتهم، ومن يعكس له احوال العاملين او الناس في بعض الأحيان إنما هم أشخاص مبتلون بالعقد النفسية، فهم يُهوِّلون له أخطاء الناس إن كان لهم أخطاء, وإن لم يكن لهم أخطاء اختلقوا لهم أخطاءً وحشوا بها عقله فيظلم الاخرين ويقيمهم بطريقة سلبية غير واقعية.
وهذا الأمر لا يختص بالمسؤول وصاحب السلطة فحتى سائر الناس منهيُّون عن معاشرة العيَّاب الهمَّاز الذي يُكثر من الطعن في أعراض الناس، يقول أمير المؤمنين (ع) فيما روي عنه: “إياك ومعاشرة متتبِّعي عيوب الناس فإنَّه لم يسلم مصاحبهم منهم” فحتى من يصاحبهم لا يسلم ولا يأمن منهم ومن شرهم، فه لا يحفظون سرَّ من يعاشرهم ولا يسترون على عيوبه بل يكشفونها يوما ًما.
ويروى عن الإمام(ع) في موردٍ آخر: “مَن تجرأ لك تجرأ عليك” فاليوم هو قد تجرأ فانتقص الناس وذكرعيوبهم في محضرك, وغداً يتجرأ عليك فيذكر عيوبك عند الناس، “من تجرأ لك تجرأ عليك”. وفي موردٍ آخر ورد عنه (ع) أيضاً قال: “ليكن أبغضَ الناس إليك وأبعدَهم منك أطلبهم لمعائب الناس”.
وهذه الآفة عندما تشيع وتنتشر في المجتمع فإنَّها تقضي على العلاقات الاجتماعية بين الناس, تمزق المجتمع, وتخرب البيوت, وتفكك الصداقات والروابط.
والمؤسف انَّنا نجد شيوع حالة افشاء العيوب وإنتقاص الناس لبعضهم البعض، تحت شعار النقد البنَّاء والشفافية، فبحجة النقد البنَّاء والاصلاح والتقييم نجد البعض يتتبع عثرات غيره واخطاءه وسقطاته وينشرها امام من يعنيه الامر ومن لا يعنيه , بل ان البعض يضع من لا يرتضيه ولا يحبه ولا يرغب له أن يكون محبوباً أو أن يكون في هذا الموقع أو ذاك.. على المشرحة فيعدد صفاته السيئة, وربما إختلق له صفات ليست فيه ويحصي عليه كل قول مسيء أو خطأ إرتكبه وإن كان ذلك قد وقع منه قبل سنين , من أجل ان يسقطه من أعين الناس, وإذا قيل له: انَّ ذلك من الغيبة والإستنقاص والإساءة للآخرين قال: كلا، هذا نقد بنَّاء، أو أنا أقيم هذا الشخص.. إنَّ مثل هذا السلوك المشين حذَّر منه أهل البيت (عليهم السلام) حيث ورد عن الإمام الصادق (ع) انَّه قال: “أبعد ما يكون العبد من الله –والعبد يحرص أن يكون أقرب ما يكون من الله في حين أنه إذا اتصف بهذه الصفة التي سيذكرها الإمام يكون أبعد ما يكون عن الله عزوجل – أن يكون الرجل يواخي الرجل وهو يحفظ عليه زلاته ليعيِّره بها يوما ما” هذا من أسوأ التصرفات التي يمكن أن يقوم بها الانسان.
ومن يعمل على فضح الناس بعيوبهم فان الله يفضحه بعيوبه ولو كان في جوف بيته, فعن النبي(ص) انه قال: “من كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته” ويقول الإمام عليٌّ (ع) فيما يُروى عنه: “من تتبَّع عورات الناس كشف الله عورته”.
ويقول “من بحث عن أسرار غيره أظهر الله أسراره”.
المطلوب من الانسان ان يستر عيوب الناس في مقابل إفشائها، قال(ص): “من ستر على مؤمن فاحشة -ارتكبها – فكأنَّما أحيا موؤودة”.
فمَن ستر على مؤمن فاحشة قد إجترحها فكأنما أحيا موؤودة وإستنقذها من الموت، وفي الآية: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾.
وورد عنه (ص) في مورد آخرانه قال: “مَن ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة” و”من ستر أخاه في فاحشة رآها عليه ستره الله في الدنيا والآخرة” ليس من أحد عاقل إلا وهو حريص على أن يستر الله تعالى عليه عيوبه، وما من أحد إلا وله عيوب وفيه نقائص ويحبُّ ان لا تظهر للناس فإذا شاء أن يستر الله عليه وأنْ لا تظهر معائبه للناس فليستر على الآخرين.
وبالعودة الى الروايات ايضا نجد أنَّ من أهم ما يُساهم في علاج هذه الآفة هو أن يتأمَّل الإنسان عيوب نفسه، فإذا تأمل عيوب نفسه فإنَّه سيشتغل بها عن عيوب الآخرين، فلهذا ينبغي للإنسان العاقل أن يرجع إلى ذاته فيتأمل أخطاءها وعيوبها ونقائصها حيننئذٍ سيجد نفسه مبتلى بالكثير من العيوب, ولذلك لن يعيب الآخرين وهو مبتلى بنفس هذه العيوب أو بما يضاهيها.
بعض الناس يحاسب الاخرين على الظن والتهمة ولا يحاسب نفسه على اليقين.
البعض يلوم الناس وينتقص منهم ويذكرهم بعيوبٍ هو لا يقطع بأنَّها قد صدرت عنهم وإنَّما يظنُّ ذلك ظناً، إذ غالباً ما يكون مستنده في ذلك الحدس والتخمين أو الأخبار التي يسمعها من هنا وهناك، أو ما يتداوله الناس عبر وسائل الاعلام او عبر وسائل التواصل الاجتماعي, فهي أخبار ظنيَّة قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة, وإن كانت صادقة قد تكون مصحوبة بالتهويل والمبالغة, إلا انَّه برغم ذلك وبرغم ظنيَّة الأخبار التي يسمعها عن هذا المؤمن أوذاك, فإنَّه يتناولها وكانَّها أخبار قطعيَّة يقينية لا شك في صدقها.
ولو فرضنا انَّ ما نقل عن شخص في بعض الأحيان كان يقينا إلا انَّ اليقين بصدوره لا يعني اليقين بأنَّه كان متعمداً أو لم يكن له مبررٌ دفعه للوقوع في الفعل المنقول عنه، فغالب الناس لا تُفكر في المبرِّرات ولا تلتمس لغيرها الأعذار ولا تحمل ما يفعله غيرها على محامل الخير, بل تُبادر للتشنيع والتقريع والإفشاء رغم انَّ مَن صدر منه الذنب قد يكون معذوراً أو يكون قد وقع في شبهةٍ ثم انتبها اليها أو يكون ما ارتكبه كان خطأً عابراً ندم عليه وتاب منه، كل ذلك لا يغفر له عند الناس, بل تظلُّ الناس تلاحقه بخطيئته التي ربما لم يكن قد إرتكبها أو انَّه ارتكبها ثم تاب منها.
رويٍّ عن السيد المسيح (ع) انه قال وهو يخاطب بني إسرائيل: يا عبيد السوء تلومون الناس على الظن ولا تلومون أنفسكم على اليقين؟”
فالكثير من الناس يقعون في أعراض غيرهم ويشنِّعون عليهم رغم انَّ العيوب التي يُشنعِّون بها عليهم ليس من المؤكد إتصافهم بها أو صدورها عنهم, بينما يغفلون عن أنفسهم رغم انَّ ما يصدر عنهم من أخطاء معلوم عندهم علم يقين, فهم يدركون ما يرتكبونه من أخطاء ويعرفونها جيداً, لكنهم يغضون الطرف عنها. مثل هؤلاء سيئون لأنَّهم يحاسبون غيرهم على الظنون ويغضُّون الطرف عن أخطائهم التي يُحرزون يقيناً انَّهم قد ارتكبوها.
وهذا مثل الذين يحاسبون الآخرين بتهم الإرهاب وهم غارقون في الارهاب الى أذنيهم.
اليوم امريكا تحاسب الناس بتهم ارهابية وتصدّر لوائح ارهابية وتصنّف اشخاصا ارهابيين وتنسى أنها أم الارهاب في العالم وهي المصنع الأول للإرهاب في العالم, والمصدّر الاساسي للعنصرية وقد كشفت عن وجهها العنصري بعد مجيء ترامب الذي يعبر في كل يوم عن عنصريته وحقده وكراهيته للاسلام والمسلمين ، ولا سيما للجمهورية الاسلامية في ايران.
واميركا ليست وحدها في هذا العداء ضد ايران بل معها حلفاؤها وفي مقدمهم الاسرائيلي والسعودي .
هناك تقاطع مصالح وسياسات مشتركة وتواقف بين الاميركي والاسرائيلي والسعودي ضد ايران وحزب الله ، وقد برز هذا بشكل واضح خلال زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وفي مؤتمر ميونخ للأمن الذي تحدث فيه وزير خارجية السعودية بلغة الحاقدين ضد ايران وتناغم في ذلك مع موقفي ترامب ونتنياهو ضد ايران في مؤتمرهما الصحفي في واشنطن.
ومن الطبيعي ان يؤدي هذا التناغم وتقاطع المصالح والتوافق على استهداف ايران إلى التعاون والتنسيق بين هؤلاء ضد ايران, وهناك اليوم مؤشرات كبيرة على وجود مثل هذا التعاون لا سيما بين اسرائيل والسعودية, وقد عبر نتنياهو عن ذلك عندما قال: إن الدول العربية بدأت تنظر إلى اسرائيل كحليف ضد ايران وحلفائها.
والهدف من كل هذا التصعيد ضد ايران وحلفائها هو مواجهة حضور ايران في المنطقة وفي ملفات المنطقة, باعتبار ان ايران تشكل تهديداً لمصالح هؤلاء ومشاريعهم, خصوصاً وان ايران استطاعت إلى جانب حلفائها ان تحقق انجازات
ومكاسب كبيرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وان تضع المشروع الاميركي السعودي الاسرائيلي التكفيري في سوريا على طريق الفشل والهزيمة.
ايران تحمل قضية فلسطين كقضية مركزية لها والأولوية المطلقة في الصراع, وتجمع من أجلها كل الأحرار في العالم في مؤتمر عالمي في طهران, وتتبنى دعم كل مقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني ، وتهدد مع حلفائها اسرائيل وأمنها ووجودها, ولذلك من الطبيعي أن تستهدف وأن تحاصر وأن تعاقب وأن تشن عليها الحملات وأن تواجه بالتهديد والتهويل, ولكن كل هذا التهديد والتهويل الأميركي والاسرائيلي والسعودي والتركي لن يثني ايران عن التمسك بثوابتها في حماية القضية الفلسطنية, وفي دعم المقاومة في لبنان وفي فلسطين, وفي مواجهة المشروع التكفيري في المنطقة ، كل هذا التهديد والتصعيد والحصار والعقوبات والحملات الإعلامية والسياسية لم تنفعهم في الماضي ولن تنفعهم الآن ولا في المستقبل, هم جربوا كل هذه الأمور مع إيران ومع المقاومة فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة خروج إيران والمقاومة من كل ذلك أكثر قوة وصلابة واقتداراً وشموخاً.. كما لن ينفع التهويل هؤلاء في حماية الفصائل والجماعات الإرهابية المتهاوية ولا في حماية مشروعهم, لأن هناك تصميماً على استئصال هذه الجماعات من المنطقة ولا عودة للوراء ولا مكان للتراجع في هذه المعركة، وأي تقدم ميداني وسياسي في مواجهة هذا المشروع سيكون لمصلحة استقرار وأمن لبنان والمنطقة.
المصدر: خاص