أكد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن لبنان ينعم بالأمن والاستقرار بفضل وببركة دماء الشهداء القادة وكل الشهداء الكبار, وبفعل يقظة وجهاد المجاهدين واستعدادهم للتضحية من أجل حماية بلدنا وأهلنا وشعبنا.
وقال: لقد هال أعداؤنا حجم الانجازات والانتصارات التي صنعها هؤلاء الشهداء سواء في مواجهة الصهاينة ام في مواجهة التكفيريين, فاندفعوا منذ انطلاقة هذه المقاومة لا سيما بعد عدوان 2006 وبعد تصدينا للارهاب الذي صنعوه في سوريا لتشويه صورة المقاومة, وكالوا سيلاً من التهم الباطلة ضدها .
وأضاف: لقد سعى الأمريكي والإسرائيلي المتحالف مع بعض الأنظمة العربية وبعض الأدوات اللبنانية من أجل ضرب هذه المقاومة وسحقها وإنهاء وجودها إذا أمكن، وإذا لم يمكن فالعمل على عزلها وتطويقها وإضعافها وتشويه صورتها وصورة مجاهديها ورموزها قدر الإمكان، وعملوا على ذلك منذ الأيام الأولى بوسائل مختلفة, ووزعوا الادوار بينهم, فتولت أمريكا ومعها الغرب اتهام حزب الله بالشيطنة والارهاب والاتجار بالمخدرات وتبييض الاموال وإدارة شبكات للسرقة حول العالم وغيرها من الافتراءات والتهم المزيفة التي يعرف القاصي والداني أن حزب الله أبعد ما يكون عنها.
ورأى: أن الولايات المتحدة الأمريكية انما تكيل مثل هذه التهم, لأننا نقاوم وندافع عن بلدنا وحريته وأمنه وسيادته وكرامته ووجوده وبقائه، سواء في مواجهة المشروع الصهيوني أو في مواجهة المشروع التكفيري الذي صنعته ودعمته. معتبراً: كل هذه التهم مجرد أكاذيب، وليس لها أي أساس من الصحة.
ولفت: الى أن بعض الانظمة العربية كالسعودية تولت في سياق حملة التشويه ضد حزب الله وصف حزب الله بانه حزب ايراني وانه أداة في المشروع الإيراني، وان إيران تستخدمه لخدمةً مشاريعها في المنطقة, وان حزب الله يقتل السنة في سوريا! مؤكداً: أن كل الوقائع منذ العام 82 والى الآن جاءت لتثبت وتؤكد كذب هذه الادعاءات وأن حزب الله حزب لبناني دافع عن كل لبنان وعن كل الطوائف في لبنان في مواجهة الاحتلال وفي مواجهة الارهاب التكفيري الذي يقتل السنة والشيعة, ويقتل المسلمين والمسيحيين والإيزديين ولا يميز بين أحد منهم .
وأشار: الى ان الاسرائيلي تولى في حملة الافتراء والتحريض هذه العمل على البيئة الداخلية في لبنان وعلى بيئة المقاومة ليخيف اللبنانيين من حزب الله وليوحي للبنانيين بان حزب الله يجر البلد الى الخراب والدمار, ولا يزال الاسرائيلي يهدد ويهول ويتوعد ويعمل حربا نفسية على اللبنانين ليخافوا ولينقلبوا ضد المقاومة ، وهذا التهويل ليس بالجديد, ولكن كما قال سماحة الأمين العام بالأمس يبدو ان هناك هدفا اسرائيليا بالضغط الدائم على الشعب في لبنان وبيئة المقاومة, وابقائنا في صورة ان “اسرائيل” ستشن حرباً علينا.
وشدد: على ما قاله سماحة الامين العامفي خطابه بالأمس من أن على الشعب اللبناني وكل المتواجدين في لبنان ان يقاربوا التهديد الإسرائيلي الجديد من زاوية ان هذا الامر نسمعه منذ 2007 ومر 11 عاما من الامن والسلام ولبنان آمن. ولم تستطع اسرائيل ان تفعل شيئاً, لان المقاومة تردع اسرائيل.. وأن ما تمثله المقاومة من قوة وبيئة المقاومة من ثبات واحتضان كبير هو عنصر القوة الاساسي الى جانب الجيش وموقف بقية اللبنانيين والموقف الثابت لفخامة رئيس الجمهورية من هذه المقاومة ومن سلاحها. وعنصر القوة هذا يردع “اسرائيل” عن الحرب وهو ردعها في الماضي وسيردعها في المستقبل إن شاء الله.
نص الخطبة
من الواضح أن الشهوات والأهواء والمصالح والعواطف والمواقع والآمال والطموحات لدى الإنسان, تؤثر في مبادئه وأخلاقه وسلوكه وتتلاعب به وتأخذ به في اتجاهات شتى.. فترى بعض الناس يميلون يميناً وشمالاً, بل ترى البعض ينتقل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار نتيجة تلاعب المصالح به.
لذلك لا بد للإنسان والمجتمع الانساني وللجماعات الانسانية من معالم ونماذج محسومة وملموسة يستهدي بها ويستضيء بنورها, ويميز بها الصحيح من الخطأ,
والهدى من الضلال, والحق من الباطل, تماماً كما يستهدي بالكتب السماوية والشرائع والوحي والتعاليم الالهية .
فكما لا بد للناس من تعاليم وتوجيهات وشرائع لا بد لهم كذلك من معالم ونماذج بشرية ملموسة وقائمة على الطريق يهتدي بها الناس.
والمطلوب في هذه النماذج والمعالم البشرية ان تكون معتدلة ومستقيمة لا تميل يميناً أو يساراً ولا تأخذها الأهواء والشهوات إلى غير الاتجاه الذي يريده الله.
المطلوب في هذه النماذج ان تكون قدوة يهتدي الناس بها, بايمانها وصدقها واخلاصها ومواقفها وأعمالها وعطاءاتها وأخلاقها وصفاتها ومزاياها النبيلة قبل أن يهتدوا بكلامها وتوجيهاتها.
هناك أشخاص ونماذج تكون أعمالهم ومواقفهم ومواصفاتهم حجة على الآخرين فيهتدون بمواقفهم وأعمالهم وتضحياتهم وعطائهم كما يهتدون بكلماتهم وآرائهم وتوجيهاتهم, وهؤلاء يمثلون القدوة والأسوة في حياة الناس وفي حياة الأمة.
هؤلاء سكوتهم وكلامهم, وحركتهم وسكناتهم, وقيامهم وقعودهم, وإقدامهم وإحجامهم, وعطاءتهم وتضحياتهم, قدوة للآخرين وحجة عليهم.
وهؤلاء هم الشهداء.. لأن الشهداء هم المقياس والمعيار والميزان, هم مقاييس للآخرين, ومعايير للحق وللهدى ، بهم يُعرف الحق من الباطل, وبهم نميز الصحيح من الخطأ, ونعرف الخير من الشر, ونفرز الرديء من الجيد.
إذا أردت أن تعرف الحق والصواب والصح والهدى.. فأنظر أين هم الشهداء, وفي أي موقع هم, فهم المقياس والمعيار والقدوة والأسوة والحجة.
وبهذا المعنى كانت مقاومة حزب الله حجة على العلماء كما قال الامام القائد(دام ظله) وكان شهداء حزب الله حجة على الناس, يقيسون به انفسهم وعطاءهم ووعيهم وصلابتهم واخلاصهم وبصيرتهم واستقامتهم..
والشهداء من أمثال السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد قدوة في الايمان والتقوى والورع والصدق والاخلاص والايثار والصبر والثبات والتواضع ومحبة الناس .. هم قدوة في كل هذه المعاني وفي غيرها..
لكن هذه القدوة تتجلى أكثر في أمرين أساسيين: تتجلى في الوعي, وتتجلى في العطاءوالتضحية, فالشهيد قدوة للأجيال في هذين الأمرين.
الشهادة ودم الشهيد يجسد أولاً مستوى رفيعاً من الوعي والبصيرة واليقين.
اليقين في الايمان, واليقين في معرفة الحلال والحرام والإلتزام به, واليقين بعدالة القضية التي يضحي الانسان من أجلها, واليقين بالحق الذي يقاتل من أجله, ووضح الطريق وفهم طبيعة الصراع الذي يخوضه مع العدو.
هذا الوعي وهذا اليقين كان يملكه كل شهدائنا وخاصة الشهداء القادة, فهؤلاء القادة منذ الصبا كان لديهم وعي مبكر بقضية الصراع مع العدو الإسرائيلي وبمسألة القدس وفلسطين, وكبر هذا الوعي بعد سلسلة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان قبل 1982وصولاً الى الاجتياح في 1982, وانطلقوا في هذه المقاومة ليتحملوا المسؤولية وليكونوا جزءا من عملها وجزءا من عطاءها وتضحياتها من موقع هذا اليقين وهذا الوعي .
كما قال الإمام علي(ع) : والله لو لقيتهم واحداً وهم طلاع الأرض كلها ما باليت ولا استوحشت وإني من ضلالهم الذي هم فيه والهدي الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي ويقين من ربي.
وبدون هذا الوعي وهذا اليقين وهذا الوضوح في الرؤية وفي فهم القضية التي يقاتل الانسان من أجلها لا قيمة للشهادة, فالدم الذي يراق من غير يقين هو انتحار وليس شهادة.
هناك من الناس من يبذل دمه ويضحي بنفسه من دون أن تعود هذه التضحية عليه بفائدة, ومن دون أن تخرجه هذه التضحية من دائرة الأهواء والباطل, ومن دون أن تدخله في دائرة الهدى والحق, لأنها ليست نابعة من الوعي واليقين والوضوح, وانما هي نابعة من الأهواء, حيث يزين الشيطان للإنسان أعمالهم ويخدعه ويريه الحق باطلاً والباطل حقاً, ويسلبه الرؤية والبصيرة, فيتصورالإنسان أنه من أصحاب المبادىء وأن القضية التي يضحي من أجلها محقة.. بينما هي في الواقع ليست كذلك, وهذا ما أشار اليه القرآن في بعض آياته: ( قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا)الكهف 103-104
من ضحايا انعدام الرؤية والبصيرة واليقين في التاريخ الخوارج, وفي الحاضر التكفيريون, هؤلاء وأولئك يلتزمون بالحلال والحرام والاحكام, لكن بدون وعي ولا يقين, ولانه لا يقين لهم باحكام الله يسفكون الدماء المحرمة ويرتكبون الجرائم من دون ورع ولا تقوى، يتورعون عن أن يأخذ أحدهم ثمرة سقطت من نخلة ولا يتورعون عن قتل النساء والأطفال والتفجير بالأبرياء كما يحصل في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها..
والشهادة كما تجسد مستوى رفيعاً من الوعي واليقين فانها تجسد أيضاً قمة العطاء وقمة التضحية, وهذه هي النقطة الثانية في القدوة التي يمثلها الشهيد.
فالشهداء قمة في العطاء والتضحية وليس بعد هذه القمة قمة, فإن الجود بالنفس هو أقصى غاية الجود.
والشهيد يبذل في سبيل الله كل ما يملك بلا تردد ومن غير حساب, إنطلاقاً من وعيه وبصيرته ويقينه بعدالة القضية وبالحق وبسلامة الطريق, ولانه يبذل بلا حدود ومن غير حساب فهو جدير بأن يرزقه الله كل ما يتمنى من رحمته بلا حدود ومن غير حساب .
نحن مع القادة الشهداء أمام نموذج من القادة الذين عاشوا كل حياتهم يملكون الوعي واليقين ويحملون المسؤولية ويملئون أيام عمرهم بالعمل الجاد والدؤوب في سبيل الله وخدمة شعبهم وقضيتهم, واستطاعوا أيضا ان يوجدوا أجيالا من الشباب الذين حملوا المقاومة وعبء المقاومة على أكتفاهم, وقاتلوا واستشهدوا وصمدوا وصبروا وصنعوا الانجازات والانتصارات, وقدموا لنا وما زالوا يقدمون بفكرهم وبثقافتهم وبدمائهم أجيالاً من الشباب الذين يمثلون أهم عناصر القوة في لبنان, هذا الشباب الواعي والمسؤول والجاد والفاعل, الشباب المستعد للتضحية.
الشباب الذي يحمل هم وطنه وشعبه وأمته ومقدساته وكرامته هو عنصر القوة الأساسي الذي نمتلكه والذي تركه لنا هؤلاء الشهداء القادة لنواجه به حاضرنا ولنواجه به المستقبل.
لقد هال أعداؤنا حجم الانجازات والانتصارات التي صنعها هؤلاء الشهداء وكل شهدائنا سواء في مواجهة الصهاينة ام في مواجهة التكفيريين في سوريا, فاندفعوا منذ انطلاقة هذه المقاومة وخصوصا بعد عدوان 2006 وبعد تصدينا للارهاب الذي صنعوه في سوريا لتشويه صورة المقاومة, وكالوا سيلاً من التهم الباطلة ضدها .
لقد سعي الأمريكي والإسرائيلي المتحالف مع بعض الأنظمة العربية وبعض الأدوات اللبنانية من أجل ضرب هذه المقاومة وسحقها وإنهاء وجودها إذا أمكن، وإذا لم يمكن فالعمل على عزلها وتطويقها وإضعافها وتشويه صورتها وصورة مجاهديها ورموزها قدر الإمكان، وعملوا على ذلك منذ الأيام الأولى بوسائل مختلفة, ووزعوا الادوار بينهم, فتولت أمريكا ومعها الغرب اتهام حزب الله بالشيطنة والارهاب والاتجار بالمخدرات وتبييض الاموال وادارة شبكات للسرقة حول العالم وغيرها من الافتراءات والتهم المزيفة التي يعرف القاصي والداني أن حزب الله أبعد ما يكون عنها.
والولايات المتحدة الأمريكية انما تكيل مثل هذه التهم ضدنا, لأننا نقاوم وندافع عن بلدنا وحريته وأمنه وسيادته وكرامته ووجوده وبقائه، سواء في مواجهة المشروع الصهيوني أو في مواجهة المشروع التكفيري الذي صنعته ودعمته.
هذه اكاذيب في أكاذيب، وليس لها أي أساس من الصحة، نحن لا نتاجر بالحلال فكيف نتاجر بالحرام، نحن بالتجارة الحلال لم نقبل أن ندخل حتى لا نتلوث في مكان ما، فكيف بما هو حرام في ديننا وفقهنا وشريعتنا, كل ما يقال في هذا السياق هو جزء من عملية تشويه واضحة.
اما بعض الانظمة العربية كالسعودية فقد تولت وصف حزب الله بانه حزب ايراني وانه أداة في المشروع الإيراني، وان إيران تستخدمه لخدمةً مشاريعها في المنطقة, وان حزب الله يقتل السنة في سوريا! وغير ذلك من الاكاذيب .
كل الوقائع منذ العام 82 والى الآن جاءت لتثبت وتؤكد أن حزب الله حزب لبناني دافع عن كل لبنان وعن كل الطوائف في لبنان في مواجهة الاحتلال وفي مواجهة الارهاب التكفيري الذي يقتل السنة والشيعة, ويقتل المسلمين والمسيحيين والإيزديين ولا يميز بين أحد منهم .
الوقائع والانجازات التي صنعها حزب الله في لبنان تكذب هذه الاتهامات الباطلة فهو لم يحرر أرضا إيرانية عندما حرر جزءا كبيرا وعزيزا من أرض لبنان المحتلة ولم يدافع عن الإيرانيين عندما تصدى لعدوان 2006 وانما حرر أرض لبنان ودافع عن لبنان وعن الشعب اللبناني بكل طوائفه ومكوناته.
اما الاسرائيلي فقد تولى في هذه حملة الافتراء والتحريض هذه العمل على البيئة الداخلية في لبنان وعلى بيئة المقاومة ليخيف اللبنانيين من حزب الله وليوحي للبنانيين بان حزب الله يجر البلد الى الخراب والدمار, ولا يزال الاسرائيلي يهدد ويهول ويتوعد ويعمل حربا نفسية على اللبنانين ليخافوا ولينقلبوا ضد المقاومة ، وهذا التهويل ليس بالجديد, لكن كما قال سماحة الأمين العام بالأمس يبدو ان هناك هدفا اسرائيليا بالضغط الدائم على الشعب في لبنان وبيئة المقاومة, وابقائنا في صورة ان “اسرائيل” ستشن حرباً علينا.
لقد قال سماحة الامين العام بالامس أيضاً ان على الشعب اللبناني وكل المتواجدين في لبنان ان يقاربوا التهديد الإسرائيلي الجديد من زاوية ان هذا الامر نسمعه منذ 2007 ومر 11 عاما من الامن والسلام ولبنان آمن. ولم تستطع اسرائيل ان تفعل شيئاً, لان المقاومة تردع اسرائيل.. وان ما تمثله المقاومة من قوة وبيئة المقاومة من ثبات واحتضان كبير هو عنصر القوة الاساسي الى جانب الجيش وموقف بقية
اللبنانيين والموقف الثابت لفخامة رئيس الجمهورية من هذه المقاومة ومن سلاحها. وعنصر القوة هذا يردع “اسرائيل” عن الحرب وهو ردعها في الماضي وسيردعها في المستقبل إن شاء الله.
اليوم ينعم لبنان بالأمن والاستقرار بفضل وببركة دماء هؤلاء الشهداء الكبار وبفعل يقظة وجهاد المجاهدين واستعدادهم للتضحية من أجل حماية بلدنا وأهلنا وشعبنا.
المصدر: خاص