أكد قائد أنصار الله، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ثبات الموقف اليمني في نصرة الشعب الفلسطيني وإيلام العدو الصهيوني وحلفائه الأمريكيين والغربيين، رغم الاعتداءات والمؤامرات المستمرة.
وأشار السيد الحوثي في خطابه الذي تناول تطورات العدوان الصهيوني على غزة والمستجدات الإقليمية والدولية، إلى أن”الدعم اليمني للشعب الفلسطيني ومقاومته يأتي كجزء من معركة التحرير الكبرى والجهاد المقدس”.
وأوضح أن” العمليات اليمنية الأخيرة شملت قصفاً صاروخياً استهدف مناطق استراتيجية، منها “يافا المحتلة”، مطار “بن غوريون”، وقاعدة “نيفاتيم” الجوية، إضافة إلى استهداف محطة كهرباء جنوب القدس. كما تطرّق إلى العملية البحرية التي استهدفت سفينة اخترقت الحظر المفروض على العدو الإسرائيلي في البحر العربي”.
استهداف حاملة الطائرات “ترومان”
وأشار الحوثي إلى” عملية نوعية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” باستخدام 11 صاروخاً مجنحاً وطائرة مسيرة، مؤكداً تصاعد القدرات اليمنية في مواجهة التحديات. وبيّن أن هذه العملية جاءت بالتزامن مع ترتيبات أمريكية لشن عدوان واسع على اليمن، ما يعكس أهمية الهجمات الاستباقية في مواجهة التهديدات”.
وأضاف أن” استهداف الحاملة “ترومان” أدى إلى إفشال المخطط الأمريكي ودفع السفينة الحربية إلى الانسحاب مع مرافقيها نحو أقصى شمال البحر الأحمر”.
وكشف السيد الحوثي أن” العمليات الأخيرة نُفذت بـ22 صاروخاً باليستياً ومجنحاً، إلى جانب طائرات مسيرة، وأسفرت عن إسقاط طائرتين من طراز “MQ-9″، التي تُعد من الأدوات الهامة في الاستطلاع والعدوان الأمريكي”.
وشدد على أن” هذه العمليات تأتي في وقت كان العدو الصهيوني يطمح فيه للهيمنة على الشعب الفلسطيني، إلا أن الدعم اليمني كثّف الضغط على الاحتلال وجعل ملايين الإسرائيليين يلجؤون إلى الملاجئ”.
الموقف الإيراني: التزام ديني وإنساني
وأضاف السيد الحوثي “في سياق الدعم للشعب الفلسطيني والمناصرة له- تأتي أيضاً ذكرى شهادة الحاج قاسم سليماني، وشهادة الحاج أبو مهدي المهندس، والحاج قاسم سليماني كان له دور مميز جداً في نصرة الشعب الفلسطيني، وفي دعم المجاهدين في فلسطين، وعلى مدى فترة زمنية مهمة جداً، ومنذ تأسيس بعض الحركات الإسلامية المجاهدة في قطاع غزة وفي فلسطين، كان هناك تعاون كبير، واهتمام كبير، في إطار الدور المشرِّف للجمهورية الإسلامية في إيران في نصرة الشعب الفلسطيني، ودعم الشعب الفلسطيني، والوقوف مع الشعب الفلسطيني، وتبني هذه القضية، التي هي قضية إسلامية في الأساس، تُعنى بها كل الأمة الإسلامية، على كل المسلمين بمختلف بلدانهم- سواءً في المنطقة العربية وغيرها- مسؤولية دينية وإنسانية وأخلاقية تجاهها، هي قضية تعني الجميع”.
واكد أن إيران” أثبتت التزامها الراسخ بالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية إسلامية مركزية تمثل أولوية للأمة الإسلامية. هذا الالتزام يعكس مسؤولية دينية وإنسانية وأخلاقية تقع على عاتق المسلمين في مختلف أنحاء العالم، من المنطقة العربية وصولاً إلى الأفق العالمي. ومع ذلك، تتعرض الجمهورية الإسلامية لحملة ممنهجة من التشويه واللوم بسبب هذا الموقف النبيل، في وقت يتخاذل فيه البعض ويتواطأ مع الأعداء، محاولًا تصوير نفسه كحامل للموقف العربي أو الإسلامي، في تناقض واضح مع الواقع”.
استهداف الشهيدين: محاولات لعرقلة المقاومة
ورأي السيد الحوثي أن”استشهاد الحاج قاسم سليماني جاء نتيجة دوره الفعّال في مواجهة المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية، التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية وإضعاف شعوب المنطقة. كان سليماني رمزًا للمقاومة وعائقًا كبيرًا أمام المخططات الأمريكية، مما جعله هدفًا رئيسيًا في إطار الصراع. وقد استُهدف على أرض العراق، إلى جانب الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس، في انتهاك صارخ للسيادة العراقية”.
الجهاد خيار لا بديل عنه
وأكد السيد الحوثي أن خيار الجهاد هو الطريق الأمثل لمواجهة العدوان والصمود أمام الهيمنة العالمية، مشيراً إلى ضرورة تسليح الشعوب المستضعفة للحفاظ على كرامتها وحقوقها.
كما أوضح أن امتلاك اليمن للسلاح يعد نعمة كبيرة، في ظل مساعي الاحتلال لتجريد الشعوب من أدوات الدفاع عن نفسها.مؤكداً أن”اليمن سيواصل بناء قدراته ومواجهة التحديات بإرادة صلبة وثقة بالله، مشدداً على أن الاعتداءات لن تثني الشعب اليمني عن مواقفه الإيمانية والإنسانية تجاه القضايا العادلة للأمة.
الدعوة لخروج مليوني يوم الجمعة
وجدد السيد الحوثي دعوته للشعب اليمني للخروج الكبير يوم غد الجمعة في المسيرات والوقفات المناصرة لفلسطين، وذلك لتأكيد الثبات على الموقف وتجديد العهد لفلسطين بالاستمرار حتى النصر.
وأضاف أن “الخروج يوم الغد يأتي في مرحلة تتصاعد فيها المعركة بيننا وبين العدو الإسرائيلي”.
وتابع السيد “الخروج المليوني غداً لتجديد الميثاق والعهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله في مواصلة المسير والثبات على الموقف في إطار التوجه الإيماني الصادق. وللتأكيد بأننا شعب لن نترك الراية ولن نخلي الساحات ولن نتراجع عن مواقفنا الإيمانية، مستعدون لمواجهة التحديات وتقديم التضحيات في سبيل الله”.
المصدر: المسيرة