نشرت صحيفة “شتارن” الألمانية، تقريراً حول تجربة قامت بها إحدى العائلات الألمانية، تتمثل في البقاء شهراً كاملاً دون استهلاك مادة السكر.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن “تجربة العائلة جاءت في إطار برنامج تلفزيوني خاص بقناة “شتارن” الألمانية، يهدف إلى توعية الناس بمخاطر الاستهلاك المفرط للسكر، مشيرة إلى أن بيانات رسمية أوضحت أن معدل استهلاك المواطن الألماني للسكر يبلغ 35 كيلوغراما سنوياً، وهو ما يعادل أربعة أضعاف المعدل الذي تنصح به منظمة الصحة العالمية”.
وبينت أن هذه العائلة تستهلك يومياً المشروبات الغازية، والعصير، والزبادي الطازج، والأكلات الخفيفة، لافتة إلى أنها “قامت بالتخلي عن هذه المكونات في نظامها الغذائي، وأجرت فحوصات بعد أربعة أسابيع للاطلاع على نتيجة هذه التجربة”.
وأضافت أنه في بداية هذه التجربة، أعد كارستن الذي يبلغ من العمر 48 سنة، برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة، قائمة مواد غذائية خالية من السكر؛ لتناولها لمدة شهر كامل، وقامت العائلة بوضع كل المواد الغذائية المحتوية على السكر من حلوى، ورقائق، ونوتيلا، ومشروبات غازية، وعصير، ومعلبات، وزبدة، وفواكه، ومربى، في علبة كرتونية بهدف إقصائها عن نظامها الغذائي، كما أنها تخلت عن المقبلات، مثل العسل والحلويات، واقتصر نظامها الغذائي على اللحوم، والخضروات، والحليب.
ونقلت الصحيفة عن الناشط بمنظمة الدفاع عن المستهلك، لأوليفر هوييتسينغا، قوله إنه “في العقود الأخيرة تمت إضافة نسبة كبيرة من السكر للعديد من المنتجات”، موضحاً أن “السبب يعود إلى كون المستهلك يميل إلى تناول المنتجات الغنية بالسكر”.
وقالت الصحيفة إنه تم توجيه العائلة إلى مصحة “هومبولت” في برلين عند بداية التجربة، للتأكد من وضعها الصحي أولا، ودراسة تأثير تغيير النظام الغذائي على أجسام أفرادها.
وكانت نتائج فحوصات ما قبل التجربة كالآتي: الفحوصات المتعلقة بالدم والكبد واللياقة البدنية بالنسبة للزوجة كلاوديا في الحدود المسموح بها، والأمر ذاته بالنسبة للأبناء سيلين وبلاين. أما بالنسبة لفابيي فيعتبر وزنه الذي يبلغ حوالي 35 كيلوغراماً غير مناسب لحجمه. كما أن وزن الزوج الذي بلغ 66.2 كيلوغرام يعد زائدا، وبينت فحوصات الكبد الخاصة به أنه يعاني من تزايد الشحوم، وبيّن فحص الدم أنه يشكو من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والشرايين.
وأكدت الصحيفة أن “العائلة أجرت أيضاً اختباراً في التركيز عن طريق لعبة الذاكرة، التي تفرض قوانينها على كل فرد من أفراد العائلة إيجاد 15 زوجاً في أقل عدد من المحاولات. وقد أظهر كل أفراد العائلة، وخاصة الأم، ضعفاً في التركيز.
وقالت الصحيفة إنه بعد شهر من التجربة الغذائية، تم توجيه أفراد العائلة إلى مركز التغذية، وكانت النتائج كالآتي: أصبح الأب كارستن يتمتع ببنية قوية بعد أن انخفض وزنه بحوالي 3.1 كيلوغرام، وأوضح تخطيط القلب أن خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري قد زال.
أما كلاوديا، فقد انخفض وزنها بمعدل 2.3 كيلوغرام، وبالنسبة للابن فابيي فقد انخفض وزنه بمعدل 1.2 كيلوغرام، وتحسنت مستويات دمه، وفقد خمسة سنتيمترات من حجم بطنه.
وقال طبيب التغذية الذي أشرف على هذه التجربة، أولاف لاتنتسن، إن “الدهون في البطن تعد المسبب الرئيس لعديد الأمراض، مثل السكري وأمراض القلب، ولذلك كانت هذه التجربة مفيدة لصحة فابيي”.
وبعد هذه التجربة؛ تحسنت بشرة سيلينا، التي كانت في البداية مليئة بالعيوب، أما الآن فقد أصبحت بشرتها أكثر نضارة. كما أظهر تحليل الجلد ثلاثي الأبعاد بالنسبة لبقية أفراد العائلة، أن البشرة تصبح بعد العيش دون سكر أكثر صفاء واسترخاء.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “إلى جانب هذه المزايا، تحسنت القدرة على التركيز بالنسبة لكافة أفراد العائلة. وقد أظهر اختبار الذاكرة أن بلاين أحرز تقدما بمعدل ثلاث محاولات، وسيلينا بمعدل ست محاولات، وفابيي بمعدل ثماني محاولات. أما بالنسبة لكارستن؛ فإن الفارق كان أكبر، ففي السابق نجح في الاختبار بعد 35 محاولة، أما اليوم فقد نجح في الاختبار بعد 20 محاولة. كذلك فإن كلاوديا التي وجدت في البداية أكثر صعوبات، تحسنت بمعدل 20 محاولة.
وقالت إنه في المقابل، كان العيش دون سكر لمدة شهر مكلفاً بالنسبة للعائلة، “فخلال هذه الفترة؛ اضطرت العائلة إلى اقتناء منتجات غذائية خالية من السكر مرتفعة الثمن”، مشيرة إلى أن “العائلة كانت في السابق تنفق حوالي 500 يورو شهرياً على الغذاء، أما خلال هذه الفترة فقد أنققت حوالي 850 يورو”.
المصدر: مواقع