لم يحمل اليوم الأول من العام الجديد أي تغيير بالنسبة لأهل قطاع غزة، مقارنةً بما سبقه، حيث أن الإبادة التي يرتكبها العدو الاسرائيلي بحقهم لا تزال مستمرة منذ 453 يوماً. في التفاصيل، فقد أوقعت الغارات المعادية على مناطق متفرقة من القطاع، 27 شهيداً منذ فجر اليوم الأربعاء، بينما تزداد معاناة النازحين بسبب الأمطار والبرد القارس.
سياسياً، وبينما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عمن أسمتهم وسطاء عرب، قولهم إن محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين حركة “حماس” والعدو “وصلت إلى طريق مسدود في الأيام الأخيرة”، عازية ذلك إلى أن “”إسرائيل” أصرّت على تسلم الرهائن الأحياء فقط ورفضت إطلاق بعض المعتقلين الفلسطينيين”، مرجحة عودة المحادثات بعد تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السلطة. وفي هذه الاثناء نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن مصادر عسكرية أن “حالة الإرهاق تتفاقم لدى الجنود الإسرائيليين بسبب استمرار الحرب في جبهات عدة”، مشيرة أن “الجيش يعاني نقصاً في القوى البشرية بعد إصابة ومقتل نحو 10 آلاف جندي بالحرب”.
وفي السياق نفسه، نقلت “القناة 14” العبرية عن تحقيق أعدّه خبراء بجيش الاحتلال ان “تراجعاً في الانضباط والسلامة بالجيش أدى إلى تفاقم الحوادث التشغيلية”، لافتة إلى أن “تراجع الانضباط بالجيش سببه استنزاف الوحدات التي تقاتل منذ 15 شهراً”. وهذا ما يعكس الشرخ الحاصل والآخذ في الاتساع بين أداء السلطة السياسية والتقارير الصادرة عن السلطة العسكرية في الكيان. يأتي ذلك ايضاً في وقت قالت فيه عائلات الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم إن “الوقت حان لإعادة الأسرى”، بينما نقلت “هيئة البث الإسرائيلية” عن والدة أسير بغزة بعد منعها من دخول الكنيست قولها إن “الائتلاف يحاول إسكات أهالي الأسرى”.
العدوان
وفي تفاصيل العدوان الوحشي على القطاع، أعلنت وزراة الصحة في القطاع أن “الاحتلال ارتكب مجزرتين خلال 48 ساعة، وصل منها إلى المستشفيات 12 شهيدا و41 مصابا”، مما يرفع عدد ضحايا العدوان منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 45 ألفا و553 شهيدا و108 آلاف و379 مصابا. ومن أحد الوجوه المؤلمة لهذه الإبادة، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن قوات الاحتلال قتلت 1091 رضيعا فلسطينيا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 238 ولدوا واستشهدوا خلال الحرب المستمرة.
ولا يزال مسلسل استهداف المستشفيات مستمراً، إذ استهدفت غارات معادية كثيفة محيط مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا شمالاً. بينما قالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال نسفت عدداً من المباني السكنية في مخيم جباليا. إلى ذلك، سقط شهيدان في قصف جوي على فلسطينيين بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، في وقت سبق أن استشهد 6 أشخاص في قصف جوي استهدف منزلاً في الحي نفسه.
من جهته، أكد الدفاع المدني بغزة أنه “لا يستطيع تلبية نداءات الاستغاثة ومئات الشهداء بالشوارع”، مشيراً إلى أن “المحاصرين في مناطق التوغل يعانون من انعدام المقومات المعيشية بالكامل”. وأعلن كذلك أن “توقف خدماتنا أثر بشكل كامل على حياة المواطنين الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي”. هذا واستشهد مواطنان وأصيب آخرون صباح اليوم جراء غارة من مسيرة إسرائيلية على مجموعة من المواطنين في حي المنارة جنوبي شرقي مدينة خان يونس. وقصفت مدفعية الاحتلال الأحياء الجنوبية الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة. واستشهد 8 مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً في جباليا البلد شمال غزة.
⬅️ارتفاع عدد الشــهداء إلى 7 شهــداء وإصابات في قصف طائرات الاحتلال منزلاً بجباليا البلد شمال غزة. pic.twitter.com/Z9qbaAiUqR
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 1, 2025
وارتقى شهيدان وأصيب آخرون جراء قصف مدفعية الاحتلال منزلاً لعائلة بمخيم البريج وسط القطاع. وقصفت قوات الاحتلال منزل مراسل “قناة الجزيرة” في غزة رامي أبوطعيمة في منطقة الفخاري شرق خانيونس حيث أصيب أفراد من عائلته.
وداع 4 شـــهداء استهدفتهم طائرات الاحتلال في حي المنارة بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة. pic.twitter.com/OX5YfX7vIu
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 1, 2025
عدد سكان قطاع غزة ينخفض بنسبة 6% بسبب حرب الإبادة
بدوره، أعلن مركز الإحصاء الفلسطيني انخفاض عدد سكان قطاع غزة بمقدار 6% مع نهاية عام 2024، بسبب استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع منذ أكثر من 14 شهراً. وأكد المركز في تقرير له، أمس الثلاثاء، أنّ هناك “أكثر من 45 ألف شهيد في فلسطين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، و98% منهم في قطاع غزة، كما غادر القطاع أكثر من 100 ألف فلسطيني منذ بداية العدوان”.
وذكر أنه بناء على آخر المعطيات، فإنّ عدد سكان القطاع انخفض بنحو 160 ألف فلسطيني، ليبلغ 2.1 مليون، منهم أكثر من مليون طفل دون سن الثامنة عشرة، ويشكلون ما نسبته 47% من سكان القطاع. وقال المركز، في تقرير له، إنّ الاحتلال يشنّ عدواناً وحشياً على غزة، استهدف البشر والمباني والبنى التحتية الحيوية، ما أدى إلى “تحويل المدن إلى أنقاض، وتركت القذائف آثارها على البيوت والجدران والذاكرة وصفحات التاريخ”. وأكد أن أحياء كاملة أصبحت أثراً بعد عين، وعائلات كاملة محيت أسماؤها من السجل المدني، إضافة إلى وقوع خسائر بشرية ومادية مدمرة، لافتاً إلى أنّ العدوان لا يزال مستمراً على جميع أنحاء قطاع غزة.
وكان تقرير للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أكد أنّ عدد المفقودين منذ بدء الحرب على غزة بلغ نحو 11200 مفقود لم يصلوا إلى المستشفيات، وأوضح أن قوات الاحتلال أبادت (1413) عائلة فلسطينية، ومسحتها من السجل المدني، بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، حيث بلغ عدد أفرادها 5455 شهيداً، وأنّ 3467 عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال ولم يتبق منها سوى فرد واحد، وعدد أفرادها 7941 شهيداً.
المصدر: مواقع إخبارية