أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الاثنين أنه سيتم تأجيل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة إلى حين التزام الاحتلال ببنود الاتفاق وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي.
وقال أبو عبيدة إن قيادة المقاومة راقبت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار.
وأضاف أن “العدو قام بتأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة واستهدفهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع”، كما منع إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها بحسب ما اتفق عليه، في حين نفذت المقاومة كل ما عليها.
وقال إنه سيتم “تأجيل تسليم الأسرى الصهاينة الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم الموافق 15 فبراير/شباط الجاري حتى إشعار آخر وإلى حين التزام الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي، ونؤكد على التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال”.
ويوم الجمعة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي أنه لم يدخل من الاحتياجات الإنسانية إلى قطاع غزة إلا نحو 10% مما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار. وأشار المكتب الحكومي في مؤتمر صحفي حول خروقات الاحتلال لبنود البروتوكول الإنساني، إلى أن الاحتلال “الإسرائيلي” يتنصل من التزاماته بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، خاصةً ما يتعلق بالشق الإنساني ويتلاعب بأولويات واحتياجات الإغاثة والإيواء.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي إنه “من خلال رصد وتوثيق سلوك الاحتلال، فإن التعهدات التي نص عليها الاتفاق لم تُنفذ بالشكل المحدد، ما يفاقم معاناة أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة”.
حماس تؤكد التزامها ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال الصهيوني
وأكدت حركة حماس في بيان مساء اليوم أنها نفذت كل ما عليها من التزامات بدقة وبالمواعيد المحددة، في المقابل لم يلتزم الاحتلال ببنود الاتفاق، وسجل العديد من الخروقات.
وأشارت حماس إلى أن الخروقات شملت:
1. تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.
2. استهداف أبناء شعبنا بالقصف وإطلاق النار عليهم، وقتل العديد منهم في مختلف مناطق القطاع.
3. إعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة، والوقود، وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث.
4. تأخير دخول ما تحتاجه المستشفيات من أدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.
وأكدت الحركة أنها أحصت تجاوزات الاحتلال وزودت الوسطاء بها أولاً بأول، لكن الاحتلال واصل تجاوزاته.
ودعت حماس إلى الالتزام الدقيق بالاتفاق، وعدم إخضاعه للانتقائية، بتقديم الأقل أهمية وتأخير وإعاقة الأكثر إلحاحاً وأهمية. وأكدت أن تأجيل إطلاق الأسرى هو رسالة تحذيرية للاحتلال، وللضغط باتجاه الالتزام الدقيق ببنود الاتفاق.
وأشارت إلى أنها تعمدت أن يكون هذا الإعلان قبل خمسة أيام كاملة من موعد تسليم الأسرى، بسبب إعطاء الوسطاء الفرصة الكافية للضغط على الاحتلال لتنفيذ ما عليه من التزامات، ولإبقاء الباب مفتوحاً لتنفيذ التبادل في موعده إذا التزم الاحتلال بما عليه.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، والذي يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم في الأولى التفاوض لبدء المرحلة الثانية، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد من اكتمال انسحاب قوات الاحتلال من محور نتساريم، وقبل 5 أيام من موعد عملية تبادل الأسرى السادسة، لإفساح المجال أمام الوسطاء لإلزام الاحتلال بمتطلبات المرحلة الأولى وعدم الدفع بالاتفاق نحو الانهيار.
ردود فعل اسرائيلية
وفي رد فعل على إعلان حماس، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تصر على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار كما هو مكتوب وتنظر إلى أي انتهاك بجدية.
وبدوره، قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إعلان حماس التوقف عن إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين يعد خرقًا كاملاً لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل. وأوضح كاتس أنه أصدر تعليمات للجيش بالاستعداد بأقصى درجات التأهب لأي سيناريو محتمل في غزة، والدفاع عن البلدات الإسرائيلية.
#عاجل | بعد إيقاف القسام للتبادل بسبب خروقات الاحتلال.. المستوطنون يتظاهرون ويغلقون شارع “بيغن” في “تل أبيب”؛ للمطالبة باستكمال كل مراحل صفقة تبادل الأسرى. pic.twitter.com/aIum78oCbw
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) February 10, 2025
من جانبه، قال وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير إن الرد الوحيد على بيان حماس يجب أن يكون هجومًا ناريًا واسعًا من الجو والبر، ووقف كل أشكال المساعدات لغزة.
وقد نقلت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية عن أعضاء في الوفد المفاوض الذي عاد من الدوحة أنهم يتهمون حماس بأنها هي من تخل بالاتفاق. وقالت إن الوفد المفاوض أوضح للوسطاء أن سلوك حماس قد يؤدي إلى التصعيد، ويعرض استمرار الاتفاق للخطر.
لكن عائلات الأسرى الإسرائيليين ناشدت الوسطاء التدخل فورا للتوصل لحل فوري وفعال يعيد تنفيذ الاتفاق، وطالبت الحكومة بالامتناع عن أي إجراءات من شأنها أن تمس بتنفيذ الاتفاق.
ونهاية الشهر الماضي، كشفت مصادر إعلامية أن البروتوكول الإغاثي ينص على أن مزودي المساعدات يشملون الأمم المتحدة ومنظمات دولية وهيئات غير حكومية، وأن دخول المساعدات بمعدل 600 شاحنة يوميًا مع دخول معدات للدفاع المدني وصيانة البنية التحتية.
وقالت المصادر إن البروتوكول الإنساني يدعو لإدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة إلى غزة لاستيعاب النازحين، وينص على أن المساعدات تتضمن مواد إغاثية ومعدات إنسانية من حكومات ومنظمات دولية.
قطر تحذر من توقف المرحلة الأولى لتبادل الأسرى بسبب تصريحات نتنياهو
بعثت قطر رسائل تحذير إلى إسرائيل من أن أداء حكومتها والتصريحات الاستفزازية لرئيسها بنيامين نتنياهو بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تشكل خطرًا على المرحلة الأولى من الاتفاق أيضًا.
ونقلت صحيفة “هآرتس” اليوم، الإثنين، عن مصدر إسرائيلي مطلع على تفاصيل الرسائل القطرية قوله إن “القطريين نقلوا رسائل غاضبة، وذكّروا مرة تلو الأخرى أن الاتفاق بين إسرائيل وحماس هو معهم أيضًا، وأنهم يكفلون الاتفاق، وأن أداء إسرائيل يشكل خطرًا على استمرار تحرير المخطوفين في المرحلة الأولى”.
وحسب الصحيفة، فإن تأخر حماس لعدة ساعات يوم الجمعة الماضي في نقل أسماء الأسرى الثلاثة الذين أفرجت عنهم يوم السبت هو مؤشر على الخطر على عدم إنهاء المرحلة الأولى الذي يشكله أداء إسرائيل وتصريحات نتنياهو. وليس مستبعدًا أنه حال تسريع المفاوضات حول المرحلة الثانية، أن يتكرر يوم الجمعة المقبل تأخير نقل أسماء الأسرى الإسرائيليين الذين سيفرج عنهم في اليوم التالي، وربما تأخير الإفراج عنهم أيضًا، الأمر الذي يعني تفجير المرحلة الأولى وعدم إنهائها.
ووصل وفد إسرائيلي بمستوى متدنٍ إلى الدوحة، أمس، برئاسة نائب رئيس الشاباك، الذي وصفته الصحيفة بأنه محبوب من جانب نتنياهو. ورغم أنه كان يفترض بهذا الوفد أن يبدأ مفاوضات المرحلة الثانية بتأخير أسبوع، إلا أنه بحث في ترتيبات تقنية تتعلق بالمرحلة الأولى، وليس مخولًا ببحث أي أمر متعلق بالمرحلة الثانية. ومن المقرر أن يبحث الكابينت السياسي – الأمني الإسرائيلي في المرحلة الثانية خلال اجتماع يُعقد غدًا.
وأثارت تصريحات نتنياهو لوسائل إعلام يمينية أمريكية وإسرائيلية حول تهجير سكان غزة، في أعقاب خطة التهجير التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي، إلى جانب عدم إرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة يوم الإثنين الماضي لبدء المفاوضات حول المرحلة الثانية، استياء قطر.
وفي أعقاب أقوال نتنياهو حول تهجير سكان القطاع إلى السعودية، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانًا، أمس، جاء فيه أنه “تدين دولة قطر بأشد العبارات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الاستفزازية بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي المملكة السعودية، وتعدها خرقًا سافرًا للقانون الدولي وانتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة”.
وأضاف البيان أنه “تجدد وزارة الخارجية رفض دولة قطر القاطع لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني الشقيق، وتحذر من أن مثل هذه الدعوات من شأنها إعاقة فرص السلام وتجدد المواجهات في المنطقة، وتؤكد أن السلام العادل والمستدام لن يتحقق إلا بتمكين الفلسطينيين من فرض سيادتهم على أراضيهم”.
ووجهت قطر رسائل مشابهة إلى الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يزور المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الشرق الأوسط، وبضمن ذلك قطر، الأسبوع المقبل.
المصدر: مواقع