لطالما ترددت هذه المقولة “التكرار يعلّم الشطار” وأن الممارسة والتدريب هي أهم مفتاح للنجاح، وربما قد سمعت أن 10000 آلاف ساعة من ممارسة أي شيء ستجعل أي أحد خبيرًا.
في حين أن الممارسة تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق النجاح، إلا أن الأمر مرتبط بكيفية قضاء الوقت. فهناك اختلاف كبير بين من يقضي وقته مع خبير، ويحصل على تغذية راجعة ويحاول فعل أفضل ما عنده، وأولئك الذين يطوفون من بعيد حول المجال الذي اختاروه.
فعلى الأقل، الأمر لا يتوقف فقط على التكرار أو الممارسة لوحدها، وبالطبع أنك لن تتحسن في مجال ما طالما أنك تستخدم نوعًا خاطئًا من الممارسة، فالتكرار الجيد هو ما يصنع الفرق.
على الرغم من أن ” مالكوم جالدويل” مؤلف كتاب “Outliers ” بيّن أن 10000 ساعة من الممارسة تكفي كي تصبح ماهرًا في مجال ما، إلا أن هناك دراسة وجدت أن التكرار والممارسة لا تُغني عن الميزات الأخرى كالموهبة الفطرية والذكاء عند أداء أشياء معينة. وقد وجدت دراسة أخرى قام بها باحثون من جامعة كولورادو ومعهد ماكس بلانك للتنمية البشرية أن الخبرة في مجال معين مرتبطة بعوامل هامة جدًا، والتي تعتبر الممارسة أهمها.
فوفقًا للدراسة، الذكاء العقلي ليس مرتبطًا بقدرة الشخص على أداء أشياء محددة. هناك عوامل أخرى، فلاعبي كرة القدم قد يمتلكون ميزة إن كان طولهم مناسبًا، لكن نجاح الشخص مرتبط بالتفاني في التعلم والتفوق في المجال الذي اختاره.
هناك مجموعة من المشاكل المرتبطة بنظرية الممارسة لـ 10000 ساعة، ما يعني أنك على الأقل تحتاج لساعة ونصف يوميًا وعلى مدار 20 سنة. لكن هناك أنواع مختلفة من الممارسة، فهناك الممارسة الجادة والمتفانية، كالاعتماد مثلًا على الحصول على تغذية راجعة من شخص مهني بالفعل.
أيضًا يتوقف الأمر على محتوى الممارسة، وحدود تركيزك، وتخصيص وقتك. فبعض أنواع الممارسة قد يركز أكثر على التفاعلات أو الإيقاعات الطبيعية، وبعضها الآخر قد يركز على اختبار الذاكرة، والحفظ.
هناك مجموعة من الأمور التي قد لا تجعل التكرار أو الممارسة أمرًا فاعلًا، وهو عامل السن، فكلما كنت أصغر سنًا حين تبدأ بشيئ ما، كلما كنت أسرع في التعلم.
الخلاصة أن التكرار قد يعلم الشطار عند استخدام النوع المناسب من الممارسة، وتركيز الجهد والوقت، واستخدام الوسيلة المناسبة.
المصدر: مواقع