بنيامين نتنياهو ووزيرُ حربِه المخلوعُ يوآف غالانت مجرما حرب، ومطلوبٌ اعتقالُهما..
قولٌ لم يَسمَعْهُ احدٌ حينَما كانَ يُردِّدُهُ اطفالُ غزةَ من تحتِ انقاضِ ثلاثةَ عشرَ شهراً من حربِ الابادةِ الجَماعية ، ولا اطفالُ لبنانَ وهُم يُردِّدونَهُ من بينِ الركامِ المرتفعِ فوقَ شهرينِ من لهيبِ النارِ الاميركيةِ الصهيونية . فهل مَن يسمعُه من اعلى قوسٍ قضائيٍّ للاممِ المتحدة – المحكمة الجنائية الدولية ..
الجاني الصهيونيُ هذا لا يحتاجُ الى اشهرِ محاكمةٍ لادانتِه، فدمُ الفلسطينيينَ واللبنانيينَ على انيابِه، ويلطخُ وجهَه ويدَي سيدِه الاميركي، الشاحذِ لكلِّ سكاكينِ الحقدِ الصهيوني . لكنَّ القرارَ اليومَ بلا ادنى شكٍ تحولٌ غيرُ مسبوقٍ في المسارِ الدولي، وبدءُ تحولٍ بموقفٍ عالميٍّ لم يَعُد يستطيعُ تغطيةَ كلِّ هذا الاجرامِ الصهيوني ..
على انَ العبرةَ بتطبيقِ القرارِ بعدَ اصدارِه، وخاصةً اَنَّ صدرَ الاميركيِّ درعٌ للاسرائيلي، بل سيفُه الذي يَضرِبُ به غزةَ ولبنانَ وحيثُ يشاء، وهو ما يتفاخرُ به الصهاينةُ على الملَأ، وما حديثُهم عن انَ سبعينَ بالمئةِ من تكلفةِ حربِهم بتمويلٍ اميركي، سوى بعضِ دليل، وفيتو واشنطن بالامسِ بوجهِ اجماعِ مجلسِ الامنِ على وقفِ الحربِ على غزةَ – دليلٌ اضافي ..
اما قرارُ المقاوماتِ واهلِها فصادرٌ عن محكمةِ الميدانِ وقضاتِها العادلين، الذين هم وحدَهم قادرونَ بالرصاصِ والصواريخِ والمسيّراتِ على تخطي كلِّ الفيتوياتِ وتَرَساناتِ السلاحِ ومنظوماتِ الدفاعِ الاميركيةِ الموضوعةِ بخدمةِ الاحقادِ الصهيونية.
والخيامُ وسهلُها ومنازلُها المتكئةُ على أكتافِ تلالِها الشرقيةِ مساحةُ الجلسةِ المفتوحةِ لمحاكمةِ هؤلاءِ القتلة، حيثُ تُنفَّذُ الاحكامُ سريعاً بتصفيةِ اوهامِ جيشِهم وحكامِهم بالميدان، فَيُقتلُ جنودُهم بالصواريخِ والمسيّراتِ والالتحامِ المباشرِ من قبلِ رجالِ الله، وكذلكَ شمع والبياضة وطير حرفا واخواتُها، اللواتي يَخُضْنَ معركةَ التحولِ الجديدةَ للحرب، حيثُ يُكتبُ على صخورِها وجذوعِ اشجارِها المغروسةِ في الارضِ المستقبلُ القريبُ والبعيد..
وعلى بعدِ يومٍ من محطةٍ وطنيةٍ يحفظُها هؤلاءِ جيداً جداً – ذكرى الاستقلال – الذي يُعيدونَ صناعتَه من جديدٍ مع جيشِهم وشعبِهم الابيّ، وكلُهم لم يَبخلوا بعطاءِ الدمِ ليبقى احمرُ علَمِنا قانياً، وارزُه شامخاً، وبَياضُه عصياً على كلِّ المدنِّسين ..
ذكرى يُحييها الجنوبيون فوقَ غاراتٍ داميةٍ في صور ومحيطِها والبقاعيون بقرابينَ جزيلةٍ ابرزُها في مقنة ونيحا وعمشكي وبعلبك وفلاوة ويونين وبريتال وغيرِها، فيما لم تُغيِّرِ الضاحيةُ من ثباتِها فوقَ كلِّ الغاراتِ الصهيونيةِ الغادرة ..
المصدر: المنار