غزة تستقبل عيد الفطر تحت القصف والدمار.. لا فرحة في ظل الإبادة والجوع – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

غزة تستقبل عيد الفطر تحت القصف والدمار.. لا فرحة في ظل الإبادة والجوع

عيد الفطر في غزة

أدّى سكان مدينة غزة صلاة عيد الفطر المبارك، اليوم الأحد، إيذانًا بنهاية شهر رمضان، في المسجد العمري التاريخي، رغم الأضرار التي لحقت به جراء القصف الإسرائيلي المستمر.

وعلى وقع المجازر الإسرائيلية التي أودت بحياة عشرات المدنيين، بينهم أطفال، في خان يونس، استقبل قطاع غزة عيد الفطر، حيث أدى الأهالي الصلاة فوق أنقاض المساجد، وفي أطراف الخيام، وداخل مدارس النزوح.

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، دُمّر نحو 1109 مساجد في مختلف مناطق القطاع، في استهداف ممنهج لدور العبادة.

ورغم الألم والمآسي، صدحت تكبيرات العيد في جميع أنحاء غزة، حيث حاول الفلسطينيون إحياء شعائر العيد وسط الدمار والنزوح، متشبثين بما تبقى من الأمل.

لكن، وللعام الثاني على التوالي، يحل عيد الفطر على غزة وسط الإبادة، والقصف، والجوع. لا بهجة، لا زينة، ولا أصوات ضحكات الأطفال التي كانت تملأ الشوارع.

ثمانية عشر شهرًا من الحرب المستمرة جعلت العيد يومًا آخر من المعاناة؛ فلا بيوت تستقبل الزوار، ولا أسواق تعج بالمشترين، ولا ساحات تضج بفرحة الأطفال.

العيد في غزة بات ذكرى حزينة، والأطفال، الذين كانوا ينتظرونه بملابس جديدة وألعاب ملونة، يقضونه اليوم بين الركام أو في مخيمات النزوح، يبحثون عن حياة سلبتها الحرب.

في الشوارع، التي كانت تتزين بالفوانيس كل عيد، لا يُرى اليوم سوى الدمار والأنقاض. الأسواق التي كانت تضج بالحياة، تحولت إلى أطلال، والمتاجر إما مدمرة أو خاوية بفعل الحصار.

في غزة، حيث كان العيد يُستقبل بالكعك ورائحة القهوة، بات الحصول على لقمة العيش معركة يومية، في حين أن نقص الغذاء والماء جعل حتى أبسط مظاهر العيد ترفًا بعيد المنال.

ولم يعد العيد في غزة مناسبة للفرح، بل صار جرحًا مفتوحًا يذكّر أهلها بكل من فقدوه. ومع كل قصف جديد، ومع كل شهيد يسقط، يزداد الألم، لكن يبقى الأمل بأن تنتهي هذه الحرب يومًا، ليعود العيد محملًا بالفرح الحقيقي، لا بوجع الفقد والنزوح.

وبدلًا من استقبال العيد بالبهجة، يقضي سكان غزة أيامهم في البحث عن جثث أحبائهم، وانتشال رفاتهم من تحت الأنقاض، ودفن الشهداء الذين يسقطون يوميًا تحت القصف.

وأدى العدوان الإسرائيلي إلى وضع إنساني كارثي بكل المقاييس، حيث يعاني القطاع من أزمة حادة في الغذاء، والمياه، والدواء، إلى جانب انعدام الأمن، في ظل استمرار القصف المكثف، الذي أجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار من ديارهم، بحثًا عن مأوى لا يكاد يكون موجودًا.

ورغم النداءات الدولية، تواصل “إسرائيل” الإمعان في حرب الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة، وسط خرق متواصل لاتفاق وقف إطلاق النار، لليوم الثالث عشر على التوالي، ما أدى إلى استمرار المجازر في مختلف أنحاء القطاع.

وبحسب أحدث الإحصائيات، فقد بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/مارس الجاري، 921 شهيدًا و2054 إصابة، ما يرفع إجمالي عدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 50,277 شهيدًا، و114,095 جريحًا.

في ظل هذه المأساة المستمرة، يبقى العيد في غزة يومًا آخر من الحداد والمقاومة والصمود.

المصدر: المنار