بينَ الحادثِ الخطيرِ في الشمالِ والاصاباتِ الخطرةِ بينَ الجنودِ والمستوطنين، يستوطنُ الخبرُ الصهيونيُ الذي بدأَ يأكلُ من عنجهيةِ بنيامين نتنياهو وقواتِ جيشِه المتخبطةِ بضياعِ الاستراتيجيات، ويصيبُ الجبهةَ الداخليةَ باستنزافٍ لن تقدرَ على تحمُّلِه كما يقولُ كبارُ جنرالاتِ الاحتياطِ واصحابُ تجاربِ الميدان..
وبعزمِ الدمِ الذي ارتقى وغلاوةِ التضحيات، أَكملت الصواريخُ رِحلاتِها من لبنانَ الى فلسطينَ المحتلة، ومعها المُسيّرات.. فكانت نهاريا وصفد وعكا وجُلُّ مستوطناتِ الشمالِ ساحةً لِلَهِيبٍ ارتفعَ معَ الدخان، وغَطّتهُ صفاراتُ الانذارِ التي لم تهدأْ ولم تَدَعْ لمستوطنِيهم امكانيةً لمغادرةِ المخابئِ والانفاق ..
هي حربٌ حقيقيةٌ استعادَ فيها حزبُ اللهِ كاملَ قِواه، يقولُ الاعلامُ العبريُ والغربي، وتَعدادُ القتلى اليوميُ بصفوفِ جيشِهم لن يُسعفَ مجانينَ الحربِ على بلوغِ اهدافِهم، والذي بلغ اربعة وثلاثين بين قتيل وجريح..
ورغمَ كلِّ حِمَمِهم الناريةِ لن يقدروا اَنْ يُخفُوا الميركافا التي تَحترقُ بجنودِها عندَ كلِّ محاولةِ تقدمٍ على الاراضي اللبنانية، وجديدُها اليومَ اربعُ دبابات.
ولن يَستطيعوا بأَلسنةِ اللهبِ التي ترتفعُ جراءَ الصواريخِ الاميركيةِ التي تَنصَبُّ يومياً على رؤوسِ اللبنانيين، اصابةَ ارادةِ شعبٍ مصممٍ على المضيِّ في معركةِ الحق، بروحٍ كربلائيةٍ حتى النصر، مقدماً خيرةَ قادتِه شهداء، من الامينِ العامِّ الشهيدِ الاقدس والاسمى السيد حسن نصر الله الى رئيسِ المجلسِ التنفيذي الشهيدِ الكبير والقائدِ الجليل السيد هاشم صفي الدين، وما بينَهما..
فبينَ عظيمِ التضحياتِ وكبيرِ انجازاتِ الميدان، يبقى مجتمعُ المقاومةِ واقفاً على تلالِ الصبرِ متمسكاً بحبلِ الله، الذي سيُرهِبونَ به عدوَ اللهِ وعدوَهم، وستَشهدُ الايام.. وتشهدُ معهم اشلاءُ الاطفالِ والنساءِ والشيوخ، الذين يُقتلونَ غيلةً بالاجرامِ الصهيونيِّ الاميركيِّ على مساحةِ لبنان، والمحطةُ اليومَ كانت الخضر البقاعيةَ ومعها الحلانية، كما البيسرية وكفرتبنينت الجنوبية..
ومهما شَرَّقَ الساعونَ وغَرَّبُوا، فانَ الثابتَ الذي سيبقى عليهِ اهلُ الجهادِ والمقاومة – وقفُ الحربِ كخيارٍ اِلزاميٍ وحيدٍ لاعادةِ المستوطنينَ الى مساكنِهم المخلاةِ في الشمال.. وهو ما اعتبرَ رئيسُ الحكومةِ نجيب ميقاتي من منبرِ مؤتمرِ باريس لدعمِ لبنان، انه متوافرٌ عبرَ التطبيقِ الكاملِ للقرارِ 1701 – الذي امعنَ الصهيونيُ قتلاً به على مدى سبعةَ عشرَ عاماً ولا يزال، فيما يؤكدُ لبنانُ الاستعدادَ لتطبيقِه الكامل – كما قال..
المصدر: المنار