غزة | العدو يتنكر لاتفاق وقف النار ويمنع دخول المساعدات… والمقاومة ترفض “مقترح ويتكوف” بشأن هدنة رمضان – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

غزة | العدو يتنكر لاتفاق وقف النار ويمنع دخول المساعدات… والمقاومة ترفض “مقترح ويتكوف” بشأن هدنة رمضان

هدنة

في اليوم الـ43 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أعلن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أن كيانه المحتل سيمنع دخول جميع البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة بدءاً من صباح اليوم الأحد، وذلك تزامناً مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع. في حين، رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم خطة اقترحها المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف لهدنة مؤقتة في غزة، خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق مع العدو.

 وحسبما نقل “موقع أكسيوس” عن مسؤول أميركي “فإن ويتكوف قدم اقتراحه بعد 4 اجتماعات مع وزير الشؤون الاستراتيجية والمقرب جداً من نتنياهو رون ديرمر”، وأنه “بحسب المقترح الأميركي يتم تمديد وقف إطلاق النار في غزة لمدة 42 يوماً إضافياً”. هذا وكشفت مصادر لـ “قناة الجزيرة” تفاصيل “ما جرى خلال الـ48 ساعة الماضية بين وفد التفاوض الإسرائيلي والوسطاء”، قائلة إن “حماس أبدت تمسكها بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وتوقيعه عبر الوسطاء”. وأضافت أن “حماس أبلغت الوسطاء رفضها المقترحات الإسرائيلية واعتبرتها مخالفة لما اتفق عليه”، مشيرة إلى أن العدو “طلب عبر الوسطاء رد حماس على هذا المقترح قبل منتصف ليلة أول أمس الجمعة”. وفي التفاصيل، فقد طلب الاحتلال “إفراج حماس عن 5 أسرى أحياء و10 جثث مقابل أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات”، وأن العدو “طلب مقابل تمديد المرحلة الأولى أسبوعاً أن تفرج حماس عن أسرى أحياء وجثث تمهيدا للمرحلة الثانية”.

من جانبها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن قرار وقف المساعدات الإنسانية “ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق”، موضحة أن “نتنياهو يحاول فرض وقائع سياسية على الأرض بعد فشل جيشه في إرسائها على مدى 15 شهراً”. كما جددت الحركة التأكيد على التزامها بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث، مشيرة إلى أنها أعلنت مراراً استعدادها لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.

وفي السياق، قالت “حماس” إن “وقف المساعدات الإنسانية جريمة حرب وانقلاب على الاتفاق”، مطالبة “الوسطاء والمجتمع الدولي التحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية بحق نحو مليوني إنسان بغزة”.

كذلك أكدت الحركة أن “مزاعم الاحتلال الإرهابي بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار هي ادعاءات مضللة لا أساس لها”، وأن “نتنياهو وحكومته يخالفان البند 14 من الاتفاق الذي ينص على استمرار إجراءات المرحلة الأولى في المرحلة الثانية”، داعية “الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن انحيازها وتساوقها مع مخططات مجرم الحرب نتنياهو الفاشية”.

في الوقت نفسه، أكدت المقاومة أن “جميع المشاريع والمخططات التي تتجاوز شعبنا وحقوقه مصيرها الفشل والانكسار”، محملة نتنياهو وحكومته “المسؤولية عن تعطيل المضي بالاتفاق أو أي حماقة قد يرتكبها بالانقلاب عليه”، لافتة في هذا السياق إلى أن “السبيل الوحيد لاستعادة أسرى الاحتلال هو الالتزام بالاتفاق والدخول الفوري بمفاوضات بدء المرحلة الثانية”.

وبحسب الخبير في الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي، فإنه من الواضح أن نتنياهو “يحاول التنصل من التزاماته في المرحلة الثانية من الاتفاق، وذلك لما تمثله الأخيرة من تحد أساسي وجوهري على صعيد القبول بشروط المقاومة سيما موضوع الانسحاب الكامل من قطاع غزة”.

في غضون ذلك، تظاهر آلاف الصهاينة في تل أبيب وبأكثر من 70 موقعاً في الكيان المحتل للمطالبة بصفقة تعيد جميع الأسرى في غزة. وحسبما نقلت “القناة 12” العبرية، فقد طالب منتدى عائلات الأسرى الصهاينة في غزة، “بالتخلي عن مخطط ويتكوف والعودة إلى مخطط ترمب”، مشيرين إلى أنه “يجب استعادة جميع “المختطفين” معا أو فتح الجحيم على حركة حماس”، حسب زعمهم.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر أنه “لن نكون قادرين على المضي قدماً في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة خلال الوقت الراهن”، زاعماً أن “حماس رفضت إطار وقف إطلاق النار، وهو السبب الذي جعلنا غير قادرين على المضي قدما حاليا”. وتابع “جاهزون للتفاوض للدخول إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وفق مبادئنا”.

وفي التفاصيل، فقد أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم معابر قطاع غزة، وأوقفت إدخال البضائع والمساعدات، بعد نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، ورفضها تنفيذ المرحلة الثانية، في إصرار على نهج التجويع والإبادة الجماعية. وقال مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو “مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة الأسرى، قرر رئيس الوزراء نتنياهو وقف إدخال البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة اعتبارًا من صباح اليوم”. وزعم أن ذلك بحجة رفض حماس مقترح (المبعوث الأميركي) ويتكوف لاستمرار المفاوضات، ملوحًا بـ “عواقب إضافية”.

وفجر اليوم، أكد القيادي في حركة حماس، محمود مرداوي، أن “الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة وعودة الأسرى هو استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بدءًا من تنفيذ المرحلة الثانية”. وقال مرداوي في تصريح صحفي إن “المرحلة الثانية تضمن المفاوضات على وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل وإعادة الاعمار، ومن ثم إطلاق الأسرى في إطار صفقة متفق عليها، هذا ما نصر عليه ولن نتراجع عنه”. وأشار إلى أن البيان الأخير لمكتب نتنياهو، الذي تحدث عن الموافقة على تهدئة في رمضان وعيد الفطر “هو تأكيد واضح على ما كنا نؤكد عليه منذ البداية”، في إشارة إلى التنصل من الاتفاقات.

كما شدد على أن الاحتلال يتنصل بشكل متكرر من الاتفاقات التي وقع عليها ويواصل المراوغة في تنفيذ التزاماته بشأن وقف إطلاق النار، محذراً أن هذا “التلاعب المستمر لن يعود بالأسرى إلى ذويهم، بل على العكس، سيؤدي إلى استمرار معاناتهم وتعريض حياتهم للخطر، إذا لم يتم الضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته”.

والليلة الماضية، أعلن مكتب بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل وافقت على الخطوط العريضة لخطة اقترحها المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/نيسان)، وهي الخطة التي لم يعلن عنها من قبل من طرف ويتكوف.

وقال المكتب في بيان صادر عنه عقب اجتماع أمني ترأسه نتنياهو بمشاركة وزير الأمن وكبار القادة العسكريين وفريق التفاوض، إنه سيتم بموجب مقترح ويتكوفإطلاق نصف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، أحياء وأمواتا، وذلك خلال اليوم الأول من الهدنة المقترحة. وأضاف البيان أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، فسيتم إطلاق سراح النصف الثاني من المحتجزين في غزة.

وانتهت مساء أمس السبت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، فيما كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/شباط الماضي) مفاوضات المرحلة الثانية منه.

وعرقل نتنياهو ذلك، إذ كان يريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات المفروضة عليها في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وهو ما رفضته حماس، مطالبة بإلزام العدو بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، ودعت الوسطاء للبدء فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بالكامل.

ومنذ بدء وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، ارتكب العدو عشرات الخروقات ما أدى إلى أكثر من 100 شهيد ومئات الجرحى، إلى جانب عدم الالتزام بتنفيذ البروتوكول الإنساني.

لا تدمروا حياتنا جميعاً

ونشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” أمس  السبت، فيديو جديد لأسرى صهاينة، بعنوان “أخرجوا الجميع ولا تفرقوا بين العائلات.. لا تدمروا حياتنا جميعاً”. وظهر في الفيديو الأسير إيتان هورن وهو يودّع شقيقه يائير الذي أفرجت كتائب القسام عنه من الأسر سابقًا، فيما بقي هو في أسر المقاومة بانتظار إنجاز مراحل اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية.

وقال الأسير هورن وهو يودع شقيقه باكياً “أنا سعيد أن أخي سيتحرر غداً، لكن هذا غير منطقي بأي شكل من الأشكال”، مضيفاً وأضاف “أخرجوا الجميع ولا تفرقوا بين العائلات.. لا تدمروا حياتنا جميعاً”.

حرب تجويع

وفي وقت أكد فيه رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة لـ “قناة الجزيرة” أن “ما دخل من مساعدات لغزة لا يكفي لتوفير احتياجات القطاع لأكثر من أسبوع”، وأن “الاحتلال لم يلتزم بالبروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار”، قال المكتب الإعلامي بغزة إن “منع إدخال المساعدات يعني حرب تجويع للسكان”، وأن “إعلان الاحتلال وقف إدخال المساعدات تأكيد جديد لعدم التزامه بتعهداته وتنصله من التزاماته”.

وتابع أن “الاحتلال يؤكد تجاهله القوانين الدولية وضربه عرض الحائط بالشرعية الدولية لحقوق الإنسان”.

إلى ذلك، قال المكتب الإعلامي بغزة إن “منع إدخال المساعدات يعني فعلياً حرب تجويع على أهالي غزة الذين يعتمدون كلياً على المساعدات”، مشيراً إلى أنه “حذرنا من مغبة الصمت على خروق الاحتلال وعدم الضغط عليه في ظل تواصل انتهاكاته للاتفاق”.

وطالب المكتب الوسطاء بالضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته بموجب الاتفاق، مطالباً ايضاً “بموقف عربي إسلامي موحد وموقف دولي صارم للضغط على الاحتلال لوقف جريمة التجويع”.

شهيد في رفح وأخر في بيت حانون

هذا واستشهد شاب فلسطيني اليوم برصاص قناص من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار. والشهيد أبو حرب هو الثاني منذ صباح اليوم، حيث استشهد مواطن وأصيب آخرون إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت تجمعًا للمواطنين في بيت حانون شمال القطاع.

المصدر: مواقع إخبارية