أجبر صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على حقوقه العدو الإسرائيلي على قبول الهدنة، رغم امتلاكه لأحدث التقنيات العسكرية والاستخباراتية، في حين أن العدو فشل في تحقيق أي إنجاز عسكري أو سياسي خلال العدوان الأخير على غزة.
وأكدت نتائج العدوان على غزة أن العدو الإسرائيلي خسر المعركة عسكريًا وسياسيًا وإعلاميًا، ولم يتمكن من تحقيق أي من أهدافه، رغم الدعم الأمريكي الكبير.
ولم يحقق العدو أي مكاسب من استهداف المستشفيات والمدارس والبنى التحتية في غزة، بالإضافة إلى ارتكاب جرائم إبادة جماعية، بل زاد من إصرار الشعب الفلسطيني على المقاومة.
بالفيديو | عناصر من المقاومة الفلسطينية يحتفلون مع المواطنين بوقف اطلاق النار في القطاع
وستظل هذه الأحداث خالدة في ذاكرة الشعوب، ولن ينسى أحد جرائم العدو ولا انتصارات المقاومة. في حين أن المقاومة في فلسطين أثبتت مرة أخرى أنها قادرة على إجبار العدو الإسرائيلي على التراجع.
كما استطاعت غزة المحاصرة منذ سنوات أن تعيد فرض القضية الفلسطينية في صدارة الملفات، واستعادت مجدًا عربيًا وإسلاميًا وسط ثقافة الهزيمة السائدة.
ولم تفلح آلة الحرب الإسرائيلية في كسر عزيمة أهل غزة، فالكلمة العليا كانت للمقاومة ولصمود الشعب الفلسطيني، في حين أن توقيع الكيان الصهيوني على الاتفاق يشكل إقرارًا ضمنيًا بفشله في تحقيق أهدافه التي لطالما كررها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على امتداد أيام الحرب الهمجية.
ومُنِيَ العدو خلال أكثر من 471 يومًا من العدوان بفشل ذريع في تحقيق أهدافه، وعلى رأسها القضاء على حركة حماس والمقاومة. كما أن الاتفاق فتح المجال أمام عودة المهجرين إلى بيوتهم وأماكن سكنهم وإعادة إعمارها.
كما ساهم الاتفاق في توسيع شقة الخلاف والانقسام بين قادة الكيان الصهيوني بين رافضي الاتفاق ومؤيديه.
بالفيديو | مشاهد متفرقة من قطاع غزة ترصد احتفالات المواطنين بوجود عناصر من المقاومة
بدوره، قال الباحث الإسرائيلي “مايكل ميلشتاين” عبر إذاعة 103 FM إنه “لا جدوى من إثارة مسألة ’اليوم التالي‘ لأنه من الواضح تمامًا أن ’اليوم التالي‘ هو هنا الآن: حماس”. وأضاف ميلشتاين “حماس هي التي تسيطر، وهنا تبدأ المعضلات الكبرى. سنرى صورًا سيئة للغاية بالنسبة للعين الإسرائيلية. لقد أريقت دماؤنا في الأشهر القليلة الماضية، كما سنرى في غزة الكثير من الفرح”.
أما المحلل العسكري الإسرائيلي، نوعم أمير، فعبر ساخرًا: “بعد سنة وثلاثة أشهر، ما زالت لدى حماس مركبات عسكرية في القطاع؟ هذا هو بالضبط الفشل العسكري الإسرائيلي”.
وبينما أعلن جيش الاحتلال عدم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في وقت سابق من صباح اليوم، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن شاحنات المساعدات الإنسانية بدأت بالدخول إلى غزة. كما أفادت صحيفة “معاريف” أن الجيش انسحب ليلاً من شمال قطاع غزة.
وقالت وسائل اعلام العدو “لا تترك الصور القادمة من غزة مجالًا للشك. لقد فشلت ’إسرائيل‘ في خلق بديل حاكم لحماس، والآن ستدخل 600 شاحنة من المساعدات، على الأقل، يوميًا”.
بالصور | مقاومون من كتائب القسام ينتشرون في #غزة وسط احتفاء من الأهالي بعد سريان وقف إطلاق النار وانتصار المقاومة#غزة_تنتصر pic.twitter.com/PHWCFJDggW
— قناة المنار (@TVManar1) January 19, 2025
تقرير إسرائيلي يفند تنازلات نتنياهو
ويتبين من خلال اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي جرى الإعلان عنه يوم الجمعة، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تراجع عن معظم الشروط التي وضعها في جولات المفاوضات السابقة طوال العام الماضي، بهدف عرقلة التوصل إلى اتفاق، وذلك لأسباب سياسية حزبية وشخصية، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
ويتعلق أحد الأمور التي تراجع فيها نتنياهو بانسحاب الجيش الإسرائيلي من محور صلاح الدين (فيلادلفيا).
كما تراجع نتنياهو عن مطلبه بعدد المرور الحر للمهجرين باتجاه شمال القطاع، في حين أن الاتفاق نص على عودتهم الحرة و”بدون تفتيش” أيضًا. وأزيل في الاتفاق الحالي شرط نتنياهو بأن تشغيل معبر رفح يتم بموافقة متبادلة.
وتتعالى الأصوات داخل الكيان بأنه كان بالإمكان توقيع اتفاق قبل نصف سنة، وربما قبل ثمانية أشهر أيضًا، وكانت الخلافات صغيرة، “لكن ظهرت حينها ما يشبه فطريات سامة تنمو بعد المطر على شكل مطالب إسرائيلية جديدة، وردت حماس عليها بطرح مطالب جديدة، ما أدى إلى انهيار المفاوضات”، بحسب اعلام العدو.
وتتفق وسائل إعلام العدو والسياسيون في الكيان على أن ما سمح بتوقيع الاتفاق ليس تراجع حماس وإنما تراجع كبير جدًا من جانب تل أبيب، وتنازل نتنياهو عن معظم، إن لم يكن عن كل، الشروط التي طرحها خلال المفاوضات.
المصدر: موقع المنار