عادَ سفّاكُ الدماءِ في الشرقِ الاوسطِ الى تل ابيب دونَ أن يُشبعَ على الاقلِ في الوقتِ الحالي نهَمَهُ للقتلِ والدمارِ باقناعِ الادارةِ الاميركيةِ بالخيارِ العسكريِّ ضدَ ايران ، فبحسَبِ الاعلامِ العبريّ وأوساطٍ صهيونية ، فانَ اللقاءَ بينَ الرئيسِ الاميركيّ دونالد ترامب ورئيسِ الوزراءِ الاسرائيليّ بنيامين نتانياهو لم يَكُن مُحرِجاً فقط للاخير ، بل كانَ مُذِلّاً ، فقد اُبلغَ نتانياهو أمامَ الكاميرات من قبلِ ترامب بأنَ محادثاتٍ اميركيةً ـ ايرانيةً ستنطلقُ يومَ السبتِ في عُمان ، وأنَ وقوفَه الى جانبِ الرئيسِ الاميركيّ كانَ يشبهُ نباتَ الزينة، وأنَ استدعاءَه كان لاضفاءِ نوعٍ من المشروعيةِ الاسرائيليةِ على المفاوضاتِ المرتقبةِ بحسَبِ الاوساطِ الصهيونيةِ التي وَصفت زيارةَ نتانياهو الى الولاياتِ المتحدةِ بأنها كانت مُخيِّبةً للامالِ في كلِّ الملفاتِ بما فيها الحصولُ على اعفاءاتٍ من الرسومِ الجمركيةِ الاميركيةِ التي ما زالت عاصفتُها تَهُبُّ في كلِّ جهاتِ الارض ، تقتلعُ ثروات ، وتضربُ أسواقاً مالية. فجنونُ ترامب وإصرارُه على تعميقِ الأزمةِ الماليةِ العالميةِ يدفعُه للتلويحِ دائماً بهذا السلاحِ مهدداً بفرضِ رسومٍ جمركيةٍ بنسبةٍ تصلُ الى مئةٍ واربعةٍ بالمئةِ على الصينِ التي أعلنت استعدادَها للتعاملِ بالمثل.
ومعَ الزلزالِ الترامبي في الاسواقِ المالية ، تتجهُ الانظارُ الى يومِ السبتِ في عُمان حيثُ تُعقدُ المحادثاتُ الايرانيةُ الاميركيةُ غيرُ المباشرة، فنجاحُها أو فشلُها لا شكَ سيُحدثُ تردداتٍ مباشِرةً في كلِّ أنحاءِ الشرقِ الاوسط. فالمهمُّ بحسَبِ وزيرِ الخارجيةِ الايرانيّ عباس عراقجي ان تتوافرَ الارادةُ بالتوصلِ الى اتفاق ، فالمفاوضاتُ تحتَ التهديدِ ليست مفاوضاتٍ، بل املاءات ، والكرةُ الانَ في ملعبِ الولاياتِ المتحدة ، فاذا جاؤوا بارادةٍ حقيقيةٍ فسنُحققُ بالتأكيدِ نتائجَ ايجابيةً بحسَبِ وزيرِ الخارجيةِ الايرانية.
أما بحسب صندوق النقد الدولي ، فان لبنان مطالب باقرار قانونين اصلاحيين متعلقين بالسرية المصرفية واعادة هيكلة المصارف قبل مفاوضات الربيع معه. فالمطلب الاخير أدار محركات الحكومة اللبنانية بنشاط لافت لاقراره في اسرع وقت ممكن مع جلسة اليوم وجلستين متوقعتين الجمعة والسبت.
المصدر: المنار