قريباً، سيستخدم المحققون الغسالات والثلاجات عالية التقنية لجمع الأدلة من مسارح الجرائم، وذلك وفقاً لما يتنبأ به الخُبراء.
ظهور “إنترنت الأشياء” (مصطلح حديث يُقصد به الجيل الجديد من الشبكات التي تتيح التفاهم بين الأجهزة المترابطة عبر الإنترنت)، الذي ترتبط فيه أجهزةٌ أكثر ببعضها في عالم من “التشغيل الذكي”، قد يُستخدم مستقبلاً لتزويد الشرطة بالأدلة المهمة.
ويتدرب المحققون حالياً، بحسب ما ذكرت صحيفة التليغراف البريطانية، على البحث عن الأجهزة و”السلع البيضاء” (أجهزة إلكترونية منزلية كالغسالات والثلاجات)، التي قد تمدُّهم بـ”أثر رقمي” للضحايا أو المجرمين يمكن اقتفاؤه.
ويقول مارك ستوكس، رئيس قسم الأدلة الجنائية الرقمية والإلكترونية والاتصالية في شرطة العاصمة، متحدثاً لصحيفة “التايمز”: “قد تُسجل الكاميرات اللاسلكية التي تُوضع داخل أجهزة مثل الثلاجات حركة المُلّاك والمشتبه بهم، يمكن للأجراس، المتصلة مباشرةً بتطبيقات على هاتف المستخدم، أن تُظهر من قد دقَّ جرس الباب، ويمكن للمالك أو لآخرين أن يتحكموا في المبنى عن بُعد، إن أرادوا. وتترك هذه الأشياء سجلاً لاقتفاء أثر الأنشطة. سيكون مسرح الجريمة غداً هو إنترنت الأشياء”.
الثلاجات الذكية الجديدة التي أصدرتها شركة سامسونغ (Family Hub Fridge) بها كاميرات تنقل بثاً مباشراً لمحتوياتها، حتى يعرف الزبائن ما يحتاجون شراءه وهُم في المتجر. لذلك يمكن لسجل الأوقات التي استُخدمت فيها الثلاجة أن يمنح الأشخاص حُجة غياب، أو يُثبت أنَّ شخصاً ما لم يكُن في المكان الذي ادَّعى أنه ذهب إليه.
ويقول ستروكس إنَّ المحققين مستقبلاً سيحملون “طقم أدلة جنائية رقمية” سيسمح لهم بتحليل الرقاقات، وتنزيل البيانات في مسرح الجريمة، بدلاً من الاضطرار لتحريك الأجهزة لفحصها، لكن قد تواجه الشرطة اعتراضات من الشركات المُصنعة للأجهزة، المعنيَّة بخصوصية عملائها.
ففي الولايات المتحدة، تقاوم الآن شركة أمازون طلبات السلطات الأميركية بتسليم سجلات أحد أنظمة الترفيه المنزلية “Echo”، والذي يملكه جيمس أندرو بايتس.
ويُحقق الضباط في ولاية أركنساس في حادث قتل فيكتور كولينز، الذي وُجد ميتاً في حوض الاستحمام الساخن في منزل بايتس عام 2015. وقد جمعوا بالفعل أدلة من عدَّاد مياه كهربي، يُظهر أنَّ كمية ضخمة من المياه قد استُخدمت. ويقول المحققون إنَّها ربما تكون قد استُخدمت لتنظيف الفناء من الدماء.
يُقدم نظام “Echo” التنبؤات الجوية، ويتحكم في أجهزة تنظيم الحرارة ومفاتيح الإضاءة، ويُشغِّل الموسيقى. لكنَّ به أيضاً ذكاءً اصطناعياً، وهو يتحسَّن مع الوقت بناءً على أصوات المالك، وقد يساعد في الكشف عمَّا حدث ليلة مقتل كولينز.
المصدر: هافينغتون بوست